مقاتلون في وحدة النخبة لحركة حماس ينشقون عن الحركة وينضمون إلى داعش

كتب افي يسسخاروف( *)، محلل شؤون الشرق الأوسط في مجلة ( تايمز أوف إسرائيل) : على الرغم من خسارتها لعدد من قادتها الكبار، الحركة المسيطرة على غزة تواصل التعاون مع داعش في التهريب ومجالات أخرى
قالت مصادر فلسطينية لتايمز أوف إسرائيل إن مقاتلين في وحدة الكوماندو البحري التابعة لحركة حماس انشقوا عن الحركة المسيطرة على قطاع غزة قبل نحو عام للإنضمام إلى ولاية سيناء – فرع تنظيم (داعش) في شبه جزيرة سيناء.
قبل نحو شهرين اعتقلت حماس عبد الواحد أبو عذرة (20 عاما) من مدينة رفح في جنوب القطاع خلال زيارة إلى غزة بسبب إنتمائه لداعش، وتم إطلاق سراحه في وقت لاحق .
على الرغم من أبو عذرة ليس العنصر الأول الذي ينشق عن حماس وينضم لداعش، لكنه المقاتل الأول من وحدة الكوماندو البحري في الحركة الذي يقوم بذلك.
الأسابيع التي تلت اعتقال أبو عذرة شكلت تصعيدا دراماتيكيا في التوتر بين حماس وداعش، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى العدد الكبير من الإعتقالات في صفوف المقاتلين في غزة الذين على صلة بالتنظيم، وكذلك الإنخفاض في حجم البضائع التي يتم تهريبها إلى قطاع غزة من سيناء، والتي تستخدمها داعش كوسيلة للضغط على حماس ردا على الإعتقالات.
مع ذلك، وبسبب التقارب الأخير بين المجموعتين، بالأخص فيما يتعلق بالتهريب من شبه جزيرة سيناء إلى قطاع غزة، تم إطلاق سراح أبو عذرة من أحد سجون حماس في غزة.
بدأ أبو عذرة نشاطه مع حماس كعنصر في وحدة النخبة في الحركة، وتم اختياره في وقت لاحق للإنضام إلى الكوماندو البحري.
شقيق أبو عذرة، مفلح، انضم هو أيضا إلى داعش بعد أن غادر قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء قبل نحو عام ونصف. ولقي مصرعه في وقت لاحق في سيناء، خلال معارك مع الجيش المصري على الأرجح.
في أعقاب مقتل شقيقه، قرر أبو عذرة السير على خطاه والإنضمام إلى داعش، مجتازا الحدود إلى سيناء في شهر مارس الماضي.
في السنوات الأخيرة خسرت حماس العشرات من عناصرها في الجناح العسكري – كتائب عز الدين القسام – لصالح تنظيم ولاية سيناء التابع لداعش، من بينهم عدد من مقاتليها في وحدة النخبة. الكثيرون من هؤلاء العناصر غادروا غزة باتجاه سيناء مع عائلاتهم وأقاربهم ويعملون الآن كنقاط اتصال رئيسية بين ولاية سيناء وحماس. من بين المنشقين عدد من خبراء حماس في تشغيل الصواريخ المضادة للدبابات وتركيب عبوات ناسفة، والذين قدموا مساعدة كبيرة لداعش في حربها مع الجيش المصري.
في شهر ديسمبر قُتل عبد الهلال القشطة، عضو كبير سابق في كتائب عز الدين القسام قبل انضمامه إلى داعش، في غارة جوية تم تنفيذها ضد أهداف تابعة لداعش في سيناء، في حين أن أبو مالك أبو شويش، الذي كان من كبار مساعدي قائد الجناح العسكري لحماس في منطقة رفح، انشق بحسب تقارير عن الحركة وانضم إلى ولاية سيناء.
على الرغم من وجود نزعة واضحة في انشقاق عناصر من حماس وانضمامهم إلى داعش، تواصل الحركة الفلسطينية التعاون مع ولاية سيناء، في الأخص بكل ما يتعلق بالتهريب من سيناء إلى داخل غزة. قيادة الجناح العسكري لحركة حماس في منطقة رفح هي المسؤولة عن تنسيق التعاون بين حماس وولاية سيناء في عدد من المناطق. بما في ذلك في مجال تهريب الأسلحة ونقل مقاتلين مصابين من داعش إلى داخل غزة لتلقي العلاج الطبي.
على الرغم من أن النظام المصري يعارض بشدة التعاون بين التنظيمين، لكنه اتخذ خطوات نحو المصالحة مع حماس. في الأسبوع الماضي فقط، زار وفد من المسؤولين الأمنيين في حماس القاهرة لإجراء سلسلة من اللقاءات. ترأس الوفد نائب قائد كتائب عز الدين القسام مروان عيسى، الذي يعتبر القائد الفعلي للجناح العسكري في الحركة على ضوء المشاكل الصحية التي يعاني منها قائده الحالي محمد ضيف.

(*) افي يسسخاروف، محلل شؤون الشرق الأوسط في تايمز أوف إسرائيل ، كما وتستضيفه عدة برامج إذاعية وتلفزيونية كمعلق على شؤون الشرق الاوسط. حتى عام ٢٠١٢ شغل يساسخارف وظيفة مراسل الشؤون العربية في صحيفة هارتس بالاضافة الى كونه محاضر تاريخ فلسطيني معاصر في جامعة تل ابيب. تخرج بإمتياز من جامعة بن جوريون مع شهادة بكلوريوس في علوم الشرق الاوسط واستمر للحصول على ماجيستير امتياز من جامعة تل ابيب في هذا الموضوع. كما ويتكلم يساسخاروف العربية بطلاقة .

وكالة وطن 24 الاخبارية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version