خيم الصمت في أرجاء المعموره ، و بات السؤال الملح : من هو خليفة ياسر عرفات ، البعض اعتقد ان العشوائية و الفوضى هي الخيار حيث لا بديل لياسر عرفات كرئيس للشعب المحتل ، و البعض الآخر ظن أن فتح قد إنتهت بإستشهاد مؤسسها و زعيمها ، حتى جاء اليقين على قاعدة : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، و من كان يعبد الله فالله حي لا يموت ، مات عرفات و لم يمت الوطن الذي ضحى لأجله هو و عشرات آلاف الشهداء و الأسرى و اللاجئين و الجرحى ، في ثورة مستمره حتى النصر أو النصر ، جاء اليقين بأن الشعب يقول كلمته بإنتخابات نزيهة يفوز فيها من يفوز ، و جرت الانتخابات و كانت نتيجتها أبو مازن رئيسا ، ذاك الرجل الذي انتقده البعض و رفضوه كخليفة لياسر عرفات ، و يظن ذات البعض أن سيناريو اليوم كالتالي : ” الهدف الصهيوني هو إنهاء أبو مازن كما تم إنهاء عرفات ، و البديل عنه هو دحلان ، و كما هو دحلان مرفوض الآن كخليفة لأبو مازن فسيتم الترحيب فيه من قبل أشد خصومه و منتقديه بل و المشهرين به ، تماما كما حصل مع محمود عباس ” .
و هنا بات من الضروري قول ما يلي :
أولا : بعد إستشهاد الرمز ياسر عرفات إختار الشعب رئيسه بإنتخابات ديمقراطيه دون أن يفرض عليه كائن من يكون أي خيار .
ثانيا : الرئيس أبو مازن كان من أبرز قادة فتح الشرعيين ، دحلان مفصول من حركة فتح ، و مصير كل مفصول أو منشق هو الإندثار مهما ظن نفسه خارقا أو صاحب نفوذ و مال .
ثالثا : قاتل أبيه لا يرث ، و هنا لا أتحدث عن قضية إغتيال الرئيس عرفات ، بل عن مؤامرة دحلان ضد الرئيس الحالي ” أبو مازن ” ، و محاولاته لتصفية الرئيس سياسيا في دول المنطقه .
رابعا : لا ينكر أحد أن دحلان يتمتع بكاريزما فولاذيه ، لكن تحالف دحلان – حماس كان القشه التي قسمت ظهر البعير ، البعير الحمساوي و الدحلاني في آن ، فكلاهما كان يرى في الآخر مقتله ، نعم .. ليس هناك في السياسة حليف دائم و لا عدو دائم ، لكن هناك لعنة تطارد كل كذاب أشر .
خامسا : للثعالب السياسيه : عليكم التمعن جيدا ، ترحل الشخوص و يبقى الوطن و قضيته العادله ، ترحل الشخوص و نذكر منها من صان عهد الثوار و نسقط من ذاكرتنا كل عابر بلا ضمير ، أبو مازن تماما كياسر عرفات ، لم يفرط و لم يخن ، أكمل الدرب و حقق بدهائه الدبلوماسي إنجازات وطنيه جعلت جذور فلسطين ممتدة في كل العالم ، و ذات الكلمات التي هوجم بها عرفات يهاجم بها أبو مازن الآن .
سادسا : نختلف مع الأخ الرئيس أبو مازن في بعض الأمور ، و الإختلاف ظاهره صحيه مطلوبه ، و النقد الإيجابي البناء أيضا مطلوب ، نختلف معه و لكن لا نختلف عليه .
الفلسطيني وحيد في معركته ضد إحتلال طال ظلمه ، تزول المناصب و المكاسب و التكتلات في حضرة الوطن ، علينا أن نتوحد كشعب خلف قيادة الرئيس أبو مازن الى حين اجراء الانتخابات الرئاسيه و التشريعيه ، ليقول الشعب كلمته في انتخابات يشهد لها العالم أنها خالية من التزوير ، إجراء الإنتخابات يحتاج للوحده حتى يكون عندنا مجلس تشريعي فعال يكافح الفساد و يراقب أداء أي حكومه ، في سلطة تحتضنها منظمة التحرير الفلسطينيه و يشرف عليها المجلس الوطني ، حتى تكون جبهتنا الداخليه قويه ، حينها نتمكن من مواجهة عدونا الرئيسي : الإحتلال و إستيطانه .. نواجهه بجسد واحد .. فلسطيني ، و حينها لن تلعننا الأجيال القادمه .