المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الخير، والشر، والفتنة!

بقلم: سعدات بهجت عمر

“اسرائيل” بمفهومها الصهيوني جرثومة شر وفساد تتقن فنون الخداع واﻻحتيال والغش، وهي تعتمده اساسا في تنفيذ مآربها على الغدر والخيانة، وتجسد كل ما هو قبيح وسيء وﻻ اخﻻقي من الكره والحقد واﻷلم لتوقع الخراب والدمار بكل معانيهما في المجتمع الفلسطيني اينما حل وكان، وما آل اليه شعبنا الفلسطيني في عين الحلوة من قتل ودمار وتشريد على ايدي زمرها المتأسلمة ﻷكبر شاهد ما زال ماثﻻ امام اعيننا، ونحن ندرك تماما ان الطيب الكريم الشجاع من ابطال فتح احياء وشهداء ﻻ بد أن ينالوا تكريما جزاء طيبتهم واخﻻقهم الثورية الحميدة. اما اﻻشرار الذين عاثوا فسادا وخرابا في مخيم عين الحلوة فإنهم ﻻ بد وان يعاقبوا عقابا صارما عما اقترفوه، وان يختفوا من الحياة، وهذا يأتي في حقيقة الأمر من ان الشر امر يلقي انتباها كبيرا، وتركيزا شديدا يتناسب دوره الذي يلعبه في حياة المجتمع ويؤثر به على عﻻقات الفرد بغيره من ناحية، وبالمجتمع من ناحية أخرى.

ان القيادة الفلسطينية الشرعية تؤمن ايمانا عميقا بوجود الشر مثله في غزة كمثله في عين الحلوة اﻵن من قوله تعالى في سورة اﻷسراء ( قال ارءيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني الى يوم القيامة ﻷحتنكن ذريته اﻻ قليﻻ ) اذن الشر يؤثر في حياة الفرد والمجتمع. ربما اكثر مما يؤثر الخير. كما ان القيادة الفلسطينية الشرعية تؤمن ايمانا عميقا بأنه عقبة ﻻ بد من تجاوزها ومشكلة اساسية ﻻ بد من التعامل معها وايجاد حل لها، ويتمثل هذا الحل في اﻻيمان المطلق بأن حركة فتح ﻻ بد وان تنتصر مهما كان من امر الشر وزمرته وقسوته وارتباطه المشبوه بعدو شعبنا الفلسطيني وقوته وتأثيره، وتختلف اﻻسباب التي تواجه بها القيادة الفلسطينية الشرعية الشر ايجابا او سلبا في كل من قطاع غزة وعين الحلوة، وكلها تؤكد الدعوة بالقضاء على اﻻنقسام وعلى استمرار الفوضى مهما كان الثمن. ان الخير على مر الزمن يمثل التناغم واﻻتساق في قوانين الطبيعة والحياة. إذ يؤكد القواعد العامة ويقف في صف الفرد والمجتمع ومثلها العليا ﻷن الشر ايضا يلعب دورا هاما في الحياة والكون عن طريق ما تجسده من نقائص مادية واخﻻقية، ومايمثله من أذى وخروج على النظام والقواعد العامة واستثارته للنوازع الدنيئة التي تعمق من مشاعر اﻻنانية وتعمي اﻻنسان عن معرفة ذاته ورؤيتها رؤية صحيحة في عﻻقاتها ومن هنا تكمن أهمية الخير وضرورته ودوره في القضاء على المشاكل، واﻻنتصار على النقائص والنقائض والعيوب ﻷنها سم يسري في جسد المجتمع يؤدي به حتما إلى التحلل واﻻنهيار. إن وحدتنا بالخير قوة وانقسامنا بالشر ضعف وفرقة، ويمثل الخير بوحدتنا الجمال شكﻻ ومضمونا في مقابل الشر باﻻنقسام الذي يمثله القبح شكﻻ ومضمونا ايضا.

الشر مفهوم محدد واكثر مﻻمح الشخصية الشريرة خطورة هي النفاق الذي يشخص الضعف اﻻنساني ويستغله استغﻻﻻ مدمرا. إن الشر قد ينتصر مرحليا كإسرائيل ولكن هذا اﻻنتصار ﻻ يدوم ﻷن في جوهره هزيمة كل النقائص والعيوب وهو ما يستحدث دائما التوازن النفسي في الحياة الواقعية بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون. أيحب احدا من شعبنا الفلسطيني ان يرتحل اسم فلسطين وينتقل الى عواطف العصابات الصهيونية من جديد ليهز ضمائرهم. فالخطر يهددنا من كل صوب. الدمار الموت الدماء الجوع العطش الخوف. والتهجير لحظة باتت فيها الحياة محص صدفة بايقاظ النار. نار الفتنة صرخات اﻷلم والعذاب والموت البطيء لتتحول الى صرخات انسانية. وقف ابو عمار وقال خرج شعبنا الفلسطيني في مخيمات لبنان بمعجزته واستطاع أن يحيل الحصار الى متراس ضارب بقوة وحدته الوطنية معبرا بذلك عن ذاته ومشكﻻ مزيجا فريدا في اﻻلتحام والتكامل وبصرخة صادقة من الرئيس ابو مازن ارفع رأسك فأنت فلسط…

Exit mobile version