المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حديث القدس: في ذكرى توقيعه: اسرائيل دمرت اتفاق اوسلو وصار تاريخياً !!

صادفت بالأمس، ذكرى توقيع اتفاق اوسلو قبل ٢٤ عاما، بعد مفاوضات ولقاءات سرية كثيرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وجاء الإعلان عن الاتفاق مفاجأة كبيرة للجميع وبصورة خاصة الوفد الفلسطيني الذي كان يسعى علناً ويقوده المرحوم د. حيدر عبد الشافي، لتحقيق اتفاقات سلام.
رأى الذين وقعوا الاتفاق أو دعموه، وبالمقدمة الرئيس الراحل ياسر عرفات، انه يشكل بداية تحقيق حلم العودة وإقامة الدولة الفلسطينية، وكانت عودة أبو عمار الى غزة والاستقبال الشعبي الحافل الذي قوبل به رمزا لهذه المرحلة.
قالوا غزة واريحا اولاً وتنقل أبو عمار بين المنطقتين وكانت الآمال كبيرة رغم ما في نصوص الاتفاق من نواقص كعدم التطرق الى القدس أو الاستيطان، مثلا، ثم بدأت سلسلة اجتماعات علنية خاصة في واشنطن بمشاركة الرئيس الاميركي والرئيس أبو عمار ورئيس وزراء اسرائيل آنذاك اسحق رابين، وتوقيع اتفاقات جديدة للمتابعة والتنفيذ.
واكبر دليل على ان اتفاق اوسلو كان في حينه نقطة تحول ايجابية كبيرة، انه أثار استياء اليمين الاسرائيلي المغرق بالتطرف وقام احدهم باغتيال رابين وكانت تلك بداية التراجع الكبرى وتحول الاتفاق الى السلبية المطلقة، خاصة وان حزب العمل برئاسة بيريس خسر الانتخابات بعد جريمة الاغتيال وجاء اليمين الذي ما يزال يقوده نتانياهو، ما يمثله من رفض لاتفاقات اوسلو منذ تلك المرحلة حتى اليوم.
لم يلتزم اليمين بأي اتفاقات أو تعهدات رغم تجاوب الجانب الفلسطيني الذي بلغ به الأمر تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني بما يتناسب مع متطلبات السلام وذلك خلال اجتماع في غزة شارك فيه الرئيس كلينتون نفسه.
اليوم صارت اوسلو جزءا من التاريخ ليس بسبب عدم التزام اسرائيل بها فقط ولكن بمقاومتها لكل شيء حتى وصل بهم الأمر حد محاصرة الرئيس أبو عمار في المقاطعة حتى انتهى بهم الأمر الى اغتياله، كما تؤكد دلائل كثيرة.
اسرائيل لا تريد سلاما ولا إقامة دولة فلسطينية ولا يهمها إلا ابتلاع الارض بالاستيطان وتهويد القدس وتهجير المواطنين وتبحث عن وسيلة للتخلص من اكبر عدد من أبناء شعبنا لانها تريد الارض بدون الناس، ولم تعد لأية اتفاقات أية قيمة ولا تبدو في الأفق القريب بوادر لأي مخرج من هذا المأزق الذي تضع اسرائيل المنطقة فيه ونحن وهي في المقدمة، مما يزرع بذور التطرف وسفك الدماء سواء طال الزمان أو قصر.

Exit mobile version