حديث القدس: الأوضاع في قطاع غزة من سيئ إلى أسوأ

الأوضاع في قطاع غزة تسير من سيئ إلى أسوأ بفعل الحصار الإسرائيلي المتصاعد وغير المسبوق والذي يدفع ثمنه المواطنون على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والذي أصبح لا يطاق ويهدد بالانفجار في كل لحظة.
فعلى الصعيد الاقتصادي فان نسبة البطالة في تزايد مستمر لدرجة وصلت إلى أكثر من ٤٢٪ وهي أعلى نسبة في العالم، الأمر الذي أدى إلى زيادة نسبة الفقر وانعكاساته الصحية جراء سوء التغذية، وتفشي الأمراض المزمنة بما فيها مرض السرطان بسبب المياه الملوثة وغير الصحية والتي نسبة الأملاح فيها عالية وتقلص المياه العذبة.
وعلى الصعيد الصحي فهناك نقص في جميع المواد والمعدات الطبية، الامر الذي ادى الى ازدياد حالات الوفاة في صفوف المواطنين، خاصة وان الحصار الاسرائيلي يحول دون تحويل المرض للمستشفيات الاسرائيلية او الى مستشفيات القدس الشرقية وبقية المستشفيات في الضفة الغربية، إلا بعد مراجعات واصدار تصاريح الامر الذي يستغرق وقتا طويلا ما يؤدي الى حالات الوفاة للعديد من المرضى.
كما ان فتح معبر رفح البري بين القطاع ومصر لايام معدودة في الشهر وربما كل شهرين هو الاخر يؤثر على الحياة الصحية للمواطنين، مع العلم بان مصر تبرر ذلك بالحفاظ على امنها القومي جراء العمليات الارهابية التي يتعرض لها جنودها في سيناء.
وعلى الصعيد الاجتماعي فقد تزايدت في الاونة الاخيرة عمليات القتل على اتفه الاسباب والتي ذهب ويذهب ضحيتها الابرياء، فقبل ثلاثة ايام فقط قتل خمسة اشخاص في شجار، كما ازدادت عمليات السرقة بسبب الاوضاع المادية الصعبة والتي سقط ايضا ضحيتها عدة اشخاص.
فقطاع غزة جراء الحصار الاسرائيلي الظالم برا وبحرا وجوا تحول الى سجن كبير ازدادت فيه المشاكل المختلفة، خاصة وان هذا الحصار المدمر مضى عليه حوالي ١١ عاما، وليس هناك من افق لحله، إلا بتغيير الاوضاع السياسية.
ونقصد بتغيير الاوضاع السياسية انهاء الانقسام السياسي والجغرافي والعودة للوحدة الوطنية، لانه بدون ذلك ستبقى الامور على حالها بل ستزداد سوءاً، خاصة في اعقاب اتهام حركة حماس التي تدير قطاع غزة منذ الانقسام الاسود بانها تنظيم ارهابي يجب محاربته.
وتستغل اسرائيل هذه الاتهامات وتستعد للتصعيد ضد قطاع غزة وربما سيؤدي ذلك الى شن الاحتلال الاسرائيي حربا عدوانية جديدة على غزة هاشم يدفع ثمنها المواطنون، كما حصل في الحروب العدوانية الثلاث والتي اثارها مازالت ماثلة للعيان، حيث هناك العديد من الاسر تعيش في “كرفانات” بعد قيام الاحتلال بهدم منازلها والمماطلة في اعادة اعمار ما دمرته الحروب الثلاث.
ان الحل الوحيد لجميع مشكلات قطاع غزة هو العمل من قبل طرفي الانقسام على انهائه وتجنيب المواطنين هناك المزيد من المآسي الناجمة عن هذا الانقسام المستفيد الوحيد منه هو الاحتلال الاسرائيل الذي يبذل جهوده من اجل ادامته وتعميقه، ليتسنى لها مواصلة احتلاله للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية مع ما يرافق ذلك من بناء المزيد من المستوطنات ومصادرة الاراضي وتهويد القدس وغيرها من الانتهاكات والممارسات التي تدمر اية جهود سلمية بل هناك من يعتقد بان حل الدولتين وفق الرؤية الدولية قد مات بفعل السياسات الاسرائيلية الرامية الى تأييد الاحتلال ومواصلة العمل ضد السلام الذي يطالب به المجتمع الدولي.
ان الاوضاع في قطاع غزة تهدد بالانفجار في اية لحظة بفعل الحصار المتزايد والاتهامات الموجهة لحركة حماس من انها تنظيم ارهابي، الامر الذي يتوجب على طرفي الانقسام تجنيب الشعب هناك اية مآسي جديدة، فكفاه ما قدم من معاناة على مدار السنوات الـ ١١ التي مضت على الحصار الذي انعكس ايضا سلبا على قضيته الفلسطينية وادى الى زيادة المؤامرات التي تحاك ضدها.
ان الظروف مهيئة الان لانهاء هذا الانقسام الاسود، فعلى طرفي الانقسام استغلالها رأفة بمواطني القطاع الذين وصلت اوضاعهم وظروفهم الى حدود لا يمكن تحملها، فهل تستجيب فتح وحماس وتنهي معاناة اهالي القطاع وتمنع المؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version