المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

اسقاط عقلية حماس الكهنوتية على المجلس الوطني كتب موفق مطر

لا يحتاج النبهاء في السياسة الى تحميل انفسهم عناء البحث بين السطور او السجلات السرية والسرية جدا ولا حتى الكتب والشرائط الوثائقية ليعرفوا حقيقة عقلية القيادات الاخوانية ونظرتهم للوطن وقضاياه عموما، وحماس خصوصا باعتبارها رأس حربتهم الثابتة في فلسطين، رغم اشهارهم رؤوس حراب في سيناء وليبيا وسوريا وفي كل بقعة جغرافية في اقطار يرفع في فضائها الآذان خمس مرات.
لا يحتاج المحللون والكتاب والباحثون الا الاستماع والاصغاء جيدا “لدكتور” لا تعنيه عمليات التجميل، لا الجراحية منها ولا التزيينية، فهو ينطق مفاهيم جماعة حماس بدون اضافات حتى لو كانت بأعلى درجة من القبح والوقاحة، ويقول مالا يجرؤ غيره على البوح به.
انه الأب الروحي للانقلابيين، موزع مفاتيح الجنة، ومانح شهادات الجهاد والمقاومة لمن يشاء، والقاضي بحكم الخيانة والعمالة، على من يشاء، واضاف لنفسه صلاحية منح الشرعية واسقاطها عمن يشاء، كيف لا وصغير نوائبه في التشريعي (مشير المصري)، يقول ان حماس قدر الله على الأرض.
انه محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس، الذي خرج لنا بالأمس ليفند ما يقال في اطار جماعته ان حماس حركة تحرر فلسطينية، فالرجل لا يعترف بالمجلس الوطني ويعتبره بلا شرعية ما لم ينعقد بضمان سيطرتهم عليه، او بشروطهم، ويعتبر المجلس التشريعي هو الأصل، لاغيا بذلك الارادة السياسية التمثيلية لملايين الفلسطينيين في المخيمات في الدول العربية ودول المهجر، ونضالهم ومكانة ممثليهم في المجلس في ريادة العمل الوطني الفلسطيني.
الزهار يمسح ما جاء في وثيقة حماس الجديدة والتي اذاعها مشعل قبل رحيله الى سماء الصمت والدوران (عالفاضي) في فلك العواصم باحثا عن مكان لخليفته اسماعيل هنية، نسخ تعبير (الاطار) الذي اطلقته جماعته على منظمة التحرير وحول المنظمة ومجلسها الوطني الى مجرد تابع لنوائبه الانقلابيين في المجلس التشريعي، لا يرضى عن هذا المجلس ولا يهتم بمصير القضية الفلسطينية حتى لو انزلقت الى الدرك الأسفل، كنتيجة حتمية لعبثية وغطرسة واستكبار جماعته وارتهانهم لأجندات اقليمية خارجية، لكن وطنيا واحدا لن يسمح لهم بذلك ابدا.
فمنظمة التحرير الفلسطينية كانت قد سبقت ولادة جماعة الزهار بأربعين سنة عندما ثبتت في مبادئها ان كل فلسطيني عضو طبيعي في المنظمة وان أعضاء المجلس الوطني يمثلون الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل وخارجه، وان التمثيل في الوطني واللجنة التنفيذية مهما بلغ حجمه لا يؤثر على شرعيته كبرلمان جامع لكل الفلسطينيين والوان طيفهم السياسي، بغض النظر عن مسميات ونسب اعضاء الفصائل من المجموع العام، فالحديث هنا يدور حول شرعية الوجود السياسي للشعب الفلسطيني ووجود مؤسساته الشرعية التمثيلية كأي شعب في العالم افرز مؤسسات نظامه السياسي بما امكن من الوسائل والسبل الديمقراطية المتاحة.
يسمع الزهار اشادات الرئيس محمود عباس بقيادات المنظمة، وبقيادات المجلس الوطني المؤسسين، وياخذهم كمثال حي على ارادة الشعب الفلسطيني في تكوين شخصيته وهويته الوطنية السياسية، ولم يسجل على الرئيس يوما تخصيص الاشادة بحركة فتح وقياداتها في الوطني والتنفيذية، رغم ما لهذه الحركة من دور ايجابي وبناء في تثبيت اركان مؤسسات الممثل الشرعي والحيد للشعب الفلسطيني، لكن القائد الوطني، يدرك جيدا ان الشرعية الحقيقية الخالدة والابدية هي للوطن اي للأرض ولهذا الشعب الفلسطيني، وان اي محتكر للشرعية، مجرد عصابي لا يصلح لأن يكون في موقع القرار، وهذا حال مشايخ حماس الذين لا يشغلون انفسهم الا بكيفية نزع هذه الشرعية التي هي في الحقيقة المبطل لمفاعيل المشروع الاحتلالي الاستيطاني، او السطو على تاج التاريخ بعقلية كهنوتية، وتصوير انفسهم كأرباب على هذه الأرض، منحتهم السماء حق ارسال هذا الى النعيم وذاك الى الجحيم.
شكرا محمود الزهار لأنك في كل مرة يقترب مشايخ جماعتك من تثبيت الوهم في اذهان الجمهور، تأتينا انت لتلغي مفاعيل سحرهم، وتبين للناس وجه جماعتك الحقيقي، وأمراض كبدها، ومخزون الكراهية للوطن والوطنيين في مركز دماغها. شكرا لك ثانية محمود الزهار لأنك تصدق وتدمغ بعبارة (طبق الاصل) كل ما قلناه ورأينا وأبصرناه ولمسناه من جماعتك الانقلابية حماس.

Exit mobile version