المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

د.نزّال: هزيمة “إسرائيل” في معركة القدس جرّاء الضغط الشعبي وجهود القيادة الفلسطينية، تدفعها للتضييق على شعبنا

د.نزّال: عندما خُيِّرَت “حماس” بين هُدنتها مع “إسرائيل” وبين القدس، اختارت الهدنة

د.نزّال: المساعي الإسرائيلية تهدف لعزل مدينة القدس كعاصمة فلسطينية عن وسطها الاجتماعي والسياسي الفلسطيني

قال المتحدّث بِاسم حركة “فتح” في أوروبا، عضو المجلس الثوري للحركة، د.جمال نزّال إنَّ شعورَ سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بالإحباط والهزيمة جرّاء خسارتهم في معركتهم ضدَّ الفلسطينيين في القدس، هو ما يدفع بهم إلى تكثيف إجراءاتهم بحقِّ شعبنا، والتضييق عليه، وممارسةِ الأساليب الاستفزازية، وفي مقدَّمها مواصلة قطعان المستوطنين حتى اليوم اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارَك.

وأشار د.نزال، خلال مداخلة تلفزيونية ظهر اليوم الاثنين 7-8-2017، إلى أنَّ “السلوك الإسرائيلي في القدس اليوم يتّسم بالصبيانيّة التي تصل إلى حدِّ السُّخف والتخبُّط”، وأضاف: “إنَّ شعور ما يُسمَّى بـ’السلطات الإسرائيلية‘ في عاصمتنا القدس بالإحباط والانهزام نتيجةَ الضغط الشعبي الناجح الذي تكلَّل بجهود من القيادة الفلسطينية لثني إسرائيل عن محاولاتها تقسيم الأقصى، يولِّد لدى إسرائيل الرغبة في التضييق على الشعب الفلسطيني والتعسُّف المتصاعد الذي تتجلَّى صُوَره في محاولات هدم البيوت وتكثيف تواجدهم الأمني في محيط المسجد الأقصى، لا بل وداخله. وقد زادت وتيرة الاقتحامات الإرهابية من قِبَل المستوطنين، وهذا مُؤشِّرٌ على محاولاتٍ إسرائيلية للتنفيس عن شعورهم بالهزيمة، ولكن لا يجوز أن ندمغ هذا السلوك من دون أن نلاحظ الأهداف التكتيكيّة والاستراتيجية التي تكمن وراء هذه الممارسات الإسرائيلية”.

وأوضح د.نزَّال أنَّ المساعي الإسرائيلية للتضييق على شعبنا في القدس تهدفُ لقطعِ صِلات الشعب الفلسطيني بالقدس، وتقليلِ نسبة الحضور الديموغرافي ووجودِ الفلسطينيين القادمين من باقي محافظات الضفة الغربية في القدس، وعزلِ مدينة القدس كعاصمة فلسطينية عن وسطها الاجتماعي والسياسي الفلسطيني.

وردًّا على سؤال حول سبب انكفاء بعض الأصوات الفلسطينية ولا مبالاتها تجاه ما كان يحدث في القدس – في إشارةٍ إلى حركة “حماس”- قال د.جمال نزّال: “أثناء محاولات إسرائيل الخطيرة لتقسيم المسجد الأقصى كانت “حماس” تتمسَّك بالهدنة مع كيان الاحتلال في محافظات غزة. ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ “حماس” لم تكن تعرف أنَّ البوابات والكاميرات ستُزال، علمًا أنَّ بقاءَها كان سيعني في المحصلة النهائية تقسيمَ الأقصى على طريقة تقسيم الحرم الإرهابي، ولم يُطمئن أحدٌ “حماس” إلى أنَّ هذا الاحتمال الخطير لن يحدث، ولكن فوجئت “إسرائيل” و”حماس” بعناد الضغط الشعبي في القدس، والتضامن الشعبي الفلسطيني على مستوى العالم مع قضية القدس، وتلاحمَ ذلك مع موقف سياسي حاسم من السيّد الرئيس محمود عبّاس والقيادة الفلسطينية بوقفِ الاتصالات مع “إسرائيل”، وبالتالي فُوجِئَت هذه الأطراف بأنَّ هذا الضغط الفلسطيني ليس آيلاً للانهيار والتراجع، وإنَّما هو مرشَّحٌ للتصاعد وازدياد الفعالية لتحقيق الهدف”.

وتابع: “نحنُ والإعلام والجميع يعرفُ أن مَن كان يعمل على الأرض هُم قيادة حركة “فتح” بشكل عام في القدس، ولكن لا مجال للتغاضي ولا من سبب لدينا لنفي حقيقة أنَّ النّفير العام للقدس شاركَ فيه كلُّ الفلسطينيون بشرائحهم وانتماءاتهم السياسية وتوجُّهاتهم كافةً، وهذا أحد عناصر القوة التي حقّقت النصر لنا في هذه المعركة. لذا فالدرس الذي نتعلَّمه من هذه المعركة الرابحة هو أنَّ وحدتنا سبب قوتنا، وقوتنا تستدعي وحدتنا، وهو ما يُذكّرنا بحالة الانقسام القائمة بين غزة وباقي محافظات الوطن، وللأسف “حماس” إلى الآن متمسِّكة بهذا الانقلاب والانقسام، وهذا يُضعِف فلسطين، ويُضعِف مطالبنا في القدس، ويُضعِف الحالة الفلسطينية بوجه عام، وللأسف، فعندما خُيِّرَت “حماس” بين هدنتها مع “إسرائيل” وبين القدس، اختارت الهدنة”.

يُذكَر أنَّ نحو 58 مستوطنًا إسرائيليًّا كانوا قد اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، في الفترة الصباحية اليوم الاثنين، حيثُ نفَّذوا جولات استفزازية في أرجاء المسجد، بحراسة مشدَّدةٍ من قوات الاحتلال الخاصة، ووسط انتشار كبير للمصلين.

Exit mobile version