المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

اتفاق الدوحة ” بديلاً ” لاتفاق أوسلو ” بين ” حماس و(اسرائيل) ” (؟!)

نحن هنا لا نريد أن نخوض في ماهية العلاقة الاستراتيجية التي تربط الولايات المتحدة الامريكة مع دولة قطر ، كون العلاقة مكشوفة لكل من يملك بصر وبصيرة ، وايضا لا نريد ان نتحدث كثيراً عن سبب احتضان دولة قطر لقيادة حركة حماس بعد ان تم طردها من قبل النظام السوري لاسباب جميعنا يعرفها ، فقط نريد التحدث بشكل سريع بان امريكا اوعزت لقطر باحتضان قيادة حركة حماس كي يتم حصر الارهاب من المنظور الامريكي الذي يتمثل بحركة حماس وبالمفهوم القطري التي تروجه بانها حامية المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم ضد الاحتلال الاسرائيلي ، ولكن حقيقة الامر بان امريكا وقطر متفقتان في الرؤى بان احتضان قيادة حركة حماس من قبل دولة قطر يحاصر الارهاب ويخدم الامن القومي الامريكي في المنطقة بدلا من الارتماء في الحضن الايراني .

ايها الاخوة والاخوات الاعزاء

هناك اجتماعات سرية استمرت اكثر من عامين اي بعد الانتهاء من حرب 2014 على قطاع غزه من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، بين الجانب القطري والامريكي والاسرئيلي والحمساوي بقيادة خالد مشعل وموسى ابو مرزوق في دولة قطر لبلورة اتفاق جديد تحت مسمى ” اتفاق الدوحة ” بديلا ” لاتفاق اوسلو ” بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة حماس ، عنوان الاتفاق هو اقامة دولة فلسطينية في قطاع غزه وحكم ذاتي في الضفة الغربية على ان تتولى حركة حماس رئاسة الدولة ، في البداية وافقت قيادة حركة حماس على تلك المبادرة ولكن بعد ان تم تسريبه للاعلام بشكل او بآخر اصبحت قيادة حماس في موقف حرج امام ابناء حركتها وابناء الشعب الفلسطيني بفصائله وتنظيماته مما ادى ذلك الى تراجعها ورفضه ، اما على مستوى الاعلام فقيادة حماس انكرته وقالت بانه مجرد اكاذيب وافتراءات من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية .

لا يأس مع الحياة

لم ييأس الجانب الاسرائيلي فجاء بمقترح جديد بمنتصف عام 2016 الا وهو الفدرالية بين غزة والضفة فوافقت عليه امريكا وقطروتم عرضه على قيادة حركة حماس ، فطلبت الاخيرة امهالها فترة زمنية محددة للتشاور فيما بينها ، وبالفعل اتصل رئيس المكتب السياسي خالد مشعل ونائبه الاول موسى ابو مرزوق بالنائب الثاني اسماعيل هنية للحضور فوراً لدولة قطر للتشاور فيما بينهم حول المقترح الجديد ، تم انهاء اجراءات التنسيق مع الجانب المصري وسافر اسماعيل هنية لقطر ولحتى وقتنا هذا متواجد بقطر ، بالفعل تشاورت قيادة حماس فيما بينها ووافقت على المقترح الاسرائيلي ” الفدرالية ” وابلغت قطر وامريكا واسرائيل موافقتها ، فطلبت قيادة حماس من الاطراف الثلاثة السماح لها بتسويق ما تم الاتفاق عليه لاقناع الدول العربية وخاصة مصر والاردن والسعودية ، وكان ذلك ، فطلب موسى ابو مرزوق بشكل رسمي من القيادة الامنية المصرية السماح له بمقابلتهم كونه يحمل امر مهم للغاية وذلك للضرورة القصوى ، فسُمح له بالحضور لمصر ، فاستمعت القيادة الامنية المصرية لموسى ابو مرزوق بالكامل وخاصة عن موضوع الفدرالية ، وطلب منهم السماح لخالد مشعل واسماعيل هنية وبعض قيادة حماس من الداخل والخارج بالحضور لمصر للتباحث مع القيادة الامنية المصرية حول الامور المستجدة ، فكان الرد من قبل القيادة المصرية عليكم الانتظار ، فخرج موسى ابو مرزوق على قناة الغد المصرية يوم الجمعة الموافق 30 / 12 / 2016 وطرح الكثير من القضايا الفلسطينية الشائكة والمعقدة وعرج تعريجاً على قضية الفدرالية الذي اعتبرها من وجهة نظره انها احد الحلول لانهاء الانقسام ، فتقبلها الشارع الفلسطيني بفصائله وتنظيماته بثورة عارمة ضد مبدأ الفدراليه كونها تشكل تجسيدا للانقسام وتقضي على الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

الاخوة والاخوات الاماجد ..

هذا هو الاتفاق السري الخطير التي تحتفظ به امريكا وقطر واسرائيل وحماس ويمنع كشفه الا بعد ما يتم اخذ الموافقه عليه عربياً كي تحمي قيادة حماس نفسها من ابناء حركتها وشعبها وامتها .

ملاحظة أولى / حتى وقتنا هذا لم تسمح القيادة الامنية المصرية لقيادة حركة حماس بالحضور لدولة مصر، كون القيادة المصرية على علم مسبق بان قيادة حماس تريد ان تورط مصر بهكذا اتفاق ملوث .

ملاحظة ثانية / أقل ما يوصف الاتفاق بانه “خيانة عظمى ” ترتكبها قيادة حركة حماس بحق المواطن والوطن بمقدساته ومؤسساته .

بقلم: سعيد النجار ” أبو عاصف “

Exit mobile version