رسالتي إلى حركة حماس… اقولها وبصدق ودون محاباة وبحيادية مطلقة وبعيدا عن الانتماءات السياسية أو الأيديولوجية …أن كنتم تعتقدون أنكم تحققون إنجازا عظيما باغتصاب غزة …. أو تعتقدون أنكم ستدخلون التاريخ من أبوابه الواسعة باعتقالكم معبرها الضيق لأطول فترة بالتاريخ….فقد ينساكم التاريخ .ويسجل خطا اسودا بالجزء الضيق من الصفحة يضيق بكتابة حرف عنكم… .. أقول لكم بكل صراحة أنه لا زال بقية من بعض شعب يثقون بكم ولكنكم بالحقيقة لا تثقون بهم …… بدون محاباة تبحثون عن مديح عاطفي في كل اسقاع الأرض يدغدغ عواطف ما تبقى من هياكل انهكها الجوع ولا تبحثون عن الإنسانية في غزة…..عجبت لكم كيف تدافعون بقوة عن الأقوياء والأثرياء والأغنياء من الغرباء وأصحاب الأجندات والمعادلات …ولا تدافعون عن الضعفاء الفقراء البسطاء أقرب الأقرباء..!!! تنغمسون بالمعادلات الدولية وتتنقلون بين الدولة السورية والصفوية والرافضية ثم تتسلقون الشجرة التركية والصحراء القطرية …وتتنفسون عبر الجزيرة الفضائية ..وتنسون غزة مطفية تنتظر فقراء الضفة الغربية لتشعل محطات التوليد الكهربية …وتقولون تارة إسلامية وتارة تصفونها حكومة الرب أو ملائكية…..
من يفقد فلسطينيته حتما يفقد هويته … أطلقوا سراح غزة …واتركوا النور يدخلوها …. يضيئ الظلام في قلوبكم … فلم نسمع أن هناك رسالة من رسالات السماء تعيش في الظلام ….فرسالات الله نور وانتم تطفؤنها ….اتركوا غزة للنور وادخلوا النور من بوابة فلسطين وليس من بوابات خلفية لأن الخلفية تشبه الخلفية واعلموا أنه مهما سمت غايتكم فإن الوسيلة ميكافيلية مطلقة …وتاكدوا وتيقنوا أن غزة ليست شعب أبي طالب وأنتم لستم بني عبد مناف ونحن لسنا كفار قريش والمعبر ليس الكعبة ولا تنتظروا الارضة تأكل الصحيفة ….فلا يوجد صحيفة مقاطعة بل يوجد عقول مغلقة يجب فتحها ومزقوا الصحيفة واعتزلوا المعبر ……. وما بقعد على العتبة الا كثير الغلبة.
بقلم: جهاد مشاقي
