المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

اتفاق أوسلو

بقلم: د. خليل نزال

اتفاق أوسلو كان ينص على انتهاء المرحلة الانتقالية خلال خمس سنوات، واعتقد اننا استفدنا من المرحلة الانتقالية بشكل يفوق ما نصّت عليه بنود الإتفاق، وهذا يشمل عودة مئات الآلاف من ابناء شعبنا وخصوصاً المقاتلين الذين ضاقت بهم الأرض العربية. أضف إلى ذلك بناء قوة شعبية مقاتلة أُجبرت اسرائيل على استخدام كل جيشها لتتغلب عليها في الانتفاضة الثانية والأهم هو ترسيخ بناء المؤسسات الوطنية التي تشكل ركيزة للدولة العتيدة.
إسرائيل هي التي تنبّهت إلى مخاطر أوسلو، لذلك قام اليمين الإسرائيلي بقتل قائدين وقّعا على الاتفاق هما رابين والشهيد الرمز أبو عمار، وهم الآن يواصلون نفس النهج بحملتهم ضد القائد الثالث الذي شارك بالتوقيع وهو الأخ الرئيس أبو مازن.
الاستيطان استشرى بعد أوسلو وليس بسبب أوسلو، ناهيك عن الإنقلاب الذي نفذته حماس وتأثيره على الأداء النضالي الفلسطيني وذلك ضمن خطة شارون لفصل غزة عن بقية الوطن.
لا نستطيع محاسبة التاريخ بمعطيات الحاضر، والا لكان علينا “تخوين” من رفضوا قرار التقسيم وقاوموه بحجة أن الوضع كان يمكن أن يكون أفضل لو قبلنا بتقسيم وطننا.
امس ذكرى احداث 11 سبتمبر وعلينا النظر الى هذا الحدث كنقطة تحول مفصلية اطلقت يد شارون ومكّنته من إخماد الإنتفاضة وبمباركة من القاصي والداني.
علينا التعامل مع أوسلو كمرحلة انتهت، فهمتها فتح ضمن فهمها لشعار “ثورة حتى النصر”.. تماماً كما فهمنا معركة بيروت: الصمود الأسطوري كان ضرورياً رغم ان النتيجة المباشرة كانت إرغام الثورة على مغادرة لبنان وتشتيت مقاتلينا في منافي جديدة..
أوسلو مرحلة في مسيرة “ثورة حتى النصر”.. ومن لا يؤمن بذلك لا يثق لا بنفسه ولا بشعبه ولا بفلسطين

د. خليل نزال
امين سر حركة فتح اقليم بولندا

Exit mobile version