أمل جديد بالسلام المستحق

بقلم: يحيى رباح

لقاء الرئيس أبو مازن في رام الله يوم الخميس الماضي، مع الوفد الأميركي رفيع المستوى برئاسة جارد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومبعوثه إلى سلام الشرق الأوسط، أعطى جرعة أمل جديدة بقرب طرح المبادرة الأميركية، التي يسميها الرئيس ترامب نفسه بالصفقة، فقد أظهر الرئيس محمود عباس جاهزية عالية المستوى للتعامل الجاد مع جهود الرئيس ترامب، على أساس المرجعيات الجديدة وأهمها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وعلى أساس حل الدولتين بما له من إجماع دولي، وأن تكون الوسيلة- وهي المفاوضات المباشرة- تحت سقف زمني محدد، وليست مفاوضات دون تحديد سقف زمني، كما قال شامير رئيس الوزراء الأسبق ذات يوم بأنه على استعداد لأن يفاوض على امتداد مئة سنة!!!.
وهذه الجرعة من الأمل أكدها كوشنر الذي أكد أن الرئيس ترامب مصمم على مواصلة جهوده، وواثق من أن هذه الجهود قادرة على النجاح في تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
والحقيقة أن هذه الزيارة الجديدة للوفد الأميركي الى رام الله، واللقاء مع الرئيس أبو مازن، قد تم الاستعداد الفلسطيني والعربي لها بشكل ممتاز، فقد كان اللقاء الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين الذي أكد على وحدة الرؤى ووحدة الموقف، وكان هناك متابعة عربية بعد اللقاء مع الوفد الأميركي مباشرة من جانب ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان، واتصال آخر من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع الرئيس عباس الذي يستعد يوم الأحد لعقد القمة التركية الفلسطينية مع نظيره التركي أردوغان، وهذا معناه أن الجانب الفلسطيني يبذل كل الجهود الممكنة للتأهل بكافة أشكال الكفاءة للمرحلة القادمة، وأنه يعمق معطيات التنسيق مع كل الأطراف العرب والمسلمين، وأن يظهر العزم والنية على أنه مستعد تماماَ لاستحقاقات السلام المنشود.
و فتح الحوار بأوسع مدى من أجل عقد جلسة جديدة للمجلس الوطني يصب داخل هذا الهدف، لأن الإطارات الوطنية يجب تفعيلها وحضورها القوي في هذا السياق، بغض النظر عن المحاولات البائسة للتشويش على خط الاتجاه العام، بينما الجانب الإسرائيلي تتداخل ملفاته الداخلية والخارجية بارتباك واضح وربما مقصود على صعيد خلق منافذ للهرب من الاستحقاقات، ربما الهرب إلى حرب وانفعالات جديدة، ربما انتخابات مبكرة، ربما مبالغة أكبر في طرح ملف الاستيطان غير الشرعي، أو استدراج حروب دينية، المهم محاولات لحرق الوقت سدى ولو في مغامرات خطيرة، لكن أهلية الجانب الفلسطيني وجاهزيته العالية للعمل بجدية مع جهود الرئيس ترامب وتنسيق عالي المستوى مع الأشقاء العرب والمسلمين والأسرة الدولية هو الأكثر ثباتاً والأكثر مصداقية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version