المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

رسالة الزهار للأسد

بقلم: عمر حلمي الغول

أثيرت في الأسبوع الأخير من العام الماضي ضجة حول تصريحات محمود الزهار بشأن الصراع الدائر بين تيارات وأقطاب حركة حماس. ونفى لاحقا عضو المكتب السياسي للحركة أن يكون قد صرح شيئا لوسائل الإعلام. وما ذكره الزهار صحيح، نعم هو لم يصرح لوسائل الإعلام حول الموضوع. لكن الالتباس الحاصل في مصدر الخبر ومكان التصريح، لا يسقط ولا يلغي حقيقة ما رشح من معلومات عن الصراع الدائر بين التيارات والقيادات الحمساوية.
الحقيقة ان الزهار أرسل رسالة للرئيس بشار الأسد في 24 ديسمبر/ كانون اول 2016، سجل فيها اولا- اعتذاره واعتذار أقرانه في التيار، الذي يمثل عن وقوف قيادة حماس وخاصة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة ومن معه ضد سوريا.
ثانيا- وأكد اعتذاره لخروج قيادة حماس من سوريا. واشار في رسالته، انه ومن معه لم يكونوا مع مغادرة سوريا. ولكن خالد مشعل اتخذ القرار دون الإصغاء للقيادات الأخرى.
ثالثا- هنأ الرئيس بشار بالانتصار في حلب، وابدى الاستعداد لدعم خيار النظام السوري.
رابعا- أعلن في رسالته بشكل قاطع، انه ضد التيار القطري التركي في قيادة حماس. وهاجم بشدة مواقف القيادتين القطرية والتركية، التي حرصت على رهن مواقف الحركة لخياراتها السياسية، التي لا تنسجم مع مواقف الاتجاه الآخر.
خامسا- أكد الزهار حرصه على التحالف مع سوريا وإيران وحزب الله، معتبرا هذا التيار، بأنه تيار المقاومة، وهو وفريقه ينسجمون معه. سادسا- كما اكد انه سيعمل في الفترة القريبة القادمة لانتزاع مركز القرار من التيار القطري التركي. هذا بالإضافة لمديح الظل العالي لسوريا ودورها الريادي والقومي في دعم المقاومة.
من خلال الإطلاع على مضمون الرسالة يمكن للمراقب استنتاج الآتي:
أولا- احتدام التناقضات داخل الأقطاب والتيارات المتنافرة والمتناقضة في حركة حماس.
ثانيا- رغم الإصرار على عدم السماح لمشعل بالترشح مجددا، يعلن الزهار أنه لن يسمح لأي شخص من فريق مشعل بتسلم موقع رئاسة الموقع الأول في الحركة.
ثالثا- المضي قدما في الترشح لقيادة الحركة، وبالتالي قطع الطريق على كل من موسى ابو مرزوق وإسماعيل هنية، اللذين يعتبران من أنصار التيار القطري التركي، ولأنه يعتبر نفسه شخصيا الأحق بتولي قيادة الحركة، وهذا الأمر أعلنه سابقا بطرق مختلفة.
رابعا- في حال نجح الزهار ومن معه في السيطرة على الموقع الأول اي رئاسة المكتب السياسي في حماس، فإن خارطة التحالفات العربية والإقليمية ستتغير باتجاه تحالف (إيران، سوريا وحزب الله) بالإضافة إلى ان الاتجاه الجديد سيعيد النظر في العلاقة مع مصر، بما يخدم تطوير العلاقة معها وعلى حساب مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي.
ما تقدم ليس سوى المخاض التمهيدي لما ستتجه نحوه حركة حماس. بتعبير أدق هناك تقديرات من داخل الحركة وخارجها، تشير إلى ان حماس مقبلة على انشقاق بين الجناحين الأبرز فيها: جناح الزهار وما يمثل وجناح مشعل ابو مرزوق وهنية وما يمثلون.
وقد يكون للحؤول دون عودة هنية للقطاع في الآونة الأخيرة علاقة بالتطورات الجارية في جسم الحركة. حيث تفيد بعض المعطيات، ان هناك عمليات استقطاب لقيادات وكوادر كتائب عز الدين القسام من قبل تيار الزهار، وخاصة اولئك المترددين، الذين لم يحسموا موقفهم بعد.
لكن من السابق لأوانه الجزم بما تحمله الأيام والشهور القادمة. غير ان المؤكد ان مرجل التناقضات بات يغلي أكثر من اي مرحلة سابقة بين التيارات والأقطاب المختلفة. وعلى المراقبين انتظار التطورات.

Exit mobile version