عيد العمـــال شركاء النجاح وبناة التقدم

بقلم: ماهر حسين

في الاول من أيار من كل عام يحتفل العالم بعيد العمـــال في محاولة جدية للإلتفات الى هذه الطبقة من المجتمع وللتأكيد على دورها وتقدير المجتمع والدولة لهذه الفئة أو الشريحة، ولدراسة مطالبها الحياتية، كما ويتم إجراء تقييم لظروف العمل الخاصة بهذه الفئة الهامة في المجتمعات والدول عبر مؤسسات مختصة تسعى دوما” للحفاظ على حقوق العامل وتتجاوب معها السلطات في الغالب إيمانا” منها بأن العامل شريك في النجاح.

في الاول من أيار تجري الدول والمنظمات الحقوقية والإتحادات العمالية والنقابات مراجعات لأحوال العمال والخدمات المقدمة لهم، حيث باتت العديد من الدول تؤمن بضرورة الإهتمام بالعمـــال وحقوقهم وطبيعة حياتهم وما يقدم لهم من خدمات تساعدهم على أداء دورهم.

بل باتت أوضاع العمال في الدول هي أحدى معايير تقييم مستوى هذه الدولة ومدى تطورها.

لم يأت اليوم العالمي للعمال وباعتباره عيد العمال بالصدفة بل جاء نتيجة نضال طويل قام به العمــــال من أجل تحسين ظروف عملهم وتطوير حقوقهم بمنطق الشراكة .

واول من احتفل بالعمال رسميا” في العالم هو أستراليا عام 1856 ومن ثم أنتقل هذا الإحتفال الى الولايات المتحدة الامريكية وبات رسميا” عام 1882 وأصبح لاحقا” عالميا” وتم إعتماد الاول من أيار من كل عام لإحياء مطالبات العمال بساعات العمل الثماني يوميا”.

هذا اليوم هو تكريس للعدالة ولتقليل الفجوة بين من يقوم بالعمل وبين من يملك العمل وهو يوم لتقدير العمل والعمال وهو يجب أن يكون فرصة لمراجعة أحوال العمال في الشركات المختلفة وفي القطاعات المختلفة في كل الدول.

في هذا اليوم ندعو كافة الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال لإعتبار العمال شركاء. فهم بناة التقدم وشركاء النجاح، وهم من يقف خلف أصعب الأعمال وأكثرهــــا قسوة.

لنكن معهم ولنفكر بهم ولنحترم دورهم.

هذا وأود الإشارة الى أنني أعيش تجربة أعتز بها في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تبذل الحكومة في هذه الدولة الرائدة كل ما يمكن من أجل تحسين ظروف العمل الخاصة بالعمال الذين أتوا من كافة دول العالم ليساهموا في نجاحها. هنا قانون داعم لحقوق وإجراءات تحد من إستغلال أصحاب العمل للعمـــال وهذه القوانين تتطور يوما” بعد يوم في مصلحة العامل ومصلحة صاحب العمل بشكل متوازن.

يجدر بنا الإشارة الى أن هناك خصوصية لبعض الدول التي أغلب عمالها ليسوا من حملة جنسيتهـا ومع ذلك لا يتم إستغلال هذه الشريحة لتحقيق النجاح بدون الإلتفات لهم وما نعيشه هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة من مراعاة لهؤلاء العمال خير مثال على ذلك.

بالنسبة لي وبخبرتي أقول بأن عمـــال أي شركة أو مؤسسة هم أحد أسباب نجاح أو فشل أي مشروع ولتعزيز مشاركتهم الفاعلة في تحقيق نجاح أي مشروع أو أي شركة هناك ضرورة لما يلي:

– أن يكون هناك علاقات مميزة مع هؤلاء العمال من خلال منحهم الفرصة للتعبير عن كل ما يعيق عملهم أو كل ما يساعد في تعزيز مشاركتهم الإيجابية في العمل.

– ضرورة منح العمال الإهتمام بإعتبارهم شركاء وهذا يجب أن يكون أساساً للتعامل معهم.

– ضرورة توعية كافة موظفي أي شركة على أن العمال هم بناة التقدم وشركاء النجاح، وبالتالي عدم التعامل معهم بإعتبارهم مجرد أدوات لإنجاز عمل ما.

– العمل على توفير أجواء مميزة للعمال من خلال السكن والمواصلات ووجبات الطعام وبعض الترفيه المعقول والممكن التعامل معه.

– خلق إطار إنساني للعلاقة مع العمال فلا فرق بين (عامل) و(موظف) كما لا فرق بين جنسية وأخرى وقطعاً لا فرق بين دين أو أخر.

إن إحترام العمـــال وتقدير دورهم ومنحهم حقوقهم ليس منحة من صاحب العمل بل هو أساس لتحقيق التوازن الطبيعي بين من يقوم بالعمل ومن يملك العمـــل وهذا التوزان هو ضمان لأن يكون النجاح مهمة الجميع وللجميع.

كنت قد قلت في العنوان بأن العمال هم شركاء النجاح وبناة التقدم و أُضيف كذلك بأنهم ضمانة المستقبل.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version