” شهداؤنا الثلاثة أوسمة على جبين الوطن “

بقلم : فراس الطيراوي عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام/ شيكاغو.

ستبقى فلسطين تستقبل الشهداء ما دام الإحتلال موجود، وستبقى المقاومة هي العنوان وهي حق مشروع كفلته كل الشرائع الدولية والقانونية. وحكاية الفداء والإستشهاد ستبقى جزء لا يتجزأ من تراث الأمة الحيّ والمستمرّ عبر التاريخ، والذي بات يمثل منهج حياة يحمل كلّ القيم السامية التي راكمتها الأمة عبر نضالات أبنائها على مدى تاريخها الضاربة جذوره في الزمن.
وفكرة الفداء هذه مرتبطة بفكرة الحياة، إذ لا قيمة للحياة من دون حرية، ولا سبيل للحرية من دون صراع، ولا صراع من دون تضحيات، ولا تضحيات تفوق الإستشهاد من أجل قضية حياة الأمة حاضراً ومستقبلاً. فالشهادة هي القيمة المحورية التي تتركز عليها كلّ القيم.
إنطلاقا مما تقدّم تغدو الحاجة ماسة وملحة لإعادة تركيز «المفهوم» في زمن انقلاب «الصورة». فبالنسبة إلينا ثقافة الحياة ترمز إلى الحرية إنما ولدتكم أمهاتكم أحراراً ، فالحياة الإنسانية والحرية صنوان، والحرية صراعٌ دائم من أجل الحفاظ على الوجود وتطويره وتجويده.
حقا نبحث عن كلمات تليق بحجم التضحيات ،نتوه في بحرالمفردات،علنا نمسك بحروف تساعدنا على وصف الشهداء الثلاثة الذين جبلت دمائهم الزكية بتراب المسجد الأقصى المبارك ،فما وجدنا بشيء قد يماثله ،ونعجز أمام كل عبارات الثناء والإكبار والإجلال والامتنان لأنها تبقى صغيرة متواضعة أمام نقطة من دم الشهيد .
الشهيد الذي اختار العزة والفخار مبتسماً راضياً ،أدى واجبه بكل أمانة,إن تحدثنا عن جوده نكون بخيلين ،وعن رائحة مسك دمه لا نكون دقيقي الوصف وعن منزلة ريحانه لا نرتقي ،وعن برق عدوه في ساحات الوغى وعدم اكتراثه بلهيب النار نرتجف ونبكيه كل دموع العين فخراً ،لأنه تسامى على جبين الكون وآفاق المعاني ،وتألق كالنجم وكلل حبه للفجر ..للوطن ..لفلسطين وللمسجد الأقصى المبارك بندى الخلود .
افتدى بلاده ليحافظ على عمر زيتونها وشموخ غارها وتحليق حمامها ،وأقسم أن يرفع علم الكرامة ليخفق في السماء وينشر العطر من التراب.
وفي الختام نقول ان فلسطين تستحق منا كل شيء..هي بيتنا وأرضنا وكل مانملك أن نعيش من أجله . هنيئاً لكم يا مَن تبثون الروح في القيمِ الإنسانية الميتة …وعهداً لكم أننا ماضون على نهجكم حافظين ذكراكُم مُتذكرين ملاحِمكُم ومواقِفكُم البطولية لكي نحفرها في وجدانِ الأجيال الصاعدة التي ما كان لها أن ترى النور لولا بطولاتكم، وكل ما نفعله لأجلكم فهو قليل من الوفاء لتضحياتكم وعظَمتكم فلا شيئ في الدنيا يفي حقَ الشهيد.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version