المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

افتتاحية الخليج: سفير صهيوني في الكيان

تعيين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المحامي اليهودي ديفيد فريدمان سفيراً لواشنطن في الكيان الصهيوني يحمل نوايا خبيثة تجاه القضية الفلسطينية وشعبها، ويبشر بمزيد من العدوانية والعنصرية والاستيطان. فريدمان الذي شغل منصب مستشار ترامب للشؤون «الإسرائيلية» خلال حملته الانتخابية هو صهيوني متطرف مؤيد حتى النخاع للكيان وسياسة الاستيطان والتهويد، ومن دعاة نقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى القدس المحتلة، ويعتبر كارهاً للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية.
فور تعيينه انتقدت منظمة «جاي ستريت» التي تعرِّف نفسها بأنها مؤيدة للكيان ولإحلال السلام، تعيين فريدمان، واصفة إياه بأنه «متهور» و«صديق لحركة الاستيطان» في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال رئيس المنظمة جيرمي بن عامي إن «هذا التعيين يعتبر خطوة متهورة تهدد سمعة أمريكا في المنطقة ومصداقيتها في العالم».
هذا الانتقاد لتعيين فريدمان جاء من منظمة يهودية أمريكية مؤيدة ل«إسرائيل»، فكيف سيكون موقف العرب والفلسطينيين من هذا القرار المستفز بتعيين سفير يتنكر لكل الحقوق الفلسطينية ويزدري كل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي ترفض الاحتلال وكل خطوات الاستيطان والتهويد والاستيلاء على الأراضي وتؤكد ضرورة الانسحاب من الأراضي المحتلة، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني؟
لمن لا يعرف فريدمان ومواقفه، فهو من مؤيدي احتفاظ «إسرائيل» بالأراضي المحتلة، ويرفض الضغط عليها للقبول بقيام دولة فلسطينية، ولا يعتقد أن قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الكيان «هو واجب ملزم للولايات المتحدة»، ويؤيد ضم الضفة إلى «إسرائيل»، ويرى «أن لا مشكلة لديه في ذلك»! وكتب فريدمان في صحيفة «جيروزاليم بوست» أن ترامب «لن يطلب من «إسرائيل» أن تتوقف عن النمو» وبالتالي عن بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية.
وحول نقل السفارة «الإسرائيلية» من «تل أبيب» إلى القدس المحتلة قال فريدمان في بيان صدر عنه يوم الخميس الماضي «أنوي العمل بلا كلل لتعزيز العلاقات الثابتة التي تربط بين بلدينا (الولايات المتحدة و«إسرائيل»)، وأنتظر بفارغ الصبر أن أفعل ذلك من السفارة الأمريكية في القدس، العاصمة الأبدية لإسرائيل».
نحن إذاً أمام سفير «إسرائيلي» متطرف وعنصري في الكيان وليس سفيراً للولايات المتحدة. ولو أن «إسرائيل» أرادت اختيار سفير أمريكي لديها لما كانت عثرت على أفضل منه. فهو يهودي صهيوني معبأ بالفكر الذي ينضح عنصرية وكراهية ضد الشعب الفلسطيني، والمعادي بالمطلق للحقوق المشروعة لهذا الشعب، ولقرارات الشرعية الدولية والمجتمع الدولي.
نحن أمام نقلة نوعية وجذرية في الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية. صحيح أن الإدارات الأمريكية السابقة لم تفعل شيئاً لتنفيذ وعودها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ،ولم تتخل عن دعمها لسياسات «إسرائيل»، إلا أننا أمام إدارة جديدة فاجرة في عدائها للفلسطينيين والعرب، ومتماهية بالمطلق مع الكيان.

Exit mobile version