المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

وهم الانفراجات.. ضلالات تُبّاع في سوق دحلان والمشهراوي

في الشهر الماضي ضجّت وسائل الإعلام المقربة من القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، بتصريحات نُسبت له وانتشرت على نطاق واسع، حيث قال فيها: “إنه توصل لاتفاق واضح مع حركة حماس، لحل أزمات قطاع غزة”.

ووفقًا لما نشرته وكالات دحلان، فقد أكد خلال مقابلته مع وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية، أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى فتح سريع للحدود ما بين مصر وقطاع غزة، بهدف التخفيف من كثير من الأعباء وعلى رأسها انقطاع التيار الكهربائي.

وكشف دحلان خلال المقابلة آنذاك، أنه يتوقع فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة، بصورة أفضل بحلول شهر (أغسطس)، وأنه يجري الآن العمل على تأمين نحو 100 مليون دولار لتمويل محطة الكهرباء، لحل أزمة القطاع.

وعودات ملونة، وأحلام وردية، ومستقبل أفضل، وشمس مشرقة تنثر الحياة في أرجاء قطاع غزة، هذا ما رسمته لوحة محمد دحلان لأهالي القطاع.

فمنذ أشهر، والمواطن الغزي يضع يده على خده، منتظرًا الفرج القريب الذي مهّد له القيادي المفصول دحلان، فالمتغير الوحيد الذي يعتبره دحلان الإنجاز الأضخم، هو أنه سمى تياره بالتيار الإصلاحي تارة، وساحة غزة تارة أخرى، وكأن الاسم هو من يُسمن ويسد رمق المواطن الغزّي الموعود بحياة البزخ التي وعد بها دحلان وسميره المشهراوي.

منذ عودة دحلان إلى المشهد السياسي، بعد لقاء ذراعه الأيمن سمير المشهراوي، بوفد حركة حماس، في شهر حزيران الماضي، بالعاصمة المصرية القاهرة، والوضع يزداد سوءًا، فمعبر رفح لم تحدث عليه “انفراجات” تُذكر، ووضع الكهرباء انتقل من جدول الساعات الست إلى الجدول “غير المفهوم”، بل الأزمات الإنسانية الناجمة عن الحصار تتفاقم يومًا بعد يوم، فيما يواصل دحلان إرسال الوعودات، وكأنه يريد جعل قطاع غزة، سنغافورة جديدة بضربة “أبرا كدبرا”، متناسيًا بأن الشعب به من الوجع ما تنوء به العصبة أولو القوة.

غرّد دحلان في 11 حزيران على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا: ” طريق العناد والثبات علي الحق شائكٌ ووعر.. غزة امتحنها التاريخ.. وحاضرها يشهد.. ومستقبلها يحمل البشارة لأهلها الطيبين المخلصين”، يبدو بأن دحلان خانه التعبير بخصوص البشائر المزعومة، لأنه بعدها حلّت كوارث على القطاع لا علاقة لها بالبشائر.

وفي13 حزيران الماضي، خرج المشهراوي بعد لقائه بمسؤول حماس بقطاع غزة، يحيى السنوار، بيوم واحد، ليقول التالي: “التقينا وعقدنا عدة اجتماعات مع حركة حماس، وكانت الجلسة الأخيرة، تلخيص لمجموعة من التفاهمات، وستكشف الأيام القادمة رداً على بعض المشككين عن أنه حصل هناك تفاهمات وأننا التقينا قيادة حماس وأننا وضعنا تفاهمات مبدئية تلامس معاناة الناس، وتلامس حل مشاكل الناس، أفكار ومقترحات بالتأكيد ستصبح موضع التنفيذ فى القريب العاجل”، هذا ما قاله المشهراوي تحديدًا، فيما يبدو أنه مجرد كلام يطلق في الهواء ليخترق آذان الناس الذين لا حول لهم ولا قوة.

المشهراوي استمر بالقول: “نحن تحدثنا مع وفد حركة حماس، عن ملفات شائكة وعن حجم معاناة هائلة يعاني منها الشعب الفلسطيني لاسيما فى قطاع غزة منها الكهرباء، والمعبر، والمساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، وكم هائل من الملفات التي طرقناها من أجل أن نضع لها حلاً واتفقنا علي أن نبدأ بالمشكلة الكبري التي تلامس مشاعرنا جميعاً وهو ملف الدم ملف الضحايا الذين فقدناهم، وبالتالي تم الاتفاق علي وجود مباشرة لهذا الملف من خلال لجنة وصندوق سيرصد به مبالغ معينة حتي تبدأ هذه اللجنة عملها لتضميد الجراح”.

الأغرب من كل ذلك، هو تملّص بعض الأشخاص والقيادات والكُتاب المحسوبين على دحلان، من بشائرهم التي أطلقوا لها العنان آنذاك، حيث صوروه للناس كأنه صلاح الدين الأيوبي الذي سيفتح المعبر، ثم يشبك خطوط الكهرباء المعطلّة، ويُنشئ محطة كهرباء جديدة، ثم يتحول إلى بناء البيوت المدمرة، ويدفع الديّات للأسر التي قُتل أبناؤها خلال أحداث الانقسام، حيث بدأ مرجفو المدينة بتحميله مسؤولية الكذب الذي ساقه هو وهم، على المواطنين المهمومين، وحتى إن البعض من مسؤولي تياره، تواروا عن الأنظار من سوء ما بشرّهم به محمد دحلان، لاسيما وأن الأخير وضعهم في وجه المدفع.

يستمر زيف وعودات دحلان، فعلى لسان الكاتب فايز أبو شمالة الذي قال إبان اتفاق دحلان مع حماس: “حين تحمل حقيبتك على كتفك، وتسافر بعد عدة أيام عبر معبر رفح، بكل سهولة ويسر، تذكر بأنني أول من بشرك بفتح المعبر على مدار الساعة”، ليقول أبو شمالة ذاته اليوم: “إذا لم يفتح معبر رفح؛ فهل تقع الملامة عليّ: دحلان الذي وعد، أم على حماس التي صدقت؟”.

وأول أمس قال اللواء المصري محمد خلف مخاطباً القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان: “في المشمش يفتح معبر رفح بشكل دائم” معقباً على تصريحاته الأخيرة ووعوداته لقطاع غزة بانفراجات كثيرة على رأسها فتح المعبر بشكل دائم.

وشدد اللواء خلف في لقاء متلفز له عبر قناة صدى البلد المصرية، على أن معبر رفح من الجانب المصري يقع تحت السيادة المصرية الكاملة، ولا يتحكم به إلا مصر في الدخول الخروج ورفع العلم، مضيفاً: ” ليتحدث من يريد أن يتحدث.. في المشمش.. روحوا العبوا بعيد”.

إلى ذلك، قال أحد أعضاء لجنة التكافل عصام أبو دقة لـ”دنيا الوطن” في وقت سابق: إن السلطات المصرية، ستعيد فتح المعبر وفق الظروف المتاحة على (فترات متقطعة)، كون أن المعبر في وضع التجهيز والوضع الأمني غير مستقر.

واليوم، كان التصريح الذي قصم ظهر البعير، حيث أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل، في مقابلة لقناة الأقصى الفضائية، أن المخابرات المصرية قالت لوفد التكافل: إن معبر رفح (لن يفتح بشكل كامل؛ إلا بعد حدوث أمن كامل في سيناء)، وأنه بعد حوارات جانبية، أقروا بفتح متقطع للمعبر على (فترات متقاربة) عقب انتهاء أعمال الترميم”.

دنيا الوطن

Exit mobile version