عين الحلوة لم يلغ مكتسبات سابقة

بقلم: سعدات بهجت عمر

احداث عين الحلوة مرت في منهجين. منهج تكتيكي يرى في واقع عين الحلوة مدخﻻ الى التغيير في بنية النظام اﻻجتماعي. مرحلة التعرف الوضعي التخريبي على الواقع اللبناني. فيرى المسألة اﻻجتماعية في اﻻساس ويتعامل مع المخبمات الفلسطينية بذهنية مطلبية تشكل قاعدة للتشهير السياسي واﻻجرامي، وهو منهج عدد الجماعات المتأسلمة التي اتاح لها اتساعها التنظيمي في الوطن العربي والجوار وعمرها السياسي والمالي ان تفرض هذا المنهج بالتهديد والوعيد بالقتل للترغيب، والتي تغاير طبيعة المسألة اﻻجتماعية الفلسطينية في الرؤية والتحليل واﻻلتزام لممارسة القمع والسرقة.
ومنهج استراتيجي يرى الخصوصية الفلسطينية داخل اﻻطار اﻻخوي اللبناني – الفلسطيني، ويرى المسألة اﻻجتماعية رغم تفاوتها موصولة بالمسألة الوطنية للثورة على العدو الإسرائيلي ﻹحقاق الحق، وهو منهج حركة فتح و م. ت. ف المستقطبة بالثورة الفلسطينية المعاصرة من موقع اﻻلتزام الفلسطيني المستقل الواثق بالممارسة الصحيحة والصادقة في حدود القدرة واﻻمكان.

بين هذين الصوتين هناك سؤال ما يجري في عين الحلوة. هل هو مفصول في مأساة؟ ام انه مراحل مخطط صهيوني امبريالي في معركة، ومعركة طويلة جدا…طبعا الى اجل مسمى. على التقدير التكتيكي ﻻ بد من الدخول من عين الحلوة في مرحلة جديدة من مصادرة الناس وعقولهم وآرائهم ولو بالمجازر المنظمة، واغتيال ملثم…ومثلم… للوجع واﻻنين المقصودين.

وعلى التقدبر اﻻستراتيجي ﻻ بد من اﻻعداد والمواجهة والتصدي. قرار اﻻجماع الفلسطيني يخول حركة فتح كما هو دائما ( سابقا وﻻحقا ) التصدي. موقف جماهير مخيم عين الحلوة وهذا ينطبق على معظم ساكني مخيمات العودة فهو عمقا للمعركة الكبرى…والمعركة ضد مرتزقة تكفبريين ارتهنوا للعدو “اﻻسرائيلي”اصبحت مجرد عناصر قاتلة في لوحة المأساة الفلسطينية. هنا اسارع الى القول بأن جماهيرنا الفلسطينية في كل المخيمات اينما وجدت قد اثبتت ان انتماءها الفلسطيني اكثر ثباتا وعمقا، وهي تحت وطأة الزمن الخطأ تبقى هذه الجماهير مع اول انتصار مهما كان حجمه تستعيد عافيتها الثورية، ومع اي صمود وحدوي ( وحدة القوات المشتركة وقوات الأمن الوطني الفلسطيني تعود جماهير عين الحلوة ) وكل مخيمات العودة الى اصالتها والتزامها اكثر تموهجا وصبرا على العطاء.

هذه بالفعل بعضا من دروس معركة الحفاظ على الوجود الفلسطيني لقلع الخطأ الفادح القاتل من حي الطيرة وبعض الزواريب حتى خارج خاصرة عين الحلوة قد قطع بنجاح مرحلته الراهنة على حساب فلسطين وثورتها وسلطتها الوطنية…ووحدة لبنان.

هذه هي قناعة الجماهبر الفلسطينية في كل مخيمات العودة التي عاشت المعركة بالعين واﻻذن واﻻعصاب والحس النضالي على عكس المنظرين المكتتبين الذين ﻻ يروا سوى القتلة والمجرمين خدم العدو الصهيوني في البدء والمنتهى.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version