المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

السماء تعشقك والأرض تشتاق لك زياد أيها الخالد العظيم !

بقلم : أ . سامي ابو طير

للعظماء الذين أفنوا جُل أعمارهم فداءً لأوطانهم رائحة تفوح منها عبير الخلود والمجد والسؤدد التي لا يقترب منها أحدا سواهم، ولا يتفوق على عظمتهم إلا الشهداء الأبرار الذين أفنوا جُل أعمارهم وقدموا أغلى ما يملكون من التضحيات الجِسّام حباً للأوطان، وبذلوا الغالي والنفيس من دمائهم الطاهرة قربانا لتحرير أوطانهم من دنس المحتل الغاصب، وروا بدمائهم الطاهرة ثرى أوطانهم الغالية لتُنير درب الحرية والاستقلال للأجيال القادمة.

فما بالكم إذا كان العظماء قد نالوا تلك العظمة بنضالهم وأفعالهم ومواقفهم التاريخية في حياتهم، وتوّجوا ذلك المجد الذي اجتبوه لأنفسهم وهم أحياءً بيننا بالشهادة الأعظم التي يطمح لها كل العظماء، أليس أولئك هم الخالدون فوق ثرى الدُنى وأحياء يرزقون في جنان النعيم المقيم في الأخرة ؟! بلى إنهم الخالدون !!

ذلك باختصار هو الخالد الفلسطيني العظيم زياد ابو عين “ابو طارق” أو زيتونة فلسطين التي تمتد جذورها منذ نشأة التكوين في أرض فلسطين العظيمة، لذلك إن الشهداء الأبرار الذين كرّسوا جُل حياتهم وأفنوها حبأ وكرامة من أجل تحرير أوطانهم من دنس الغاصب الإسرائيلي المحتل هم وحدهم الأعظم على هذه الأرض، لأنهم قدموا لفلسطين ما عجز عن تقديمه أحداً سواهم، ولم يبخلوا عليها بأعزّ ما يملكون من الأرواح والدماء الطاهرة لكي يسقوا الأرض ويُعبدوا درب الحرية بدمائهم الزكية الطاهرة، ومن هنا كانت عظمة التضحية والفداء الأغلى من كل التضحيات الأخرى ليكون الخلـود تتويجا للعظماء.

إن “زياد ابو عين” هو أحد أعظم الثوار الأحرار من عُشاق الحرية الذين وهبّوا أنفسهم فداءً لتحقيق الحلم الوطني الفلسطيني العظيم كي تعيش من بعدهم الأجيال اللاحقة في حرية و سلام على أرض السلام !

ولذلك إن الشهيد الخالد في جنان النعيم زياد ابو عين يُعتبر أحد أعظم شهداء الحرية الذين جادو على فلسطين الحبيبة بأعزّ ما يملكون من الغالي والنفيس، ولذلك فإن فلسطين الأرض والسماء والإنسان والشجر والحجر والطير والهواء والماء لن تنسى أبداً فارسها زياد ابو عين لأنه أحد أيقونات الحرية النادرة في هذا الكون !!

إذا كان شهيد الوطن ذو الجسد الطاهر المُسجى بالدماء الزكية الطاهرة هو الأعظم من كل الأحياء فوق هذ الأرض ! فما بالكم بشهيدٍ (زياد ابو عين) أفنى جُل عمره وزهرة شبابة وحياته بأكملها منذ خليقته الأولى ونعومة أضفاره مناضلاً من أجل فلسطين ولم يترجل قط ليتوّج نضاله بخاتمةٍ هي الأروع دون كل الخواتيم؟!

فما بالكم بعظيمٍ وشهيد أرضعته أمه فلسطين من ثديها الوطني حليبها الأغرّ المُميّز بأعظم الموروثات الوطنية ألا وهو حب الوطن، وأوصته جيدا بمواصلة النضال الدؤوب حتى الرمق الأخير لتحيا فلسطين حرة عربية، وكي يحيا الوطن خاليا من دنس الاحتلال حراً مستقلاً لينعم أبنائه بالطمأنينة والأمان فوق ربوع وطنهم الحبيب، ولينعم أخيرا جميع أطفاله وأبنائه دوما في حرية وسلام وكرامة وشموخ وكبرياء.

المؤكد بأن العظيم الخالد زياد ابو عين قد عاش جل أيامه ليُهدي حيواته الخاصة والعامة تكريساً لفلسطين الحبيبة، حيث عاش ثائراً منذ نعومة أضفاره وخاض مع الغاصب والمحتل الاسرائيلي صولات وجولات تاريخية من الكفاح الوطني الطويل الأمد، ولقنه دروسا في النضال والانتصار دون أن يكل أو يمل سعياً لتحقيق الانتصار لفلسطين أو نيل الشهادة الربّانية العظمى دون ذلك.

لذلك إن الوزير القائد والشهيد الخالد “زياد ابو عين” ليس ككل الشهداء وليس عظيما كباقي العظماء بل إنه أعظم العظماء، لأنه حازّ المجد وصنعه بيدية من خلال تفانيه في النضال المستمر من أجل فلسطين دون كللٍ أو ملل، ودون الحصول على أدنى راحة من عناء النضال والكفاح .

لذلك فقد كانت حياته هي حياة العزة والشهامة والشموخ والكرامة والافتخار والانتصار، ولذلك أليست تلك العظمة تتراءى لنا في شخص “زياد ابو عين” وتتراءى بأروع صور مجدها السالب للألباب ؟!

إن العظيم الخالد زياد ابو عين قد صنع من جسده الطاهر بركاناً من الغضب لينفجر في وجه الغاصب الإسرائيلي المحتل ، ومن ذلك الجسد الطاهر فقد صنع البطل الفلسطيني الخالد “ابو عين” لنفسه الخالدة جسراً ليعبر به إلى جنة الخالق في عُلاه، لينال بذلك زياد ابو عين “ابو طارق أعظم الجوائز والخواتيم التي يسعى لها بنو الإنسان في دنيا الملك الخالق العدنان .

ولذلك فقد كانت خاتمته النضالية التاريخية أمام أنظار العالم أجمع هي الأعظم من كل الخواتيم، وهي نيل الشهادة العظمى بالاستشهاد دفاعاً عن ثرى أمه فلسطين الحبيبة لينال أعظم درجات المجد الدنيوي وليحيا حياة الخلـود في جِنان النعيم المقيم عند ربّ السموات و الأرض .

إن البطل الشجاع “ابو عين” قد خاض مراحل متعددة من النضال المتواصل دون أن يكل أو يمل و لم يترجّل الفارس يوما من فوق صهوة جوادة، ولذلك لم يحصل يوما على قسطٍ من الراحة، بل إنه حتى وهو بين أهله وذويه كانت عيونه دائما ترنوا إلى أمه فلسطين التي أرضعته حبها مُذ كان صغيرا، ولذلك فإن فلسطين وحدها كانت شغله وشاغله الدائم حتى النفس الأخير من حياته العظيمة، ولحظة استشهاده النورانية العظيمة تؤكد ما أسلفته تماما.

ولذلك لم يحصل على تلك الاستراحة “استراحة المقاتل” التي يتوق لها كل مناضل وفارس وطني، ولهذا كان مُستمراً مُندفعاً مقاتلاً شرساً ليلاً ونهارا لا تقف أمامه أعتى القوى لتمنعه أو تحول دونه ودون فلسطين لتكون الخاتمة الأروع في التاريخ لأسطورة فارس من أعظم الفــوارس على هذه الأرض !!

وهكذا كانت البداية وكانت النهاية ! تلك الحقيقتان المؤكدتان هما مسيرة نضالية خالدة متواصلة حتى الرمق الأخير من حياة الشهيد البطل “زياد ابو عين” العاشق الأبدي لفلسطين الحبيبة، وهكذا جاء التتويج الإلهي لفارس الكلمات الوطنية التي تعجز المفردات اللغوية عن إيفائه للحق الذي يستحقه من جمال المعاني ومرادفاتها عرفانا وتعظيما لمسيرة الخلود الوطنية التي سطرها حباً لفلسطين، ولذلك فقد نال اللقب الأجمل في حياة الثائر الحر والإنسان العظيم وهو لقب الخلود شهيدا … شهيدا … شهيدا !!

لقد كافح وناضل وانتصر وتم اعتقاله وتعذيبه و ….. ، ولكنه كان دوما فارساً صنديدا صامدا تأبى نفسه الخنوع للمحتل الغاصب، ولذا فإن عَضُدُه لم يهن ولم ينكسر يوما ، بل إنه كان يخرج من كل معركة إلى أخرى، وإن وقع في كبوة فإنه كان يخرج منها أقوى مما كان عليه سابقا، وما مواقفه الخالدة وقهره للسجّان الغاشم إلا أعظم دليلاً على أنه البطل الذي لا يُقهر أبدا !!

ويشهد له العالم كما تشهد له أمه الحبيبية التي أحبها وروى أرضها الطيبة بدمائه الطاهرة “فـلـسـطـين” بأسمى آيات الفخر والاعتزاز والشموخ والكبرياء بأنه الفارس الفلسطيني الذي كسر عنجهية الاحتلال الاسرائيلي وسجّانه الغاصب ، كما تشهد له شتى ساحات الوغى والنضال الدولية بالإضافة إلى نضاله الرائع من داخل السجون الأمريكية بأن الثائر الوطني الفلسطيني الخالد زياد ابو عين هو أحد أعظم العظماء على هذه الأرض !!

لذلك إن زياد ابو عين “ابو طارق” ليس قائداً وطنياً فلسطينياً فتحاوياً عاشقا للحرية فحسب، ولكنه يعتبر فخراً لفلسطين العروبة وفخراً لكل الأحرار والثوار وجميع عُشاق الحرية والأوطان في العالم، ولذلك فهو فخراً لكل وطني فلسطيني فتحاوي وسيبقى فخرا لفلسطين العظيمة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

ذلك هو بكل بساطة واختصار الشهيد الوطني الخالد العظيم القائد والوزير زياد ابو عين “ابو طارق” رحمه الله وأدخله فسيح جناته، لذلك إن زياد ابو عين هو أحد أساطير فلسطين والعروبة جمعاء الذين حفروا أسمائهم بأحرف نورانية مُضيئة في سجل الخالدين التاريخي جراء ما قدمه لفلسطين وأبنائها وأرضها الطيبة من تضحيات فاقت الخيال، ليترجّل أخيرا من على صهوة جواد فلسطين كفارس من أعظم وأنبل فرسان الحرية العاشقين للأوطان.

لقد رحل العظيم الخالد “زياد ابو عين” وغاب عن الحضور جسداً ولم يغب روحاً أو اسماً وفكراً ونضالاً أو تاريخاً وطنياً ناصعاً محفوظا في سجل الخلود، لم يغب أبدا لأن روحه الطاهرة تسرى بيننا كسريان الدماء في عروق الجسد، ولذلك فإن “ابو طارق” شمسٌ خالدة من شموس فلسطين الوهاجة التي لا ينطفئ نورها من على هذه الأرض إلى أبد الأبدين.

كما ستبقى روحك الطاهرة أيها الشهيد العظيم الخالد نبراساً للحرية والعزيمة الفولاذية لكل ثائر حر يعشق فلسطين وثراها الطاهر، وسيكون اسمك الثوري الخالد زياد ابو عين منارةً يستنير بخلودها وتنهل منها جميع الأجيال المتعاقبة مهما تعاقبت الأيام والسنين أو العصور.

ولمن يبحث عن جزءٍ يسير من العظمة والشموخ للشهيد الفلسطيني الكبير فإنني كنت أهديته في الذكرى الأولى لرحيل فارس كلماتي العام الماضي مقالا من جزئين بعنوان: طـوبى لك أيها الشهيد الوطني العظيم زياد ابو عين ! ، مثلما أهديت روحه الطاهرة يوم استشهاده : ربحتك السماء وخسرتك الأرض يا زياد !

ولمن يبحث أكثر فإنني أؤكد من على هذا المنبر الإعلامي الحر بأن قلمي الوطني سيُهدي إلى روح الشهيد العظيم بالإضافة إلى كل الباحثين عن العظمة والكبرياء الوطني المتجسدة في روح زياد ابو عين كتابا وطنيا خاصاً عن العشق اللامتناهي الذي يرتبط به زياد ابو عين مع أم الأحرار و الثوار وعُشاق الأوطان “فلـسـطـين” الحبيبة التي وهبّها روحه الخالدة فداءً لحرية ثراها الغالي، وسيكون ذلك الإهداء في الربع الأول من مطلع العام الجديد إن شاء الله .

عندما نستذكر شذى ذكراك العطرة أيها الحبيب الغالي يوم فارقنا جسدك الطاهر في العاشر من ديسمبر قبل عامين، فإننا لا ولم ولن ننساك لنستذكرك في يوم ذكراك فقط ، لأنك تسكن في الروح والجسد الطاهر لأمنا فلسطين، نعم لن ننساك أبدا لأنه من الاستحالة بمكان نسيانك أيها العظيم الخالد في العقول والقلوب لأن روحك الطاهرة القمرية الوهاجة تسطع نوراً وقّادا فوق فلسطين، و لن يخفت بريقها من على هذه الأرض إلا أن يرث الله الأرض وما عليها .

كيف ننسى من تعشقه الأرض والسماء ومن وهبّ حياته وروحة الطاهرة طواعيةً لأجل فلسطين العظيمة، واختار حرا (مُذ كان يافعا) ركوب المخاطر من الصِعاب و الأهوال حباً و كرامةً لتلبيةً النداء الأعظم للأرض العظيمة من أجل تحرير فلسطين الحبيبة من دنس الغاصب المحتل ؟!

كيف ننسى من سطّر أروع ملاحم النضال والفداء ووهب نفسه فداءً لتحقيق الحرية الغالية حتى يحيا أطفالنا بسلام على أرض السلام ؟! وكيف ننسى من لا تنساه الأرض والسماء أيها الحبيب ؟! لذلك فأنه من الاستحالة بمكان أن تُنسى أبدا أيها العظيم الخالد !

لا ولم ولن تنساك السماء والأرض يا زياد … لقد فازت بك السماء لأنك خالدٌ في عُلاها، وستبكيك الأرض أيها العظيم لأنها اشتاقت إلى قعر نِعالك الطاهرة وأنت تطأ ثراها الطاهر لتدافع عنها من تغوّل الصهاينة الملاعين الأنجاس، ستشتاق إليك دوما أيها “الحبيب” كي تسير فوقها ولتدغدغها بيديك الطاهرتين لتروي زيتونتك الخالدة والقاتلة للأعداء.

ستشتاق إليك دوما لتتغبر أقدامك الطاهرة بعطر ثراها النفيس وأنت تزرع زيتونتك الخالدة التي سقيتها بدمائك الطاهرة، ستشتاق إليك دائما ودوما لأنك “زياد ابو عين” الذي يغضب دائما لأجلها ويرد كيد صهيون عن دارها وثراها ومائها وهوائها !!

ستشتاق الأرض إليك دوماً رغم أن جسدك الطاهر يرقد في حضنها الدافئ وعيونها دائما تكتحل بناظريك وتحنوا عليك بعدما ضمتك إلى صدرها الحنون، وتعطرت برائحتك النورانية يوم وُرِيَ جسدك الطاهر بين ثنايا ثراها الطاهر في ذاك اليوم الـ … الذي بكتك فيه السماء والأرض يا زياد !!

كيف ننساك “زياد” أيها الحبيب ؟! كيف ننساك وما نستك الأرض وسائر مخلوقاتها ! حتى الأشجار والأطيار قد اشتاقت لصدى صوتك الهـدّار المُزمجر المُرعب للأعداء، اشتاقت لك وأنت تصرخ مُتحدياً لجبروتهم وطغيانهم قائلا : اخرجوا من أرضنا وسمائنا وفلسطيننا … اخرجــوا من برنا وبحرنا و هوائنا … اخرجوا من من حبنا ودارنا وفلسطيننا … اخرجوا ولا تعودوا أبدا … فلسطين لنا ولنا وحدنا … اخرجـــوا ولا تعودوا!

لذلك لم ولن ننساك يوما يا زياد ! وكيف ننساك وروحك الطاهرة تسري بيننا دائما وتُرفرف بيننا ؟ كما تُرفرف في كل أرجاء فلسطين لتزرع في نفوس أبنائها الشموخ والكبرياء والعزيمة والإرادة وحب التضحية والفداء حِفاضاً على عهد الأرض الخالد، وتدفعهم لمواصلة النضال والكفاح المستمر لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الغاشم وصولاً للتتويج مسيرتنا النضالية الخالدة بالحرية والاستقلال لدولة فلسطين الحبيبة وعاصمتها القدس الشريف .

لذلك فلتنم قرير العين أيها الحبيب ولتفرح في عُلاك بمقعد صدقٍ عند مليك مقتدر، فلتنم قرير العين أيها الشهيد العظيم الخالد لأن الحرية قادمة لا محالة، و نم قرير العين لأنك تركت أبناءً ورجالاً وأبطالا قد عاهدوك وعاهدوا قوافل الشهداء الأبرار من قبلك بأن يسيروا على درب فلسطين الحرية لتحقيق النصر أو النصر من أجل إنهاء الاحتلال الغاشم، وتحقيق الحرية الغالية لدولة فلسطين الحبيبة لتتويج القدس عاصمة فلسطين الأبدية كعروس بهية لزهرة مدائن الأرض جمعاء .

تحيتنا لك دائما “زياد ابو عين” أيها الشهيد الحبيب ألف سلام، و سـلامٌ لك في العالمين وسلامٌ عليك وسلامٌ إليك وسلامٌ يوم تُبعث حيا ، سلامٌ … سلام … و تحيتنا دائما لك سلام !!

كاتب ومحلل سياسي – كادر فتحاوي

Sami123pal@gmail.com

Exit mobile version