ترامب سيطلب من إسرائيل خريطة بحدودها النهائية

علمت “القدس” من مصادر مقربة من البيت الأبيض أمس، ان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيطالب اسرائيل خلال زيارته للمنطقة قريبا بإعداد خريطة لحدودها النهائية، في إطار مساعيه لاستئناف عملية السلام والتوصل الى حل شامل فيما أطلق عليه “الصفقة العظمى”، فيما كشفت مصادر اسرائيلية أمس أن إسرائيل قدمت احتجاجا لواشنطن بسبب على خلفية قيام البيت الأبيض بنشر فيديو ترويجي لزيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل، أظهر خريطة إسرائيل دون الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية التي استبعدت من الخريطة، وكذلك هضبة الجولان السورية المحتلة.

وأوضحت المصادر لـ”القدس” ان مطالبة اسرائيل بتقديم خريطة لحدودها النهائية يأتي في سياق تطلع الإدارة الأميركية لمعرفة المواقف النهائية للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي فيما يخص قضايا الصراع الرئيسية تمهيدا لبلورة موقف اميركي ازاء هذه القضايا، في إطار الإعداد لاستئناف مفاوضات السلام وفق أسس أو مرجعيات تضمن التوصل الى سام شامل وعادل في المنطقة.

يذكر ان اسرائيل طالما تهربت على مدى عقود من تحديد حدودها النهائية، ففي الوقت الذي يؤمن فيه اليمين الاسرائيلي المتشدد بما يسمى”اسرائيل الكبرى” ويرفض اتفاقيات اوسلو ويسعى الى ضم الاراضي المحتلة كما عبر عن ذلك بعض اقطابه ممن يشاركون في الئتلاف الحكومي الاسرائيلي الحالي، فإن بعض القادة التاريخيين لاسرائيلي اعتبروا ان ” حدود اسرائيل ترسمها الخطوط التي يصل اليها جنودها”، ويرى المحللون والمراقبون ان من شبه المؤكد ان تسعى الحكومة السرائيلية اليمينية الى التهرب من تحديد حدود اسرائيل بموجب المطلب الاميركي.

ونقلت المصادر الاسرائيلية امس عن وزيرة العدل الإسرائيلية، اييلت شاكيد قولها ان اسرائيل تريد توضيحا من البيت الأبيض لعدم وضع الضفة الغربية والجولان على الخريطة المذكورة ، معتبرة اياهما “اراض إسرائيلية”.

واعربت شاكيد عن قلقها الشديد بسبب هذا التطور، وقالت إن خطوة كهذه لن تكون في صالح المسيرة السياسية التي تقودها الإدارة الأمريكية التي تريد دفع عملية السلام بالشرق الأوسط للأمام.

هذا وفي أول زيارة خارجية له بعد انتخابه ، يصل الرئيس دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية، الرياض، اليوم، للمشاركة مع السعودية ودول الخليج، وكذلك دول العالم العربي والإسلامي في ثلاث قمم متتالية.

وقالت وقال مراقبون ومحللون ومصادر مطلعة على التحضيرات للقمم الثلاث إن نتائج هذه الاجتماعات ستمهد لتغيير المشهد في الشرق الأوسط، على قاعدة شراكة واسعة بين أميركا وحلفائها في المنطقة.

وتوقعت المصادر التوصل إلى شراكة عربية ــ إسلامية ــ أميركية في الحرب ضد الإرهاب والتطرف، بكل أبعادها الأمنية والسياسية والفكرية. كما توقعت دوراً أميركياً أكبر في محاصرة سياسة زعزعة الاستقرار التي تنتهجها إيران، ولَمّحت إلى أن ما كان يقال عن فراغ أميركي وعربي في الشرق الأوسط لن يعود صالحاً بعد قمم الرياض.

وأشارت المصادر إلى أن «القمة العربية ــ الإسلامية ــ الأميركية، وهي غير مسبوقة، ستوفر مظلة واسعة لإعادة إطلاق عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين» وتوقعت أن تشهد مرحلة ما بعد القمم الثلاث، نهاية الحقبة التي بدأت بعد إسقاط نظام صدام حسين وما تلاه من انسحاب أميركي وتغييب للدور العربي في مسارح التوتر بالمنطقة.

ورأت المصادر أن الولايات المتحدة وبالشراكة مع حلفائها ستعود إلى لعب دور محوري في المنطقة عبر عدد من الملفات، أبرزها تصعيد الحرب على الإرهاب، وفي صورة حرب شاملة تجمع الأبعاد الأمنية والسياسية والمالية والفكرية، وأن تترافق هذه الحرب مع مبادرات اقتصادية وثقافية باتجاه الشباب في العالمين العربي والإسلامي.

وأكدت أن إدارة ترامب وبالشراكة مع حلفائها في المنطقة ستنتهج سياسة نشطة لمحاصرة سياسة الاختراقات وزعزعة الاستقرار التي تتهم إيران بانتهاجها.

ورأت نفس المصادر أن من شأن تعميق الشراكة الخليجية مع أميركا وكذلك الشراكة العربية والإسلامية معها أن تعيد التوازن إلى منطقة الشرق الأوسط، وتحرم إيران من المساحات التي استغلَّتها للتسلل إلى أكثر من ساحة عربية.

ولاحظت أن «القمة العربية ــ الإسلامية ــ الأميركية» ستعيد تصحيح الخلل الذي نشأ حين اختارت الإدارة الأميركية السابقة سياسة الانتظار وعدم المبادرة، مما أتاح لقوى أخرى، بينها روسيا، التقدم للعب الدور الأول في المنطقة.

وشددت المصادر على أن ما شهدته العلاقات السعودية ــ الأميركية في الفترة التي أعقبت انتخاب ترامب يشكل نموذجاً لأسلوب جديد في التحدث مع دول العالم بلغة المصالح المتبادلة والأرقام، وهو ما فتح الطريق لتكون الرياض أول عاصمة يزورها ترامب .

“القدس” دوت كوم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version