حديث القدس: الأمم المتحدة بين انحياز أمينها العام وايجابية مؤسساتها

اكد التقرير السنوي لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاراضي الفلسطينية ان سياسات وممارسات الاحتلال لا تزال المسبب الرئيسي للاحتياجات الانسانية الفلسطينية. وقال ديفيد كاردن مدير المكتب ان الأزمة في جوهرها هي عدم تقديم الحماية للمدنيين من العنف والتهجير والقيود المفروضة على وصول الخدمات وكسب الرزق وانتهاك الحقوق للاكثر ضعفا خاصة الاطفال.

واضاف كاردن: لقد تم تهجير نحو شخص العام الماضي بينهم طفلا، وهدم عشرات المنازل بحجة عدم حصول اصحابها على التراخيص اللازمة التي يبدو من المستحيل الحصول عليها بسبب الاجراءات الاسرائيلية. واشار التقرير الى وجود بوابة للاحتلال بالضفة تعرقل وتقيد تحركات المواطنين ووصولهم الى اراضيهم او اعمالهم.

وكانت الكلمة المثيرة فعلا التي اختتم كاردن بها اقواله: “بينما تتفاوت المؤشرات من سنة الى اخرى، يبقى قائما انعدام الحماية عن انتهاكات القانون الدولي”، وهذا هو جوهر القضية حيث ان اسرائيل تتصرف دون اية مبالاة بأية تقارير او حتى قرارات دولية، سواء أكانت صادرة عن مجلس الأمن او الجمعية العامة وكل مؤسساتها.

ويبدو ان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوثيرس لا يهمه اية تقارير ولا يتابعها ابدا، وانما مصلحة اسرائيل والدفاع عن ممارساتها. نتذكر مثلا السيدة المميزة ريما خلف حين كانت امينة للجنة “الاسكوا” الدولية واعدت تقريرا اكدت فيه بالارقام والشواهد والممارسات عنصرية اسرائيل، فما كان من غوثيرس الا ان طالبها بسحب التقرير مما ادى الى تقديمها استقالتها احتجاجا.

وبالأمس القريب اعلن مكتب الامين العام هذا عن وقف دعم لجنة المرأة التابعة للمنظمة الدولية للمركز النسوي في قرية برقة شمالي نابلس لان اللجنة تحمل اسم الشهيدة دلال المغربي. كل الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية حسب المؤسسات الدولية لا تثير اهتمام غوثيرس ولا تحرك شعرة في مشاعره وانما مجرد اسم دلال المغربي يحركه.

والمعروف ان الامين العام منحاز لاسرائيل واكد ذلك في اكثر من مرة وبينها خطاب له امام المؤتمر اليهودي الاميركي لقي تصفيقا حادا اكثر من مرة واكد فيه انه لن يسمح باية قرارات تدين او هي ضد اسرائيل …

لا بد من وقفة محاسبة دولية ضد هذا الرجل وسياساته ..!!

الكونغرس الاميركي يوجه صفعة

لكل تحركات ومساعي السلام

بعد ان أثار الرئيس ترامب زوابع من التوقعات السلمية قبل واثناء زياراته ولقاءاته في السعودية والضفة واسرائيل، يخرج علينا الكونغرس الاميركي بقرار يشكل صفعة لكل هذه التحركات والمساعي، حين اكد استعداده للاحتفال يوم حزيران الجاري في ذكرى ما اسموه “توحيد القدس” بالتزامن مع احتفال الكنيست الاسرائيلي في اليوم نفسه بهذه المناسبة الحزيرانية.

الكونغرس يؤيد بهذا ضم القدس ويؤيد بالضرورة نقل السفارة الاميركية إليها ويناقض بذلك كل المساعي والمطالب السلمية وكل القرارات الدولية التي تؤكد ان كل الضفة بما فيها القدس هي اراض محتلة في العام ، وان ضم اسرائيل لها باطل قانونيا.

ومما يزيد الامور تعقيدا ان هذا القرار يجيء وسط احتفالات اسرائيلية رسمية وشعبية بـ “توحيد” القدس وعقد الحكومة اجتماعا في احد الانفاق تحت الحرم القدسي وتخصيص خمسين مليون شيكل لتعميق عملية تهويد المدينة بالاضافة لقرارات اخرى عديدة .. وللأسف فان بعضنا مايزال يعتقد بامكانية تحقيق السلام واستئناف المفاوضات !!

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version