المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“أبو جهاد” شكل في حياته واستشهاده علامة مضيئة في تاريخ الشعب الفلسطيني

قائد فلسطيني كرس طفولته وشبابه وحياته من أجل قضية شعبه التي عرفه مناضلاً صلباً وقائداً فذا .. كان دائماً في حالة حرب .. ولم يضل طريقه يوماً .. كان “أول الرصاص” و”أول الحجارة” .. قائد عسكري في قوات “العاصفة” .. مهندس العمليات الفدائية .. كاتب نصوص “فـتـح” الأولى .. استشهد ويده على الزناد .. شكل في حياته واستشهاده علامة مضيئة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

جريمة الاغتيال

شعرت إسرائيل بخطورة القائد خليل الوزير “أبو جهاد” لما يحمله من أفكار، ولما قام به من عمليات جريئة ضدها، فقررت التخلص منه.

قام أفراد من الموساد في 16 نيسان/ أبريل 1988 بعملية الاغتيال، حيث ليلة الاغتيال تم إنزال 20 عنصراً مدرباً من الموساد من أربع سفن، وغواصتين، وزوارق مطاطية، وطائرتين عموديتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاج في تونس، وبعد مجيئه إلى بيته كانت اتصالات عملاء الموساد على الأرض تنقل الأخبار، فتوجهت هذه القوة الكبيرة إلى منزله فقتلت الحراس، وتوجهت إلى غرفته، وأطلق عليه النار من مسافة قريبة عدّة مرات بوجود زوجته انتصار الوزير “أم جهاد” وابنه نضال، واستقر به سبعون رصاصة فتوفي في اللحظة نفسها.

كان خليل الوزير “أبو جهاد” قد وصل إلى المنزل في حدود الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت تونس، وتحدث مع عائلته وتوجه إلى مكتبه؛ وقالت زوجته أنها شعرت بحركة في مكتب زوجها، فتوجهت هناك، ورأت ما يبدو أنه شعر بوجود أحد، وقيام “أبو جهاد” بحمل مسدسه وتوجه نحو الباب، وطلب منها أن تبتعد، ثم دخل شاب أشقر يلبس ما يشبه الكمامة، أطلق “أبو جهاد” رصاصة فأفرغ المقنع خزان رشاشه في جسده، وتتالي دخول ثلاثة آخرين قاموا أيضا بتفريغ دفعات من خزانات رشاشاتهم في جسده، كما دخلوا غرفة نوم ابنه البالغ من العمر آنذاك السنتين والنصف ومنعوا أمه من التوجه نحوه وأطلقوا النار في الغرفة، ولكن الطفل لم يصب.

نشأته وولادته

خليل إبراهيم محمود الوزير “أبو جهاد” من مواليد مدينة الرملة بفلسطين في: (10 تشرين أول/ أكتوبر 1935)، هجرت عائلته بفعل حرب نكبة فلسطين الكبرى عام 1948 بسبب المجازر والحصار العسكري في هذه المدينة الفلسطينية آنذاك، حيث حاصرتها قوات الهاغانا وهي المنظمات الإرهابية الصهيونية المدعومة من بريطانيا وأمريكا.

تزوج وانجب خمسة ابناء، درس في عام 1956 في جامعة الإسكندرية المصرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى عام 1963، وهناك تعرف على ياسر عرفات “أبو عمار”، وشارك معه في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فـتـح”، وكان الرجل الثاني في “حركة فـتـح”، والساعد العسكري الأيمن لياسر عرفات القائد العام للثورة الفلسطينية.

السيرة والمسيرة

قاد خليل الوزير “أبو جهاد” ـ وهو في التاسعة عشر من عمره ـ أول خلية فدائية في غزة ضمت: “محمد الإفرنجي”، و”كمال عدوان”، و”حمد العابدي”، و”عبد الله صيام”، و”نصر عبد الجليل”، وقد كانت هذه الخلية مسؤولة عن عملية تفجير “خزان جوهر” في (25 شباط/ فبراير 1955)، العملية التي أعلنت أن الكفاح المسلح، وبناء الشخصية الوطنية الفلسطينية هما أول الطريق وبداية الثورة.

شارك في سنة 1957 في اجتماع الكويت الذي أعلن تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فـتـح”، والذي ضم المؤسسين الأوائل للحركة.

محرر صحيفة نداء الحياة “فلسطيننا” لسان حال حركة “فـتـح” التي صدرت في بيروت عام 1959، ومسؤول مكتب فلسطين في الجزائر بدءاً من عام 1963، والذي أدى دوراً مركزياً في بناء الجهاز العسكري لقوات “العاصفة”.

أقام أول اتصالات مع البلدان الاشتراكية خلال وجوده في الجزائر، وفي عام 1964 توجه برفقة ياسر عرفات “أبو عمار” إلى الصين التي تعهد قادتها بدعم الثورة فور انطلاق شرارتها، ثم توجه إلى فيتنام الشمالية وكوريا الشمالية.

غادر عام 1965 الجزائر إلى دمشق، حيث أقام مقر القيادة العسكرية، وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب عام 1967 بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الصهيوني في الجليل الأعلى.

قاد الفدائي خليل الوزير “ابو جهاد” الفدائيين في كل الظروف متجاوزاً معهم الصعاب جميعها، من الأردن إلى لبنان إلى انتفاضة الحجارة الأولى، فقد كان له دور بارز خلال حرب لبنان، وفي تثبيت قواعد الثورة هناك، وبين عامي 76 – 1982 تولى المسئولية عن القطاع الغربي في حركة “فـتـح” الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة، حيث عكف “أبو جهاد” على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة، وأدار العمليات ضد العدو الصهيوني انطلاقا من الأراضي اللبنانية، وارتبط اسمه بجميع العمليات الفدائية الكبيرة، وأشهرها عملية الشهيد “كمال عدوان” التي قادتها الشهيدة “دلال المغربي” في آذار/ مارس 1978.

كان له الدور القيادي خلال الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 معركة الصمود في بيروت التي استمرت 88 يوماً، وفي نفس العام غادر بيروت مع ياسر عرفات “أبو عمار” إلى تونس.

عام 1984 توجه إلى عمان ورأس الجانب الفلسطيني في اللجنة المشتركة الأردنية – الفلسطينية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة.

وفي العام 1987برز اسمه مجدداً أثر اندلاع انتفاضة الحجارة الجماهيرية المتجددة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان أحد مهندسي الانتفاضة، وواحداً من أشد القادة المتحمسين لها.

المواقع التي شغلها

عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فـتـح”، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، مفوض شؤون الوطن المحتل المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية.

العمليات العسكرية التي خطط لها

-عملية نسف خزان زوهر عام 1955.

-عملية نسف خط انابيب المياه (نفق عيلبون) عام 1965.

-عملية فندق (سافوي) في تل أبيب عام 1975.

-عملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس عام 1975.

-عملية قتل “البرت ليفي” كبير خبراء المتفجرات، ومساعده في نابلس عام 1976.

-عملية الشهيد “كمال عدوان” التي قادتها الشهيدة “دلال المغربي” عام 1978.

-عملية قصف ميناء ايلات عام 1979.

-قصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981.

-اسر (8) جنود صهاينة في لبنان، ومبادلتهم بـ (5000) معتقل لبناني وفلسطيني و (100) من معتقلي الأرض المحتلة عام 1982.

-اقتحام وتفجير مقر الحاكم العسكري الصهيوني في صور عام 1982.

-إدارة حرب الاستنزاف من 1982 إلى 1984 في جنوب لبنان.

-عملية مفاعل ديمونة عام 1988، والتي كانت السبب الرئيسي لاغتياله.

مثواه الأخير

دفن جثمان القائد الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” في 20 نيسان/ إبريل 1988 في دمشق، وكان يوماً عربياً مشهوداً، رفرفت فيه روح الانتفاضة، وتكرس فيه الشهيد رمزاً خالداً من رموزها، عندما غصت شوارع دمشق وحدها بأكثر من نصف مليون شخص ملأ هديرهم شوارع المدينة العريقة، وأطلق عليه لقب “أمير الشهداء”.

وتخليدا لذكرى “أمير الشهداء أبو جهاد” اطلق اسمه على العديد من المؤسسات والمساجد والكليات الفلسطينية، مثل كلية الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” للتدريب المهني في رام الله ، ومسجد الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” في الشيخ عجلين في غزة وغيرها.

فتح نيوز

Exit mobile version