معادلة الاسرى .. وانتصار الكف على المخرز 29-5-2017

بقلم: حمدي فراج

حقق الاسرى في اضرابهم الاخير (17/4 – 27/5/2017) ما عدّه الكثيرون من احرار العالم انتصارا ، بمن فيهم القائد الاسير احمد سعدات في رسالته المؤرخة بعد فك الاضراب بيوم واحد ، لكن هناك من حاول التبخيس من هذا الانتصار ومن النضال عموما ، وهؤلاء لا يمكننا اقناعهم لانهم ببساطة انتقلوا للصف الاخر ، واصبحوا ممثلين له في صفوفنا ، بمن في ذلك صف الاسرى انفسهم ، حيث حاولوا قبيل الاضراب بأربعة ايام ان يدوروا على السجون ومحاولة اقناعها بعدم الانخراط في الاضراب ، ووصل الحد بهم تهديد العازمين على محاسبتهم وملاحقتهم تنظيميا ووقف مخصصاتهم .
اولى ملامح الانتصار ، انه يأتي بعد ان استنفذت اسرائيل كل خبرتها العريقة في تجاهله وقمعه والتي وصلت ان يقيموا حفلات شواء قرب المضربين ، ثم تدخيل “طورطة” لمروان البرغوثي وفبركة صور ثابتة ومتحركة ثم منع الصليب الاحمر وكذلك المحامين من الزيارة ، ثم بث الشائعات ، ثم محاولات الانفراد بعدد من المضربين لثنيهم بعد تقديم المغريات المختلفة ، ثم فتح مفاوضات مع الخارج لدق اسفين “وحدانية التمثيل” ، وهي كلها كانت قيادة الاضراب قد حسبت حسابها واتخذت ازاءها الاجراءات الكفيلة باجهاضها ووأدها . لقد أعقبت كل هذه المحاولات الخسيسة ، الاعلان على لسان المستوى السياسي في اسرائيل ممثلا برئيس الوزراء والدفاع والامن الداخلي ان اطلقوا شعارات حربية عنصرية فاشية قاسية ، أهمها “فليموتوا” ، ثم “لامفاوضات مع القاتل مروان” ، ثم “لا مفاوضات قبل وقف الاضراب” ، ولكنهم بعد ذلك ، رضخوا وفاوضوا مروان ولجنة قيادية في سجن عسقلان ، وادار مروان مفاوضات امتدت عشرين ساعة ، استطاع خلالها رغم الجوع والعطش والتعب ان ينتزع استجابة لنحو 80% من المطالب . لكأنه اراد ان ينتقم من المفاوضات العبثية التي استمرت زهاء العشرين سنة .
أي قيادة سياسية تتسم بالعمق والحكمة والشمولية ، بغض النظر عن جلبابها السياسي / الفكري / الديني ، تستطيع القفز من على هذا الانجاز ، بل عليها استثماره الى ابعد ما يكون الاستثمار ، وتحويله الى انموذج متطور ومتقدم ومتحرك في اية معارك قادمة مهما اختلفت ظروف المعركة واطرافها واهدافها ، وأن من اول اوليات الانتصار عنصر التخطيط الذي قام به مروان على مدار ستة أشهر ، وكان يدرك ان الاسرى الستة الاف لن يكونوا كلهم معه ، فالحالة المرضية في الخارج تعكس نفسها بشكل متجل على الاسرى في السجون ، بعضهم ربما بقلبه ، “قلوبنا معك وسيوفنا عليك” ، لكن ما تحقق من مطالب سيشملهم . أما العنصر الاكثر اهمية من كل ذلك ، هو ارادة الانتصار ، حتى على عدو قوي كاسرائيل التي ينشد ودها اليوم العرب العاربة من محيط الذل والعار الى خليج العجز والخنوع .

عن وكالة PNN

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version