أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 اغسطس / آب 2017

“السلطة الفلسطينية فقدت الثقة بالأمريكيين كوسطاء موضوعيين”

تكتب “يسرائيل هيوم” نقلا عن جهات رفيعة في السلطة الفلسطينية قولها للصحيفة ان وفدا من المسؤولين الامريكيين، برئاسة جيسون غرينبلات، يفترض ان يصل الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية لإجراء لقاءات مع الجانبين بهدف فحص امكانية استئناف المحادثات.
وحسب الصحيفة فقد نقلت وسائل اعلام عربية عن جهات فلسطينية رفيعة، من بينها صائب عريقات، المقرب من ابو مازن، ان المقصود جهود زائدة وان السلطة الفلسطينية فقدت الثقة بالأمريكيين كوسطاء موضوعيين. اضف الى ذلك، حسب ادعاء الفلسطينيين، فانه يسود الاجماع في واشنطن واسرائيل على ان “العملية السلمية على اساس حل الدولتين لم تعد قائمة”.
وقال مسؤول رفيع في ديوان ابو مازن لصحيفة “يسرائيل هيوم” ان رئيس السلطة والمقربين منه يشعرون بخيبة امل شديدة من سلوك الادارة الامريكية في كل ما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وحسب رأيهم فان الرئيس ترامب ورجاله ينحازون نحو اسرائيل.
وقال مسؤول في القيادة الفلسطينية انه لا يمكن لواشنطن ان تكون وسيطا موضوعيا، فهي منحازة لإسرائيل. واضاف انه في اعقاب فقدان الفلسطينيين للثقة بإمكانية استئناف العملية السلمية، تنوي رام الله تجديد التوجه الى المحكمة الدولية في لاهاي بادعاء ان مسؤولين في القيادة والجيش الاسرائيلي ارتكبوا جرائم حرب، وكذلك سيواصلون خطوات الانضمام الى المؤسسات الدولية، وهي خطوة كان ابو مازن قد علقها بعد انتخاب ترامب.
كما ستستأنف رام الله الجهود من اجل الانضمام الى مؤسسات الامم المتحدة بمكانة دولة معترف بها. واكد مسؤولون في رام الله: “سنواصل الانتفاضة الدبلوماسية، سنعزل اسرائيل ونصعب عليها في كل الوسائل المتاحة لنا في القانون الدولي”.
وبشأن استئناف التنسيق الامني قالت جهات في اجهزة الامن الفلسطينية ان التنسيق الامني مع اسرائيل يجري على اقل المستويات الضرورية. “هناك تنسيق امني في نقاط معينة، لكنه لا يوجد الان تنسيق كامل، ولا حتى بشكل تدريجي”.
وقال مسؤول فلسطيني، ان احداث الحرم والاجواء المشحونة والعنيفة خلال الأسابيع الأخيرة خلفت عدم ثقة عميق بين الجانبين. واوضح: “من اجل استئناف الاتصالات السياسية يجب اولا ترميم الثقة بين الجانبين، والتي فقدت تماما. الرسالة التي سيتم تحويلها الى الوفد الامريكي هي ان على اسرائيل اولا القيام بخطوات بناءة للثقة مقابل ابو مازن والسلطة الفلسطينية، وعلى الامريكيين ضمان كونهم يتمسكون بحل الدولتين. لكن ليس هذا هو الوضع الان وهذا امر لن نوافق عليه.”

الادارة المدنية صادرت الواح شمسية في المنطقة E1قبل ساعة من صدور قرار من العليا يمنع مصادرتها

تكتب صحيفة “هآرتس” عن قيام الادارة المدنية، يوم امس الاربعاء، وبشكل مخالف للنظم المتبعة، بمصادرة الواح للطاقة الشمسية خدمت البدو في منطقة E1، المجاورة لمعاليه ادوميم. وعلمت “هآرتس” ان مصادرة الألواح تمت قبل ساعة من صدور امر عن المحكمة العليا يمنع مصادرة هذه الألواح، وخلافا للنظم المتبعة والتي تحدد امتناع الدولة عن القيام بنشاطات تتعلق بقضايا تم تقديم التماسات بشأنها، وانتظار صدور القرار الاحترازي.
وكان المواطن داود بسيمات من سكان تجمع ابو نوار، قد بعث، امس الاول، برسالة تحذير الى النيابة، كتب فيها ان الألواح تخدم المدرسة ورياض الأطفال في القرية. واكد انه ينوي الالتماس الى المحكمة العليا ضد قرار مصادرتها. وقالت النيابة في تعقيبها انها استلمت الرسالة وتم تحويلها الى الجهات المعنية.
وصباح امس، حضر مفتشو الادارة المدنية وبدأوا بتفكيك الألواح. وحسب مصادر مطلعة على التفاصيل، فقد انهى رجال الادارة العمل في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وبعد ساعة، في الثالثة والنصف، اصدرت المحكمة العليا امرا يمنع مصادرة الألواح. وكتب القاضي نيل هندل في قراره انه “يصدر بذلك امرا مؤقتا يمنع القيام بإجراءات لمنع استخدام الالواح، هدمها او مصادرتها”. وبعد اطلاع المحكمة على المصادرة، اصدر القاضي هندل امرا اخر يطالب فيه الدولة بتقديم وثيقة تفصل تسلسل الأحداث.
وقال المحامي علاء محاجنة لصحيفة “هآرتس” ان “هذه ليست المرة الاولى التي تقوم فيها الادارة بأعمال مخالفة للقانون، بهدف فرض وقائع على الارض. هذا العمل يعكس توجه الادارة نحو البدو في الضفة”.

في خطاب ديماغوجي محرض، نتنياهو يتهم وسائل الاعلام واليسار بالتحقيقات الجارية ضده

تناولت الصحف كلها الخطاب الديماغوجي المحرض الذي القاه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مساء امس الاربعاء، امام نحو 3000 ناشط في حزب الليكود، خلال تظاهرة التأييد له، التي تم تنظيمها من قبل تابعه النائب دافيد بيتان، على خلفية التحقيقات الجارية ضده في تهم الرشوة والفساد. وتشير الصحف الى حضور غالبية وزراء ونواب الليكود بعد ان كانوا قد صمتوا ورفضوا التعقيب في البداية.
وتكتب “يديعوت احرونوت” في هذا الصدد ان غالبية وزراء الليكود ونواب الحزب حضروا رغم ان بعضهم تحفظ من الامور التي قيلت هناك، على الاقل في الغرف المغلقة. وشرح مقرب من نتنياهو سبب وصول المسؤولين في الحزب الذين حافظوا على الصمت ولم يخرجوا للدفاع عن نتنياهو في وسائل الاعلام، قائلا ان “تهديدات النائب دافيد بيتان، مهندس التظاهرة، بتصفية الحسابات السياسية معهم، وتوبيخ نتنياهو لوزراء الليكود في بداية الاسبوع، حققا الهدف. ولم يتغيب عن التظاهرة الا الوزيران غلعاد اردان وجيلا جملئيل ورئيس الكنيست يولي ادلشتين، والوزير السابق جدعون ساعر، وذلك بسبب تواجدهم في الخارج. اما بيني بيغن المتواجد في البلاد فقد امتنع عن الحضور. ووصف احد اعضاء الليكود الاجواء في الاجتماع بأنها مرعبة، وكتب على مجموعة الووتس آب: “لقد اجبروا قسما منهم على الوصول”.
ولكن بالنسبة لنتنياهو يعتبر هذا الحدث نجاحا، فمنذ سنوات لم يحظ بمثل هذا الدعم. والمسؤول عن ذلك كان رئيس الائتلاف بيتان، الذي خطط ونظم وعقد اللقاء وصادق على من يتحدث على المنبر. وليس صدفة، كما يدعون في الحزب، انه تم وعده بتسلم حقيبة وزارية خلال الدورة الحالية.
وتكتب “هآرتس” ان نتنياهو تطرق في كلمته الى التحقيقات ضده وشن هجوما على وسائل الاعلام واليسار، وقال: “اليسار والاعلام نفس الأمر. يتجندون الان في حملة صيد مهووسة وغير مسبوقة ضدي وضد عائلتي بهدف تنفيذ انقلاب سلطوي. هدفهم هو تفعيل الضغط المرفوض على جهات الانقلاب كي تقدم لائحة اتهام بكل ثمن دون أي علاقة بالحقيقة او أي صلة بالعدالة”.
وحسب اقوال نتنياهو فان “شرطة الأفكار في وسائل الاعلام تعمل طوال الوقت، على مدار 24 ساعة، وكلهم يريدون التمشي مع هذا الخط”. واضاف ان “وسائل الاعلام تخلق ما لا يعد ولا يحصى من القضايا والتقارير، على أمل ان تنجح بشيء. ان لم يكن الغواصات، فالسيجار، وان لم يكن السيجار فالمحادثات. انهم يطلبون من جهات تطبيق القانون – اعطونا شيئا، وليس مهما ما هو”.
وتطرق نتنياهو الى التحقيق في قضية منزله الرسمي، والتحقيق الجاري مع زوجته والنشر مؤخرا عن احتمال تقديمها للمحاكمة بتهمة الخداع الخطير، الذي انعكس في استغلال اموال الجمهور لمصروفات شخصية. وقال: “يفضلون الانشغال في كأس شاي طلبت احضاره لوالدها الصالح وهو على فراش الموت”.
وفي رده على مقالة نشرت في “هآرتس” وتدعوه الى طرح خطة سلام اقليمي تشمل اقامة دولة فلسطينية وفتح سفارة اسرائيلية في الرياض، قال نتنياهو: “انا مضطر لتخييب امل صحيفة هآرتس. لقد نشرت الصحيفة المحترمة مقالة تقترح علي بشكل واضح اقتراح تحدي – انسحب من يهودا والسامرة وسنتوقف عن مهاجمتك. هذا هو الجواب: لا، لا، شكرا”.
وتحدث قبل نتنياهو رئيس الائتلاف الحكومي، دافيد بيتان الذي قال ان هذه محاولة لإسقاط رئيس حكومة. وحسب اقواله فقد “كان هناك من اعتقد بأنه سيتم القاء حسم الشعب لطغيان الاقلية. هؤلاء هم الذين يقفون امام منزل المستشار القانوني للحكومة في خطوة غير مسبوقة لتفعيل الضغط وفرض عليه ما لم ينجح في صناديق الاقتراع”.
ورفع الجمهور لافتات حملت شعارات مثل “قضايا الف ليلة وليلة”، “محاولة انقلاب” و”نحارب على الديموقراطية، نحب نتنياهو”. وردد الحضور هتافات مؤيدة لنتنياهو.
وقد خلقت تظاهرة الدعم الكثير من التوقعات، لكنها في الأساس كانت حدثا داخليا في الليكود. وكان الهدف الرئيسي هو تدعيم نتنياهو من قبل النواب والوزراء الذين صمتوا خلال الايام الاولى للتحقيقات.
ويوم امس، نشر ليؤور هراري، المؤيد المتحمس لنتنياهو، منشورا على تويتر كتب فيه انه “يجب تجميد كل التحقيقات ضد رئيس الحكومة وزوجته فورا، وفحص اسباب فتحها ودوافعها من قبل جهة موضوعية”! وكان هراري وزوجته من منظمي تظاهرة الدعم امس.

“المشبوه من شارع بلفور يتباكى”
وتكتب “يديعوت احرونوت” انه ردا على وصفه من قبل نتنياهو، خلال خطابه مساء امس، بأنه “رجل قديم مع لحية جديدة”، كتب رئيس الحكومة السابق ايهود براك، على صفحته في تويتر، ان “المشبوه من بلفور يواصل التباكي. الليكوديون مواطنون فخورون ومستقيمين، ليسوا دمى. لا توجد ملاحقة، يوجد فساد. لا توجد قيادة، توجد فوضى”.
وهاجم رئيس حزب العمل آبي غباي، خطاب نتنياهو وقال: “شعب اسرائيل شاهد هذا المساء رئيس حكومة يفتقد الى الثقة ويهاجم النيابة والشرطة التي عين قادتها بنفسه. رئيس الحكومة سيحرض ويمزق ويحاول حرف الانظار عن العجزة والمشاكل الحقيقية التي تواجه شعب اسرائيل، ونحن سنُوحد ونعيد القيادة التي يحتاجها الشعب. دعم اعضاء مركز الليكود الليلة لفساد عائلة نتنياهو لا يعكس رأي المصوتين لليكود، الذين يدفعون، مثل كل شعب اسرائيل، ثمن الفساد في الخدمات المدنية، والاكتظاظ على الطرق وثمن المساكن غير المحتملة، والازواج الشابة الذين يخافون من بدء حياتهم المستقلة. نتنياهو يدعي طوال الوقت ان الشعب معه. انا ادعوه الى فحص ذلك في انتخابات عاجلة”.
وقالت النائب تسيبي ليفني ان نتنياهو “ينتزع شرعية اجهزة تطبيق القانون والقضاء”. واضافت ان “نتنياهو يفسد اسرائيل. اؤمن ان الكثيرين من المصوتين لليكود – المستقيمين والأخيار – يشعرون بعدم الارتياح هذا المساء”. وقال رئيس حزب يوجد مستقبل، يئير لبيد انه “تم اجتياز كل الخطوط. رئيس الحكومة نظم لنفسه تظاهرة ضد التحقيق معه والقى اكثر خطاب ممزق ومحرض سمعته من أي شخصية رسمية”.

ليبرمان يهاجم احد الصحفيين البارزين في كشف قضايا الفساد
الى ذلك، تكتب “هآرتس” ان وزير الامن، افيغدور ليبرمان، شن امس الاربعاء، هجوما على الصحفي رفيف دروكر، من القناة العاشرة، وبرنامج “همكور” (المصدر) الذي تم بثه امس الاول حول قضية الغواصات والسفن. ويعتبر دروكر احد الصحفيين البارزين في كشف قضايا الفساد ومن بنيها قضية الغواصات.
وكان دروكر قد تطرق في نهاية التقرير الى قيام الجيش حاليا ببناء مدفع جديد، بواسطة شركة “ألبيت” الاسرائيلية، من دون طرحه في مناقصة رسمية. وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 1.5 مليار دولار. وكانت “هآرتس” قد نشرت ان سبب تفضيل شركة “البيت” هو التخوف من فرض قيود على اسرائيل، في حال شراء المدفع من الخارج، تمنعها من استخدام القنابل العنقودية.
وسأل دروكر: “هل يمكن لأحد معرفة ان كان القرار صحيحا وصالحا؟ من وراء الكواليس توجد الكثير من الانتقادات للقرار، الكثير من الضجيج، لن ادخل الى هذا الأمر. هناك مجموعة من الناس الذين يتخذون قرارات بتكلفة مليارات الشواكل، بينما قدرتنا على فحص ما اذا كان من الصحيح ان تفعل “البيت” هذا او ذاك، مسألة شبه معدومة”.
ورد ليبرمان مهاجما دروكر، وكتب على صفحته في الفيسبوك ان دروكر هو “شخص مهووس تحركه الكراهية الشخصية، عنصري ودجال، ولا توجد له أي علاقة بالصحافة المهنية والنزيهة”. كما كتب ليبرمان بأن “رفيف دروكر والعديد من مصاصي الدماء الآخرين لا يهدؤون للحظة امام حقيقة كوني وزير الأمن”.
وفي وقت لاحق رد دروكر على ليبرمان وكتب على مدونته: “يبدو لي ان ما جعل ليبرمان يقفز هو ليس المدفع، وانما امور اخرى. يوم امس تم نشر لائحة اتهام خطيرة بشكل خاص ضد المقربة الاولى من ليبرمان فاينا كيرشنباوم وعدد اخر من كبار مسؤولي الحزب (دافيد غودوبسكي ورامي كوهين). لائحة الاتهام مليئة بالحقائق المرعبة، لكن لغزا واحدا يحلق فوق اللائحة ولا يسبب الارتياح: كيف يمكن ان ايفيت ليس هناك؟”
وتطرق ليبرمان، ايضا، الى عدة نقاط تتعلق بشراء المدفع، وشرح عن عمل اللجنة التي اوصت بتسليم العمل لشركة “البيت”، وقال ان توصيات اللجنة عرضت قبل اسبوعين خلال جلسة شارك فيها رئيس الاركان غادي ايزنكوت، ونائبه افيف كوخابي، والجنرال موني كاتس الذي ركز عمل اللجنة، والمدير العام لوزارة الامن اودي آدم، واستنتج الجميع بأنه يجب المصادقة على المشروع، و”هذه الحقائق تثبت بأن اجراءات اتخاد القرار المنظم والمعمق والمهني في الموضوع تمت من قبل كل الجهات ذات الصلة” حسب ليبرمان.

القاتل ازاريا يدخل السجن

تكتب “هآرتس” انه بعد حوالي سنة من قيامه بإطلاق النار على المخرب عبد الفتاح الشريف، دخل الجندي اليؤور ازاريا، امس الاربعاء، الى السجن العسكري 4 في صرفند، للبدء بتنفيذ عقوبته. ورافقه عشرات الاشخاص في طريقه من بيته الى السجن، كان من بينهم اسرته ومحاميه يورام شفطل.
ورغم ان ازاريا انهى فترة الخدمة العسكرية الا انه بحكم سجنه في سجن عسكري فانه سيعامل كبقية الجنود المساجين. وحسب نظم الجيش يمكن لعائلات الجنود المعتقلين زيارتهم بعد عشرة ايام من دخولهم الى السجن، ومرة كل اسبوعين. وبعد انتهاء ثلث محكوميته فقط، يمكنه الخروج في اجازة. وفي الاعياد يمكنه طلب اجازة لعدة ايام.
وكان ازاريا قد طلب من رئيس الأركان غادي ايزنكوت، تخفيف محكوميته، واستبدالها بالعمل في خدمة الجمهور. وحسب القانون العسكري يمكن لايزنكوت النظر في طلب كهذا بعد مرور شهر على قرار الحكم وتحوله الى قرار نهائي. وطلب محامو ازاريا تأجيل دخوله الى السجن حتى صدور قرار ايزنكوت، لكن المحكمة العسكرية رفضت الطلب.

احراق سيارتين في قرية ام صفا

تكتب “هآرتس” انه يسود الاشتباه بارتكاب عمل عدواني ضد الفلسطينيين في قرية ام صفا، المجاورة لمستوطنة حلميش، في مركز الضفة، حيث تم الليلة قبل الماضية، احراق سيارتين وكتابة شعارات باللغة العبرية. وقالت شرطة لواء “شاي” انه تم تلقي تبليغ وفتح تحقيق.
وابلغ سكان من القرية الشرطة بأنه تم كتابة شعارات “انتقام من الاداري سلومون”. وكما يبدو فان المقصود بكلمة اداري، الاشارة الى الاعتقال الاداري الذي فرض على عدد من نشطاء اليمين المتطرف في الآونة الاخيرة، اما الاسم سلومون، فكما يبدو يشير الى مقتل عائلة سلومون في عملية الطعن التي وقعت في حلميش قبل اسبوعين.
وقبل شهرين تم في بيت صفافا، في القدس الشرقية، ثقب اطارات تسع سيارات فلسطينية، وكتبت الى جانبها شعارات بالعبرية: “بطاقة الثمن” و”كهانا على حق”.

اصابة جندي مستعرب بنيران صديقة في مخيم الدهيشة

كتبت “هآرتس” ان مستعربا من وحدة “دوفدوفان” في الجيش الإسرائيلي اصيب، الليلة قبل الماضية، بجراح متوسطة، في مخيم اللاجئين الدهيشة، جراء تعرضه لنيران صديقة، اطلقها رفاقه خلال قيام الوحدة بعملية هناك.
وحسب الناطق العسكري، فقد قامت القوة العسكرية بإطلاق النار باتجاه مطلوبين فلسطينيين. وخلال الحادث اصيب جندي بجراح متوسطة جراء تعرضه للنيران من قبل رفاقه، وتم نقله الى المستشفى. كما اصيب احد الفلسطينيين بجراح بالغة والاخر بجراح متوسطة.

مقالات

محرض، متحمس وجامح: عرض نتنياهو كان مقدمة لمعركة الانتخابات القادمة.

يكتب يوسي فورتر، في “هآرتس” اننا حصلنا، مساء امس، في حديقة المعارض في تل ابيب، على مقدمة لمعركة الانتخابات القادمة، التي قد تكون اقرب من المتوقع. المركبات الأساسية باتت في الوعاء – هجوم جامح، محرض، متحمس ضد وسائل الاعلام واليسار. وما تبقى الان هو اشعال النار فقط. هذا هو ما فعله رئيس الحكومة المشبوه بالرشوة والخداع، يوم امس، امام الاف المؤيدين المتحمسين، في حدث ترامبي وغير مسبوق في بلادنا، خاصة فيما يتعلق بحزب سلطة. زعيم الحزب الوحيد الذي عقد لنفسه تظاهرة تأييد كهذه كان ارييه درعي، قبل عقدين من الزمن. والجميع يتذكرون كيف انتهت تلك القضية.
نتنياهو كان حذرا من قول ولو كلمة سيئة واحدة عن جهاز تطبيق القانون. انه ليس غبيا. لكن مشاركته في العرض المخجل والنتن الذي شاهدناه، لم يكن مجرد اهانة لذكاء كل انسان طبيعي، وانما تحريض وبصقة في وجه محققي الشرطة والنائب العام للدولة والمستشار القانوني للحكومة.
لقد حاول نتنياهو الظهور بأنه مرتاح، لكنه بث حالة من الضغط. لقد حاول اظهار المرح (كقوله ان “كايا (كلبته) ستستدعى للتحقيق تحت طائلة الانذار”). لكن العرق البارد أطل من ياقة عنقه.
هناك خط متعرج واحد يربط بين انصار الجندي القاتل اليؤور ازاريا، الذين رافقوه امس، في قافلة انتصار الى السجن، وبين رافعي اللافتات مساء امس في قاعة المؤتمرات: الاستهتار العميق والكراهية المتقدة للمؤسسة القضائية، لسلطة القانون، لقيمة المساواة امام القانون ولمصطلح الديموقراطية. ليس مفاجئا ان نتنياهو هو العامل المشترك لهؤلاء واولئك.
حسب قوله فان اليسار ووسائل الاعلام هم “نفس الأمر”، هم الذين يتحملون المسؤولية عن التحقيق ضده. ابيحاي مندلبليت وروني الشيخ وشاي نيتسان بدوا وكأنهم اعضاء مخضرمين في ميرتس وكلهم يتآمرون لإسقاطه، بسبب فشل كل جهودهم لعمل ذلك في صناديق الاقتراع. هدر دم اليسار ووسائل الاعلام الذي سمع في خطاب رئيس الحكومة، امس، سيتسلل بسرعة ايضا الى حلبة مطبقي القانون وحراس البوابة. لن يبقى احد حصينا امام غضب ويأس وفقدان الوعي لدى رئيس الحكومة الذي يواجه ضائقة.
هدف المؤتمر الذي اعده لنتنياهو رئيس الائتلاف الحكومي وكتلة الليكود، دافيد بيتان، كان حرف الحوار العام عن التحقيقات، عن التفاصيل المحرجة والمثيرة للغثيان التي خرجت ولا تزال تخرج بوجبات كبيرة، الى الحلبة السياسية. اليمين مقابل اليسار، هناك كانت يده وستبقى هي العليا. في المدى القصير، لا شك انه نجح. خلال الايام القريبة سيتمحور النقاش العام حول المستوى السياسي فقط، بين اليسار واليمين، بين المعارضة والائتلاف. وكلما ازداد الهجوم عليه، هكذا سيكثف انصاره الصفوف من حوله. ولكن رغم كل هذا الضجيج، فان المحققين لن يرتاحوا في عملهم الهام، وشاهد الملك لن يتراجع عن موافقته على “فتح” فمه ضد نتنياهو، والادلة والتسجيلات ستبقى تتراكم على طاولات المكاتب الصحيحة. وقد يتضح مؤتمر الامس بأنه بوميرانج.
لقد سبق وواجه نتنياهو مثل هذه الاوضاع، بل حتى في المكان نفسه، في حدائق المعارض، عشية انتخابات 1999، عندما تبين له بأن السلطة ستفر من يديه عقد مؤتمرا لأنصاره، ومع ازدياد الضغط عليه بدأ يهدر والجمهور يردد خلفه: “انهم يخـــافـــــون! انهم يخـــافـــــون!” (لم يقصد وسائل الاعلام في حينه). لقد اثار ذلك المشهد قلق الكثيرين من انصاره والذين احجموا عن الوصول الى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات وتسببوا له بهزيمة.

أليس مشبوها في ملف الغواصات بالذات؟

يكتب اوري مسغاف، في “هآرتس” ان كل يوم يمر من دون التحقيق مع بنيامين نتنياهو، تحت طائلة الانذار، كمشبوه رئيسي في قضية الغواصات – السفن، يلقي بظلال كثيفة على معايير قادة النيابة العامة، ابيحاي مندلبليت وشاي نيتسان. الاخفاق يصرخ حتى عنان السماء. من المهم اخراجه من الاعماق بالذات في ضوء فيضان الأسافين والضجيج الخلفي حول “عدة سجائر” و”كأس شاي واحد”، التي لا يتم بسببها “اسقاط رئيس حكومة من منصبه” او “ملاحقة عائلته”. الشبهات الجنائية في ملف الهدايا وقضية منزل رئيس الحكومة خطيرة وترسم صورة رشوة ظاهرا، وخداع بمئات الاف الشواكل، ولكن في قضية الغواصات يجري التحقيق بشبهات فساد بالمليارات والمس الفعلي بأمن الدولة.
لقد ضغط رئيس الحكومة في البداية من اجل شراء ست غواصات من “تيسنكروب”، امام تحفظ الجهاز الامني. وفي المرحلة الثانية قام بتفعيل كل وزنه لشراء ثلاث غواصات من الالمان، وهذه المرة امام المعارضة الواضحة من قبل الجيش ووزارة الامن. لقد اتفقت الحكومة برئاسته مع الالمان على شراء اربع سفن للدفاع عن حقول الغاز، وذلك من خلال الغاء المناقصة التي منحت التفوق لحوض بناء السفن الكوري. وبعد ذلك، طرح نتنياهو مطلب شراء سفينتين مضادتين للغواصات، من شركة “تيسنكروب”.
وقام كاتم اسرار نتنياهو وقريبه، دافيد شمرون، بتمثيل الوكيل الاسرائيلي لشركة “تيسنكروب”، ميكي غانور. وتم اعتقال غانور وشمرون والتحقيق معهما ومع ابرئيل بار يوسيف، مرشح نتنياهو لرئاسة مجلس الامن القومي. لقد قام هؤلاء بتفعيل تدابير لخصخصة صيانة الغواصات والسفن في ميناء حيفا.
وفي الآونة الأخيرة، تم التبليغ، ايضا، بأن حكومة نتنياهو سمحت لألمانيا ببيع غواصات متطورة لمصر – خلافا للمفهوم الاسرائيلي التقليدي بشأن التفوق التكنولوجي. وتم هذا الأمر من وراء ظهر وزير الامن، في حينه، موشيه يعلون، الذي اضطر لتفعيل رسل في المانيا، مثل العقيد احتياط عاموس غلعاد، بل حتى رئيس الدولة رؤوبين ريفلين من اجل فحص الموضوع. يعلون، الذي عارض صفقة الغواصات وتم اقصاؤه من منصبه قبل توقيعها، عرف عنه بأنه شخص مستقيم وغير متحمس. وخلال لقاء اجرته معه شبكة “سي. ان. ان” قال ان نتنياهو فاسد، وليس اقل من ذلك. في هذه الأثناء وقع غانور على اتفاق الشاهد الملكي وروى للمحققين بأن كل ما وعده به شمرون، مثلا شراء ثلاث غواصات، حدث فعلا. كما انه يدعي بأن شمرون كان يفترض ان يربح عشرات ملايين الدولارات لقاء خدماته.
في ضوء هذه الصورة المرعبة، فان السياسة المتواصلة من قبل قادة النيابة تثير الخوف. في تشرين الثاني 2016، حدد المستشار القانوني للحكومة، بأنه “لا توجد شبهات جنائية في قضية الغواصات”. وفي شباط 2017 أمر النائب العام بإجراء تحقيق جنائي، لكنه كلف نفسه التأكيد بشكل استثنائي، بأن “رئيس الحكومة نتنياهو ليس مشبوها في القضية”. وطُلب من الجمهور التصديق، بأن رئيس الحكومة الذي يركز كل الامور بين يديه، والمتشكك بشكل لا مثيل له، لم يعرف شيئا عن أي شيء، وعمل بدوافع موضوعية وبكل براءة، بينما كبار المقربين منه يحركون المرجل. ألهذا الحد تبدو براءته واضحة ومطلقة، لكي لا تتم دعوته للتحقيق وتوضيح الصورة.
قبل اسبوعين، التمس الى المحكمة العليا الناشط الاجتماعي ايبي بنيامين، بواسطة المحامي يوفال يوعاز، طالبا الزام الدولة على التحقيق مع نتنياهو كمشبوه في القضية. وامرت المحكمة العليا المدعى عليهم بالرد حتى مطلع ايلول. المؤسف هو ان المزيد من القرارات والامتناع عن اتخاذ قرارات من قبل قادة النيابة يجري جرها الى المحكمة العليا، لكن يبدو بانه لا مفر من ذلك. قضية الغواصات – السفن حدثت كلها خلال وردية نتنياهو. يجب على مندلبليت ونيتسان ان يتذكرا بأن التعامل المخفف والمدافع ازاء نتنياهو يحدث كله خلال ورديتهما.

“الجدار على حدود غزة سيبنى، سواء مع حرب او من دونها”

تنشر ليلاخ شوفال في “يسرائيل هيوم” تقريرا حول التقدم في بناء العائق الجديد حول قطاع غزة، وتنقل عن قائد المنطقة الجنوبية، الجنرال ايال زمير، قوله امس الاربعاء، “اننا نقوم بالعمل ولا نبقى غير مبالين امام التهديد. لقد وفرنا الحل، ونملك كل الشرعية وكل المبررات المعنوية والأخلاقية. المأزق ينتقل الان الى الجانب الثاني. حماس ستضطر الى اجراء تقييم للأوضاع، الطابة انتقلت اليها. بناء الجدار الخرساني هو سبب مبرر للخروج للحرب. هذا الجدار سيبنى، سواء مع حرب او من دونها”.
ويسود في القيادة الجنوبية الفهم بأن العائق الذي يقام حول قطاع غزة، يمكن ان يجعل حماس تغير السياسة التي اتبعتها خلال السنوات الثلاث السابقة، وتفتح مواجهة مع اسرائيل. وفي ضوء هذا التخوف بعث الجنرال زمير في تصريحاته هذه تهديدا مباشرا واكد ان الجيش يستعد ومستعد للمواجهة مع حماس. وحسب زمير فان “المأزق سيكون لدى حماس، هي التي يجب ان تقرر. بناء الجدار هو محفز على التصعيد المحتمل”.
وبالفعل فان بناء الجدار الخرساني يشهد تسارعا هذه الأيام. وتقوم بالعمل حاليا حوالي عشرة طواقم مختلفة، على امتداد حدود القطاع، خاصة في شماله، في المناطق القريبة من البلدات الحدودية. وفي شهر تشرين الثاني القادم سيصل عدد طواقم العمل الى 40، على ان يتم الانتهاء من العمل خلال سنة ونصف او سنتين. ويجري العمل طوال ساعات النهار، وخلال ستة ايام في الاسبوع، فيما يسود التخوف الكبير في الجهاز الامني من محاولة حماس تحدي الجيش خلال فترة بناء الجدار. وفي ضوء ذلك، تم تعزيز القوات حول مواقع البناء.
ولا شك ان مشروع بناء الجدار مقابل غزة هو مشروع له حجم آخر من حيث الجوانب التكنولوجية والهندسية والعسكرية. في الجيش يعتقدون بأن هذا الجدار سيغير صورة الأوضاع في محيط قطاع غزة، وسيشطر الانفاق الهجومية المتجهة الى اسرائيل ويوفر معلومات حول كل محاولة لاجتيازه تحت الأرض. ومع اقامة هذا العائق، طور الجيش نظرية حرب كاملة لمواجهة التحذيرات التي ستصدر عن هذا الجدار الباطني.
هكذا يجري العمل في بناء هذا الجدار حاليا: بعد تحديد خط البناء وحافتي القناة على عرض 80 سنتيمتر، تقوم حفارات ضخمة بحفر قنوات على عمق عشرات الامتار ومن ثم يتم غمرها بمادة البنتونايت (Bentonite) المعدنية المخلوطة بالماء، بهدف منع انهيار الجدران الداخلية. وبعد الانتهاء من الحفر يتم انزال “قفص مسلح” (قضبان حديد مبنية على شكل قفص) في باطن الأرض. وتوجد في هذه الأقفاص اماكن محددة يتم لاحقا وضع اجهزة الانذار التكنولوجية فيها تحت الأرض. وبعد ذلك يتم صب الباطون الذي يؤدي الى خروج مادة البنتونايت من القناة. وفي حالة اختفاء كمية كبيرة من الباطون فجأة في باطن الارض، يسود الافتراض بأن هناك نفق هجومي غمره الباطون وقطع تواصله باتجاه اسرائيل. وبعد الانتهاء من صب الباطون يتم ادخال اجهزة الانذار التي ستحذر من حفر نفق جديد وتحدد مكانه الدقيق، وعمقه.

عائق في البحر ايضا
بعد بناء العائق الباطني، يتم تركيب جدار “الساعة الرملية” الاستقرائية، كتلك المقامة على الحدود بين اسرائيل ومصر. ويشار الى ان الجيش ينوي لدى وصول الجدار الى شاطئ البحر، مواصلة انشاء عائق في البحر، يشبه كاسر الأمواج. وسيتم فوقه ايضا، تركيب جدار الساعة الرملية، ووسائل اخرى لاكتشاف محاولات التسلل الى الأراضي الاسرائيلية. ومن اجل تنفيذ هذا المشروع، تقام حاليا على طول الحدود مع القطاع ستة مصانع لإنتاج الباطون، بهدف تخفيض تكلفة انتاج الباطون للجدار. وقالوا في الجيش ان الجدار هو الحل للأنفاق الهجومية، ويدعمون قولهم هذا بالتجارب الكثيرة التي اجريت في الآونة الأخيرة في المنطقة. كما يعتمدون على طواقم التفكير “الحمراء” التي حاولت تحدي الجهاز المرة تلو الأخرى. ومع ذلك، فان التوجه المتشدد في الجيش هو انه يمكن اختراق كل عائق، وهذا الأمر يستعد له الجيش.

“حماس مرتدعة ومكبوحة”
يجب التأكيد أنه على جانبي العائق سيقام مسار للسيارات. وسيكون المساران داخل الأراضي الاسرائيلية، علما انه يجري بناء الجدار على مسافة حوالي 250 مترا عن الحدود (باستثناء بعض الاماكن)، داخل الاراضي الاسرائيلية. ووراء الجدار، على مسار الحدود، سيبقى السياج القائم حاليا. وسيتم قريبا تركيب منظومة “يرى، يطلق النار” التي تتيح اطلاق النار باتجاه غزة من غرفة الحرب، بالقرب من العائق – ليس على الجدار بالذات. وستوفر هذه المنظومة طبقة دفاعية اخرى في حال جرت محاولة لاجتياز السياج الحدودي. ورغم التخوف من التصعيد في اعقاب بناء العائق، الا انه لا خلاف في الجيش على ان بناء العائق هو مسألة مشروعة ويجري كله على الأراضي السيادية الاسرائيلية. ويسود التقدير في الجيش بأن حركة حماس مرتدعة ومكبوحة وليست معنية بالمواجهة، بل تبذل كل ما تستطيع من اجل منع الاشتعال. والدليل على ذلك انه تم خلال الاشهر الاخيرة إطلاق قذائف معدودة فقط باتجاه اسرائيل من قبل تنظيمات جامحة. صحيح ان الجيش يسارع الى اتهام حماس بصفته السيادة في القطاع ومهاجمة اهداف تابعة لها، لكن حماس تعمل عمليا ضد تلك التنظيمات وتنفذ اعتقالات بعد كل اطلاق للنار على اسرائيل.
ويقول الجنرال زمير: “يوجد ردع وحماس تبذل كل شيء الآن للامتناع عن التصعيد، لكنها تواصل الانشغال في بناء قوتها وتضخيمها. ومع ذلك فان تقييم الاوضاع يمكن ان يتغير في كل لحظة، لألف سبب. القيادة الجنوبية تعمل على صيانة الهدوء وتعزيز الردع ولكي يتوفر لنا الوقت المطلوب لبناء قدراتنا”.
واكد قائد المنطقة الجنوبية جاهزية الجيش للمواجهة، بل ارسل تهديدات الى حماس التي تختبئ وراء الجمهور المدني، وقال: “الجهد الاساسي الذي تبذله القيادة الجنوبية هو تحسين الجاهزية للحرب ولمعركة اخرى، من خلال الفهم بأن هذا القطاع مشحونا. التحدي الكبير امامنا هو المناطق المأهولة والانفاق والجمهور المدني. نحن سنستعد لذلك وندرب القوات وفقا لذلك”.

انفاق تحت البيوت
كجزء من الاستعدادات التي يقوم بها الجيش للمواجهة المحتملة في قطاع غزة، تبذل القيادة الجنوبية الجهود لكشف نشاطات حماس التي تنفذ من بين صفوف المدنيين. ونشر الجيش صباح خرائط تظهر فيها بنايات بريئة نسبيا، يقيم فيها مدنيون مع عائلاتهم، لكنه تقوم تحتها انفاق ارهابية.
وقال الجنرال زمير: “حماس تستخدم الجمهور المدني وتستعد في المناطق المأهولة من خلال الفهم بأننا لن نصيب الجمهور المدني، لأن هذا سيمس بشرعيتنا ويخدمها. رسالتنا الاساسية هي ان لدينا استخبارات. وكل من يسكن هذه البيوت يعرض حياته للخطر. حماس التي بنت هذه المنشآت، تستخدم مواطنيها وتهدد حياتهم. سيتم مهاجمة البنى التحتية بطرق مختلفة. ونحن سنقرر كيف نهاجمها. كل من يتواجد في بناية ويعرف انه يقوم تحتها نفق يعرض حياته وحياة اسرته للخطر. المسؤولية تقع على حماس. نحن ننوي تحويل البنى التحتية لحماس الى مصيدة موت. هذه الاهداف مشروعة من ناحية عسكرية. اذا اعتقدت حماس انها ستحصل على الحصانة في البيئة المدنية فإنها مخطئة”.

عبدالله ضخ الدواء لأبي مازن

يكتب د. رؤوبين باركو، في “يسرائيل هيوم” ان الاسرائيليين يتخبطون في مسألة ما الذي جعل الملك عبدالله يزور رام الله بعد غياب سنين عن الضفة. هناك من يبررون الزيارة بإعلان ابو مازن عن وقف التنسيق الأمني مع اسرائيل، الأمر الذي منع سفره الى عمان وادى الى حضور الملك، بينما تدعي جهات اخرى انه على الرغم من وقف التنسيق الا ان اسرائيل لم تمنع خروج ابو مازن، وانه بقي في رام الله بسبب مرضه.
ويتضح ان الازمة في جبل الهيكل (الحرم) ودور الأردن في ترتيبها – على حساب الفلسطينيين – الى جانب تحرير حارس السفارة الاسرائيلية بدون محاكمة، تتواجد في اساس توقيت الزيارة الخاصة، وان الملك والرئيس ينقلان رسالة تنسيق مشترك ضد اسرائيل الى الامريكيين، ايضا، لأن اسرائيل، حسب ما يدعيانه، عملت من دون اخذ رغباتهما في الاعتبار.
المحلل عدنان ابو عامر يشرح بأن زيارة الملك لدى ابو مازن المريض هي محاولة لتدعيم مبادرة اردنية كمخرج للأزمتين في الاقصى والسفارة الاسرائيلية في عمان، وأيضا كتدعيم للسلطة الفلسطينية. وحسب اقواله فان هدف الزيارة هو اعادة بناء شعبية الملك. وان اللقاء سعى الى كبح غضب الجمهور الاردني بسبب قضية الحارس، من خلال ترسيخ التنسيق مع الفلسطينيين.
وادعى المحلل اكرم طعان ان اساس الزيارة في رام الله هو احتجاجي، في ضوء التلاعب و”الخداع الاسرائيلي” الذي احرج الملك في بؤرتي الأزمة. ويعتقد المحلل د. ابراهيم ابراش، ان زيارة الملك نبعت بالذات من قلقه على استمرارية حكم السلطة الفلسطينية، في ضوء مرض ابو مازن ورغبة الأردن بالمشاركة في اختيار خليفته.
في لقاء مع قناة الميادين (حزب الله)، نفى عضو الاخوان المسلمين الاردني، من اصل بدوي، ليث شبيلات، وجود دور للملك في حل ازمة الاقصى. وقال ان الفلسطينيين في القدس هم الذين حققوا “الانتصار”. ووجه المحلل ضربات لا تعرف الرحمة الى الملك بسبب الفساد الشخصي في المملكة المتفككة واتهمه بفقدان السيطرة، وبتركيز المسؤوليات الفاشل، والخنوع والوطوء في خدمة الولايات المتحدة واسرائيل ودول الخليج، وتطبيق خطة تحويل الاردن الى وطن بديل للفلسطينيين.
بالإضافة الى ذلك، عرض شبيلات الملك عبدالله كمن ضحى بالقضية الفلسطينية واللاجئين، وتخلى عن القدس. واشار الى عبدالله كضعيف وكحالة مؤقتة في الأردن امام البدو “المخضرمين”، واستعرض سلسلة “الاهانات” التي تلقاها من نتنياهو والتي الحقت الضرر بالشعب الأردني. وبمصطلحات اسلامية وصف بشكل غير مباشر، الملك عبدالله بـ”الملك الظالم” الذي يمكن الاطاحة به. هذه اللهجة المتشددة لشبيلات، الذي يدعم الارهاب الفلسطيني وحماس، تعمل، عمليا، من اجل منع التأثير الاقتصادي والسياسي المتزايد للفلسطينيين في الأردن، وتعكس تخوف البدو الذين تضعف قوتهم امامهم.
التقارير الواردة من الأردن تشير الى اجراءات الأسلمة التي تمر بها القبائل البدوية، التي تفقد الولاء التقليدي كداعم للسلالة الملكية. ومرة اخرى، وكما في “الربيع العربي” اسهمت الجزيرة في الجهود الإسلامية لإسقاط الملك من خلال تضخيم “اخفاقات المملكة” حسب قائمة “الأخطار” التي طرحها شبيلات.
الأردنيون في الفخ، وزيارة الملك عبدالله الى رام الله، تشبه السير على حبل رفيع. ولأنهم لا يريدون للأردن ان يتحول الى موطن بديل للفلسطينيين – فانهم يوفرون “الدواء” لابي مازن. ولأن مصلحة الفلسطينيين في الأردن هي الحفاظ على المملكة في وضعها القائم، ربما يزداد سعي الأردن الى الاستعانة بالمسند الفلسطيني البديل.
على غرار أبو مازن، يشخص الملك، أيضا، توجه الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع اسرائيل على حساب القضية الفلسطينية. وفي ضوء البيئة العاصفة، هدف اللقاء بين الاثنين الى تخفيف الصدمة وخلق مرساة مؤقتة تلائمهما، خاصة وان اسرائيل هي “جناح آمن”.
كل ما تبقى الان هو صد انقلاب اسلامي يمكن ان يسبب فقدان المملكة الأردنية. ربما يتبنى مسار التعاون الأردني – الفلسطيني هذا نموذج المملكة البريطانية، أي تاج اردني وحكم فلسطيني، على طريق الحل السياسي المتوخى.

بيبي عاد الى الشرفة

يكتب ناحوم برنياع في “يديعوت احرونوت” انه يجب قول الحقيقة، رغم ان الكثيرين سيردون بغضب: بيبي عاد الى الشرفة. وكما في ذلك الوقت، في تشرين اول 1995، في ساحة صهيون في القدس. تلويح الأيدي نفسه، ونفس الاتهامات الجارفة، والكاذبة ازاء اعداء وهميين، شياطين؛ نفس الديماغوجية، نفس التحريض، ونفس الإيماءات والابتسامات القسرية؛ نفس السخرية، ونفس الألاعيب.
في حينه كان الجمهور في القدس متحمسا. لقد اعتبر اتفاق اوسلو بمثابة خيانة للدولة. رجال كهانا الذين رفعوا عاليا الصورة المزيفة لرابين بملابس الاس اس النازي، حظوا بالابتسامات والربت على الاكتاف. كان يمكن قطع الاجواء بواسطة سكين.
اما الجمهور في القاعة 1 في حدائق المعارض، امس، فقد كان مختلفا. غالبيته يرتبط، بهذا الشكل او ذاك، مع الجهاز الذي يسيطر عليه الليكود – اعضاء مركز، اعضاء مجالس محلية وبلديات، تعيينات سياسية في المكاتب الحكومية والرسمية، مقاولون يعيشون بفضل عقود عمل مع السلطات المحلية ومكاتب الحكومة. كل ما يمكن وتعرف السلطة تقديمه.
“شعب اسرائيل”، قال لي احدهم، وكان محقا. كان هناك في الأساس، رجال في الاربعينيات من العمر وما فوق، ولكن ليس هم وحدهم. كان هناك جمهور من المتدينين والعلمانيين، من الشرقيين والغربيين، سكان المركز والبلدات الطرفية، وعدد غير قليل من النساء. بل كان هناك عدد من مثليي الجنس. وقد ارتفع علمان من اعلامهم بفخر الى جانب اعلام اسرائيل، دون أن يحتج احد، ولا حتى المتدينين الذين تواجدوا في القاعة.
قسم كبير من هذا الجمهور ينظر فعلا بتقدير كبير الى نتنياهو. انهم يحبونه ويحبون زوجته. بعد الحدث – الذي انتهى بأداء النشيد القومي، هتكفا، ونشيد الانتخابات الخاص بحزب الليكود- نزل نتنياهو الى الجمهور. هناك اناس بكوا عندما توجه اليهم، ناشدوه التقاط صورة سيلفي معهم، وصورة سيلفي مع سارة. احدى المساعدات قالت لي بعد ذلك انه كان بالنسبة لهم مثل جاستين بوبر بالنسبة لبنات 12 عاما. الى هذا الحد.
لكن آخرين سارعوا للخروج من القاعة. لقد اقتبس نتنياهو في خطابه كلمات قالها له امس “واحد منكم”. “انهم لا يريدون اسقاطك. يريدون اسقاطنا جميعا.. جميعنا”. هذه الكلمات سقطت على آذان صاغية. لكل واحد منهم هناك ما سيخسره اذا فقد الليكود السلطة. هذا سيفقد الوظيفة، وذاك سيفقد الرزق، وثالث سيفقد العلاقات. كلهم سيتخوفون بحق على مصير الدولة اذا اصبحت تحت سلطة حزب آخر.
نتنياهو لم يقل لهم الحقيقة عندما وصف التحقيقات ضده كمؤامرة من عدو مجهول (وسائل الاعلام؟ اليسار؟) لاستبدال السلطة. من سيحقق في ملفات نتنياهو هو القائد العام للشرطة الذي قام هو بتعيينه. الشخص الذي اصيب بالجنون فقط سينسب الى روني الشيخ اراء يسارية. من يتخذ القرارات في الملفات هو المستشار القانوني للحكومة الذي قام هو بتعيينه، شخص عمل معه كسكرتير للحكومة. من ينسب الى مندلبليت آراء يسارية يعيش في فيلم. تأثير وسائل الاعلام على قراراتهم اقل من تأثير وسائل الاعلام على قرارات نتنياهو.
ليس اليسار، الذي ينازع بهدوء، وليست وسائل الاعلام هي التي تقلقه. مندلبليت والشيخ والمحققين هم الذين يقلقونه. اليهم يوجه سهامه. انه يقول لهم انكم لن تتجرؤون على المس بي، لأن الشعب معي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version