المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مخيّم عين الحلوة يشتعل بعد تسليم السيّد؟

ما زال مخيّم عين الحلوة يعيش غلياناً أمنياً من خلال التحرّكات والإستفزازات التي تقوم بها الجماعات التكفيرية فيه إنتقاماً لموضوع تسليم الإرهابي خالد السيد الى الأمن العام، في الوقت الذي عقد مجلس الأمن الفرعي اجتماعاً بحث خلاله الأحداثَ الأمنية المستجدّة جراء إطلاق النار العشوائي لاسيما جريمة مجدليون، وعملية تسليم المطلوبين في مخيّم عين الحلوة، والتنسيق الحاصل ما بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والقوة المشترَكة داخل المخيّم.

وفي المخيم، أطلق الإرهابي محمد شريدي من جماعة أبو جمرا الشريدي، النارَ في الهواء احتجاجاً على زجّ اسمه في البيانات التي صدرت ضد «عصبة الأنصار»، الأمر الذي أدّى الى إشكالٍ في الشارع الفوقاني تخلّله إطلاقُ نارٍ في الهواء، بعدما كان الضابط في «فتح» جمال عوض، المسؤول عن حاجز الحسبة الذي مرّ عليه السيد خلال تسليمه، قد تعرّض لمحاولة اغتيالٍ أثناء عودته الى منزله في حي الزيب في المخيم، كما أطلق الإرهابي خالد دياب النار على الفتحاوي رياض القط فأصيب بجروح ونقل الى المستشفى الإنساني في المخيم.

من جهته، أبلغ مصدر فلسطيني «الجمهورية» أنّ «احتقاناً يسيطر على الإرهابيين في المخيم تخوّفاً من اعتقالهم على طريقة السيد بعدما علموا من «عصبة الأنصار» أن لا خيمة فوق رأس أحد، وهم يتخفّون نهاراً ويتحرّكون ليلاً، مؤكداً أنّ «داعش» بسطت سيطرتها في المخيّم وبات لها ثقل وأرسلت عنصرَين من أفرادها المتواجدين فيه للقتال في سوريا هما محمد جمال حمد وآخر من آل شريدي، وهو أمر مخيف لكنها تحت مرمى القوى الأخرى الحريصة على أمن المخيم.

وأكد أنّ عديد الجماعات المتطرّفة في المخيم من كل القوى الإرهابية والتكفيرية و«داعش» و«جبهة النصرة» ومسميات «جند الشام» و«كتائب عبدالله عزام» و«فتح الإسلام» والمقدسي وهم حوالى 500 عنصر يتموّلون من «داعش»، وهناك سماسرة يأتون بالأموال إليهم ومن بينهم نسوة منقّبات.

من جهة أخرى، ترأس محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو، اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي في الجنوب، في قاعة الرئيس رفيق الحريري، في سراي صيدا الحكومي، بحضور قادة الأجهزة القضائية والعسكرية والأمنية في محافظة الجنوب، حيث جرى بحثٌ للوضع الأمني في مدينة صيدا ومخيّماتها الفلسطينية.

وتوقّف المجلس أمام فوضى انتشار السلاح وإطلاق النار العشوائي في الهواء في مختلف المناسبات، وقرّر اتّخاذ سلسلةٍ من الإجراءات الأمنية والقضائية بحق المخالفين، بهدف الحدّ من هذه الظاهرة التي باتت تؤدّي الى سقوط الضحايا فضلاً عن إقلاق المواطنين، وصولاً الى ضبط الأمن ومنع أيّ إخلال به، متطرِّقاً الى الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة.

ونوّه المجلس بدور القوى الفلسطينية في تسليم السيد، داعياً في الوقت نفسه الى المزيد من التعاون والتنسيق من أجل تحصين أمن المخيم واستقراره الداخلي مع الجوار اللبناني.

وعلى صعيد الإنجاز الأمني بتسليم السيد، فقد صدرت بيانات تأييد للخطوة من منظمة التحرير الفلسطينية والتيار الإصلاحي في حركة «فتح» بزعامة العميد اللينو ورئيس حزب الشعب الفلسطيني في لبنان غسان أيوب وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية في عين الحلوة العميد صلاح اليوسف، وإمام مسجد الغفران في صيدا والجنوب الشيخ حسام العيلاني ومفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان، فضلاً عن أمين سرّ تجمّع شهداء فلسطين النقيب عصام الحلبي ومسؤول التيار الإصلاحي في الجنوب العميد إحسان الجمل.

هذا، وشهد المخيّم حربَ بيانات تكفّر «عصبة الأنصار» و»حماس» وتصفهما بأنهما مرتدّتان في الدين الإسلامي لتسليمهما السيد الى الأمن العام.

وصدر بيان بإسم ما يُسمى «عموم الشباب المسلم» في مخيم عين الحلوة وقّعه المتشدّدون والمتطرّفون محمد شريدي ونمر عيسى ومحمد شناعة وشادي صبحة، وفيه أنّ «العصبة» غدرت بهم بحجج استسلامية حقيرة غايتها أن تعترف بها الأجهزة الأمنية وأن تكون لها كلمة الفصل في المخيم، معلناً مقاطعة «العصبة» و«حركة حماس» وأن لا لقاءات أو اجتماعات حتى يعودا الى دينهما الصحيح.

بدورها، أشارت «عصبة الأنصار» في بيان الى أنها مسؤولة عن تسليم السيد للقضاء لأنه ارتكب حرباً ضد الإنسانية والاخوة اللبنانيين»، وأعلنت أنّ «مشايخها لن يرتعبوا ممّا يُقال ويوزَّع من بيانات».

Exit mobile version