المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الهدف الرئيسي من تباكي حماس على قطع رواتب موظفي السلطة في غزه

حركة حماس مدينة اليوم، بشكل مطلق، للرئيس محمود عباس، الذي أصرّ، دون تردّد، على دعم السلطة الوطنية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي أخذته “حماس” رهينة منذ انقلابها على الشرعية في العام 2007.

مليارات الدولار أنفقتها السلطة على القطاع، خلال سنوات الانقلاب والانقسام، وبمعدّل 120 مليون دولار شهرياً، دون حمداً ، ولا شكورا ، بل على العكس من ذلك تماماً؛ فالاتهامات التي يقودها أغنياء الحرب والأنفاق من “حماس”، ضد الرئيس بشكل شخصي، وضد السلطة الوطنية بشكل عام ، هي في ازدياد ولم تنقطع… وآخرها تصريحات النائب الحمساوي محمود الزهار، الذي تهجّم على الرئيس دون أن يعي أنه أضعف وأوهن بكثير من بيت العنكبوت، وتأكيده على عدم الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، دون ان ينظر إلى عِظم قرارات الرئيس الفلسطيني من ضرورة تلبية احتياجات قطاع غزه من اموال وعلاج وغيره والذي هو من حق أبناء الشعب الفلسطيني كلّه .

ولا يختلف اثنين بأن تلك الأموال هي من ساعدة وبشكل كبير حركة حماس في حكمها وجبروتها على القطاع، بالحديد والنار.

في كل العالم، وفي كل الأنظمة السياسية، حتى المحتلّة منها، يجب أن تكون مسؤولية السلطة الحاكمة كاملة عن الشعب الذي تحكمه.. فهل تحمّلت “حماس” هذه المسؤولية؟ وماذا لو أن السلطة قطعت كافة أشكال التمويل عن غزة منذ بداية الانقلاب؟ هل كانت سلطة “حماس” ستستمر حتى اليوم؟!.. أم أن الغليان الجماهيري في القطاع، اليوم، كان سينفجر في وجهها منذ أمد طويل؟!.لن نورد أسراراً هنا، عندما كان كثير من الكتّاب والصحافيين يلتقون برئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمدلله ، بشكل دوري، وكان البعض يطرح، في كل مرّة، تساؤلاً لماذا لا تتحمل “حماس” مسؤولية القطاع؟! ولماذا نوفر لها الأوكسجين، على الرغم من الانقلاب والديكتاتورية اللذين تمارسهما بحق أبناء الشعب الفلسطيني؟ وكان ردّ رئيس الوزراء جاهزاً: بناءً على تعليمات الرئيس ومن أجل مصلحة أبناء شعبنا، لن نوقف المساعدات، التي وصلت تقريباً 60% من ميزانية السلطة.السلطة والتي تدفع ثمن التيار الكهربائي المزوّد للقطاع، وثمن المحروقات، والتحويلات الخارجية، والأدوية وغيرها الكثير الكثير ، ناهيك عن قيام إسرائيل بالاقتطاع من العائدات الفلسطينية ثمن هذه الخدمات، دون أن تقدم “حماس” ما تجبيه.. بل إن هذه المبالغ تذهب إلى أكثر من 160 مليونيراً حمساوياً، هم أغنياء الأنفاق والحرب، والمصرّون على الانقسام وتعطيل المصالحة.

معلومة أخرى، ربما لا يعرفها 99% من أبناء الشعب الفلسطيني، وهي ضريبة المقاصة، وهذه الضريبة المستحقة للسلطة الفلسطينية على الجانب الإسرائيلي، وبحسب اتفاقية باريس، يجب على السلطة تسليم فواتير المقاصة في مدة لا تتجاوز الستة أشهر، حتى تتمكن من تحصيل المستحقات. ولكن، ماذا فعلت “حماس”؟!وصل حجم فواتير المقاصة قبل الانقلاب وحصار القطاع ما يقارب 600 مليون دولار سنوياً.. تقلّص إلى النصف تقريباً.. ولكن “حماس” رفضت تسليم هذه الفواتير للسلطة من أجل تحصيلها، وتراكمت هذه الفواتير إلى أن قامت طائرات الاحتلال بتعمّد قصف المخازن التي تتراكم فيها أموالنا التي احترقت.. وكأن قادة “حماس” يقولون: الأفضل أن تحرقها الطائرات الإسرائيلية من أن تُسلَّم للقيادة الفلسطينية!. وعلى الرغم من ذلك تصرف السلطة مليارات الدولار ات من ميزانيتها، التي تواجه اليوم عجزاً كبيراً.. ولو توافرت هذه الأموال أو جزء منها، اليوم، لكفينا شرّ التسوّل من هذه الجهة أو تلك.

نورد كل هذه الحقائق والمعلومات لعلّ كلّ “المشوّشين” أو الذين أغمضوا عيونهم عن رؤية الواقع، وكل تلك العائلات التي لم تجد حتى اليوم مأوى أو ستر حال، أو لقمة عيش.. يعرفون ما هي حقيقة سلطة “حماس”، ومقدار هذا الرئيس وهذه القيادة في التعالي على الجراح والإساءات من مجموعات لا تملك إلاّ استخدام الدين في الترويج لمصالحها الدنيوية.. وأجزم أن الدين براء من تلك المصالح.

واذا اردنا ان نسلط الضوء على خزينة حماس المالية فنجد انها قد استلمت لمايقارب مليار ومئتي مليون دولار جاءت كمساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزه منذ العام 2007 .

ولكن اين ذهبت تلك الاموال ومن استفاد منها سوى قادة حماس وجهازها العسكري الذيين فضل ان يقوم ببناء مدينة الأشباح تحت الارض بدلاً من بناء المدارس والمشافي والجامعات والمساجد والمنتزهات ومراز التاهيل للمعاقين والاسرى.

ثلاثة حروب جلبتها حماس لقطاع غزه منذ العام 2007 خلف الألاف من المنازل المدمره ومئات الألاف من البشر المشردين في العراء دون مأوى .

10 سنين من الانقلاب تجاهلت فيها حماس كل الايادي الممدودة للمصالحة وانهاء الانقسام وترى فيها قطاع غزه كملكية خاصه لا يحق لأحد ان يشاركها فيه .

ووسط هذا كله تخرج علينا حركة حماس وقادتها متباكيه على ماتم خصمه من أموال على موظفي السلطة الشرعيين في قطاع غزه وكأنها نصبت نفسها كمحامي دفاع عنهم ونست بأنها هي من قتلتهم واصابتهم ودمرت مقراتهم وبيوتهم واعتقلتهم ونكلت بهم منذ العام 2007 وحتى يومنا هذا ، وهنا نستذكر معاً قصيدة الشاعر الكبير أحمد شوقي برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظين ، كثيرون منا مرت عليهم هذه العبارة وكنا نتسأل من هم الواعظين ومن هو الثعلب !!.

10 سنوات من الانقلاب كانت كفيله بأن تفهمنا ماهو المقصود بتلك القصيده فحماس اجادت وبكثير من الدقه استخدام الدين والعمامة للتستر على الثعلب الحقيقي بداخل من يمثلها .

Exit mobile version