المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

المقدسيون يخوضون المعركة وحدهم

بقلم: حافظ البرغوثي

ما يبيته الاحتلال  للمسجد الأقصى هو ما بيته للحرم الابراهيمي واكثر ، وسواء حدثت العملية فيه أم لم تحدث فإن ما  سارع الاحتلال الى تنفيذه كان سينفذ لاحقا، مع انني لم افهم اهداف العملية حتى الآن لأن كل عمل عسكري له اهداف سياسية لكن في هذه العملية لم  افهمها لأنها تندرج تحت بند العمليات الفردية وإن كان التنفيذ ثلاثيا .
فالاحتلال هو  أول من استخدم السلاح في المجازر المتعاقبة في المسجد الاقصى في الانتفاضة الأولى وإبان حرب الخليج الاولى  وفي مطلع الإنتفاضة الثانية حيث استشهد العشرات من المصلين ، وأول  من  مس الاقصى بسوء هو اليهودي الاسترالي  الذي احرق المنبر المسمى خطأ منبر صلاح الدين بينما هو منبر نور الدين زنكي الذي امر ببنائه في حلب ليضعه في الأقصى بعد تحريره من الفرنجة . وقيل عن  اليهودي الحارق والمحروق انه مختل عقليا، وأول من حاول هدم الاقصى هم اعضاء التنظيم السري اليهودي في اوائل الثمانينات  وتم اعتقالهم وأفرج عنهم وباتوا من قادة اليمين الحاكم حاليا وهم يجاهرون مثلهم مثل الاحزاب المتطرفة الحاكمة بضرورة هدم المسجد الاقصى.
فالهجوم لم يكن المبرر لوضع البوابات الالكترونية لتحجيم عدد المصلين  وتشديد  قبضة الاحتلال على المسجد لأن هذه الاجراءات كانت ستتخذ  في أية لحظة لأن خطة  اليمين لتدمير الاقصى وتقسيمه زمانا ومكانا  معروفة  وسبق ان تم بحثها في الحكومة الاسرائيلية ، ولا أظن ان هناك من سيهرع لنجدة الاقصى سوى  المقدسيين الابطال الذين يخوضون منذ سنوات معركة الدفاع عن القدس دون إسناد حقيقي من غيرهم ،  فمعركة الدفاع عن الاقصى تراجعت  واقتصرت على اهل القدس وحدهم   ، اما ابواق المسيرات المسيرة سياسيا وحزبيا فهي  تمثيل  ملعون  بعد الخذلان العربي والاسلامي فلا تعدوا المليارات ولا الملايين لأنهم     كغثاء السيل .
بقي ان اقول انه من العيب شتم ومحاولة الاعتداء على السيد منيب المصري في القدس  من قبل بعض الحزبيين وهو الذي حاول  الاستثمار فيها لحماية المكان  ومن المعيب ايضا ان ننشر على الفيس بوك صورا لحفل قديم في روابي على انه جرى ليلة اغلاق المسجد وكأننا نقتتل فيما بيننا فقط .
لكن من حقنا نسأل اصحاب الفتاوى البغيضة الذين يحرمون زيارة القدس ومقدساتها بدعوى انها تحت الاحتلال لماذا  لا يفتون  بتحريم العلاقات  السرية بين دولهم والاحتلال ؟  فحتى ايام احتلال الفرنجة للقدس كان هناك من يصلي في ساحاته  ويسعى اليه  من كل مكان قبل اختراع القرضاوي. فعندما جاء ملك صقلية  روجر لتنصيبه ملكا على القدس  وكان متسامحا مع المسلمين لأنه تربى على ثقافتهم في بلاده  ويتقن العربية  لاحظ  مسلما يطرد الطيور  حتى لا يوسخ روثها المكان فقال مشفقا على المسلم ” كنت تنتظر العصافير  فجاءتك الخنازير ” في إشارة الى الفرنجة.

Exit mobile version