الصحفي جرادة يدخل شهره الثاني مختطفا في سجون الانقلاب

غزة – في التاسع من حزيران الماضي، وقبل ساعة من الافطار خلال أيام رمضان، اقتحمت قوة من عناصر حماس المسلحة منزل الصحفي فؤاد جرادة، لتختطفه وتصادر جهاز الحاسوب والهاتف الخاص به.

جرادة يقطن بمدينة غزة، يعمل مراسلا في تلفزيون فلسطين، يبلغ من العمر 34 عاما، حصل عام 2015 على جائزة بيت الصحافة السنوية لحرية الاعلام، تميز في عمله الصحفي عن غيره، بكلماته الاديبة التي تخرج من حجرته الذهبية، وبعمله الدؤوب, ومحبة من حوله له.

الصحفيون جميعا، والميدان الصحفي يشهد لجرادة، عمله المهني, ومخاطرته بروحه من أجل نقل الرسالة الصحفية بكل صدق وشفافية وموضوعية كيف لا وجرادة كان حاضرا في تغطية العدوان الإسرائيلي لثلاث مرات أعوام 2008، 2012و2014، و”الهبة الجماهيرية ” الأخيرة، إضافة إلى إعداده مئات التقارير الصحفية الاجتماعية والثقافية والسياسية، ووقوفه بجانب المستضعفين من أبناء جلدته.

رجائي الشطلي مقدم ومعد برامج بتلفزيون فلسطين، قال:” يعتبر زميلنا فؤاد من الزملاء المميزين علي الصعيد الشخصي، حيث أنه يتمتع بعلاقات واسعة ورائعة مع الزملاء وعلى الرغم من أنه يعمل مراسلا للأخبار التي تتسم بالجدية في العمل إلا أنه كان يتمتع بروح جميلة ولديه القدرة علي أن يضفي الابتسامة علي وجوه زملائه.

وتابع الشطلي قائلا “للحياة الجديدة”: “تربطني بزميلي فؤاد علاقة عمل وزمالة مميزة علي الرغم من أن كل منا يعمل في دائرة مختلفة فأنا اعمل بالبرامج وهو يعمل بالأخبار وغالبا ما نجلس معا نضحك لحظات ونتناقش في ما يخص العمل أكثر،، مشيرا الى أن غياب فؤاد أثر كثيرا علي ذويه وعائلته بالدرجة الأولى وعلي جميع الزملاء بالعمل ؛ فغيابه أثر عليهم نفسيا فكل مكان في العمل كان لفؤاد بصمة فيه خاصة أن الذكريات معه كثيرة.

واستحضر الشطلي موقف حصل مع الزميل فؤاد اثناء تغطية حرب 2014 عندما كان يعمل معه في ساعات الليل لتغطية العدوان الإسرائيلي عندما كان على الهواء مباشرة يعطي رسالته الإخبارية والقصف طال بنايته السكنية التي يقطن فيها مع عائلته فبالكاد استملك نفسه واكمل رسالته الإخبارية وعائلته في خطر.

واوضح الشطلي انه من المعيب أن يطالبوا بحماية وحصانة للصحفيين ومن ضمنهم فؤاد لان ذلك الحال كان من المفترض أن لا يكون كون أن الصحافة تعتبر سلطة رابعة ؛ فالصحفي مكانه في الميدان والعمل وليس السجن ؛ فهو لسان حال شعبنا بل ويستفيد منه السلطات الثلاث الاخرى حتي لو كان معارضا لها ؛ فما يقوم بعمله الصحفي لا يستطيع أي مسؤول أن يفعله فالصحفي يتجول بين الناس يستطلع آرائهم وينقلها بكل تجرد لصناع القرار، وفي نهاية حديثه، أدان الشطلي أي مساس بالصحفيين، مطالبا بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين ومن بينهم الزميل فؤاد جرادة.

أما أمه المكلومة على فراق فلذة كبدها لما يقارب الشهر، فلا رمضان كان كأي رمضان ولا حتى عيد الفطر السعيد، والذي كان حزينا على فراق فؤاد الذي لن يطول غيابه، لكن المغلوب على أمرها رفضت اجراء المقابلة خوفا على فؤاد حتى انها أصبحت تعيش حالة من الحزن والألم منذ اعتقاله.

نقابة الصحفيين وتلفزيون فلسطين كانا حاضرين للمطالبة بالإفراج عن الصحفي فؤاد جرادة خلال وقفة تضامنية أمام مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بغزة، وقال نائب نقيب الصحفيين تحسين الأسطل، “ترفض نقابة الصحفيين المساس بحرية الرأي والتعبير التي كفلها القانون الأساسي، وتطالب حركة حماس بالكف عن ملاحقة الصحفيين في غزة، وعدم زجهم في معمعة الانقسام الداخلي، مستنكرا اعتقال أي صحفي يعمل في أي مؤسسة كانت.

وبين الأسطل أن الصحفيين في قطاع غزة، كانوا في الصف الأول لتغطية الحروب التي شنها الاحتلال على غزة، ودفعوا ثمناً باهظاً، سقط منهم الشهيد والجريح، ولا يجب أن نكافئهم على صمودهم باعتقالهم وإهانتهم، مطالباً حركة حماس بالإفراج الفوري عن الصحفي جرادة، دون قيد أو شرط، ورد الاعتبار له ولعائلته.

الحياة الجديدة- هاني أبو رزق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version