حديث القدس: الشعب الفلسطيني بأسره مستهدف

ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس ، عن أن وزارة الداخلية أقدمت على سحب جنسية الآلاف من المواطنين العرب في النقب ، مما يمنعهم من المشاركة في الانتخابات العامة ويحد من حرية تنقلهم إضافة إلى تداعيات أخرى ، يعني أن هذه الحكومة اليمينية الإسرائيلية تشن حربا شاملة ضد المواطنين الفلسطينيين سواء تواجدوا في النقب أو الجليل أو المثلث أو في الضفة الغربية وقطاع غزة ، أو في الشتات الفلسطيني ، عدا عن التنكيل المبرمج الذي يتعرّض له المواطنون في النقب منذ فترة طويلة، سواءً عدم الاعتراف بقراهم وأماكن تجمعهم أو محاولات اقتلاعهم من أراضيهم وأماكن سكناهم لإقامة تجمعات يهودية عليها.
إن ما يجب أن يقال هنا إنه في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن تحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي تبذل هذه الحكومة الإسرائيلية المتشددة كل ما بوسعها من أجل تقويض أي أمل بواقع أفضل في هذه المنطقة من العالم ، لتثبت أنها مناهضة للعدل والحق والسلام على الرغم من الشعارات التضليلية التي يتشدق بها مسؤولوها أمام العالم أجمع.
المواطنون العرب في النقب، هم فلسطينيون يعيشون على أراضيهم منذ ما قبل قيام إسرائيل ولا يحق لكائن من كان اقتلاعهم من هذه الأرض ولا المس بحقوقهم النابعة من الانتماء إليها. ولهذا فإن إقدام السلطات الإسرائيلية على التنكيل بهم والمس بحقوقهم إنما يعني أنها ليس فقط تمعن في انتهاج سياسة تمييز عنصري بين المواطنين العرب واليهود ، وإنما أيضا تمعن في المس بالشعب الفلسطيني أينما كان، حتى لو وُجِد على هذه الأرض قبل إسرائيل .
هذا الاستهداف الإسرائيلي يشمل أيضا مواطني الجليل والمثلث إضافة إلى النقب ويأتي تحت شعارات وذرائع واهية ، ولكن الحقيقة الواضحة للجميع هي تخوّف إسرائيل مما تسميه بالعامل الديموغرافي وحرص قادتها على الحفاظ على ما يسمونه يهودية إسرائيل مع كل ما يعنيه ذلك من المس بحقوق المواطنين العرب وتناقضه مع القوانين الدولية التي تحظر مختلف أشكال التمييز العنصري .
وبالطبع فإن الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع في الضفة الغربية وقطاع غزة يتعرض أيضا لنفس النهج العنصري ، عدا عن حرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته على ترابه الوطني
وضمن هذا السياق ، تأتي سياسات مصادرات الأراضي وهدم المنازل وتكثيف الاستيطان وتقييد حريات الفلسطينيين أينما كانوا عبر وسائل وطرق مختلفة سواء سحب الجنسية من المواطنين العرب داخل إسرائيل أو سحب الهويات الزرقاء من المواطنين المقدسيين أو التضييق على هؤلاء المواطنين لمغادرة أماكن سكناهم إلى مناطق أخرى بعد حرمانهم من حق الإقامة في القدس .
وفي المحصلة، فإن هذه الممارسات الإسرائيلية المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني إنما تدفع باتجاه المزيد من التوتر وتعميق الكراهية وصولاً إلى حافة الانفجار، بعد أن سدت إسرائيل بمواقفها وممارساتها الطريق أمام أي أمل بواقع أفضل ، واقع المساواة والاستقرار والأمن للجميع وواقع الحل الذي تبنته الشرعية الدولية لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version