حديث القدس: اعتقال الأطفال والتنكيل بهم لن يجدي الاحتلال نفعا

ما ذكره مركز الأسرى للدراسات امس ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل شهريا ما يقارب ١٢٠ طفلاً فلسطينيا من مدن الضفة الغربية وخاصة من مدينتي الخليل والقدس، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بان هذا الاحتلال وصل الى مرحلة متقدمة من مراحل “الابرتدهايد” الذي من المفترض ان يقدم جراء ذلك الى محكمة الجنايات الدولية لفرض العقوبات عليه، خاصة وان اعتقال الأطفال والتنكيل بهم يعتبر مخالفة دولية يحاسب عليها القانون الدولي الإنساني.
ان سلطات الاحتلال تهدف من وراء اعتقال هؤلاء الأطفال والتنكيل بهم وفق شهادات العديد منهم والموثقة لدى منظمات حقوق الإنسان، إرهابهم والنيل من عزيمتهم وإفراغهم من محتواهم الوطني، ظنا منها بان مثل هذه الأساليب وغيرها من الممكن أن تردعهم عن المطالبة بحقوقهم وحقوق شعبهم، وصحيح ان الاحتلال يمارس أبشع أنواع الممارسات والانتهاكات بحق شعبنا وأطفالنا في محاولة يائسة منه لإرضاخهم، ولكي يرفعوا الراية البيضاء ويستسلموا لهذا الاحتلال الغاشم والذي وصلت انتهاكاته الى الذروة.
فأمس فقط أحيا أهالي قرية صندلة في الداخل الفلسطيني والقوى والفعاليات العربية الذكرى الـ ٦٠ للمجزرة والتي راح ضحيتها ١٥ طفلاً وطفلة من عائلة العمري، وهذا يؤكد استهداف الاحتلال ومن قبل العصابات الصهيونية ومن بعد القوات الإسرائيلية للأطفال الفلسطينيين منذ عشرات السنين.
واليوم يمارس الاحتلال في الضفة الغربية، وخاصة في القدس الشريف وفي الخليل نفس الممارسات التي تعتبر امتدادا لممارساته واستهدافه للأطفال من خلال إطلاق النار عليهم بحجج واهية او من خلال اعتقالهم والتنكيل بهم وفرض الأحكام القاسية بالسجن عليهم الى جانب الغرامات المالية الباهظة التي يتم فرضها على ذويهم.
ان هذه الانتهاكات التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء تتطلب من المجتمع الدولي ومن منظمات حقوق الإنسان الدولية التحرك لحماية الأطفال الفلسطينيين من بطش الاحتلال بما يتعارض ويتناقض مع قوانين حقوق الطفل المنصوص عليها في منظمات حقوق الإنسان والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.
فالاحتلال الإسرائيلي الى جانب محاولاته النيل من الطفولة الفلسطينية فان اعتقال الأطفال والزج بهم في غياهب السجون يحرمهم من مواصلة تعليمهم، فبدلاً من ان يكونوا على مقاعد الدراسة، تراهم خلف القضبان، وبدلاً من ان يمارسوا طفولتهم كباقي أطفال العالم ترى الاحتلال الغاشم ينكل بهم ويقمعهم ويتسلل في ساعات الظلام الى منازل ذويهم لاعتقالهم والاعتداء عليهم أمام والديهم وأخوتهم وأخواتهم الصغار في محاولة لإرهابهم وإرهاب أشقائهم وشقيقاتهم، ولكي يزرعوا الخوف في قلوبهم.
ان الاحتلال الإسرائيلي الذي يزج في سجونه ومعتقلاته التي تفتقر لأدنى الشروط والظروف الإنسانية أاكثر من ثلاثمئة طفل فلسطيني دون الثمانية عشر عاما يقترف بحقهم وبحق الطفولة اكبر الجرائم، خاصة انه في الآونة الأخيرة سنت حكومة الاحتلال الأكثر عنصرية وتطرفا قوانين تجيز الحكم بالسجن لسنوات على الأطفال رغم ان ذلك يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية وحقوق الطفل.
ان الاحتلال الإسرائيلي الذي ابتدع قادته الأوائل المقولة الفاشلة بأن الآباء يموتون والأبناء ينسون، لا يمكنه من خلال هذه الانتهاكات تطويع أطفالنا وترويضهم، بل على العكس من ذلك سيؤدي ذلك إلى زيادة حقدهم على هذا الاحتلال وبالتالي زيادة العداء، بدلاً من التقارب والاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version