المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

تصريحات فريدمان بشأن الاحتلال .. تنديد فلسطيني وتنصل أميركي

عريقات: أقوال السفير الأميركي كاذبة ومضللة وتتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وموقف واشنطن التاريخي

أ.ف.ب – أثارت تصريحات السفير الأميركي لدى تل أبيب التي قال فيها: ان اسرائيل لا تحتل سوى 2% من الضفة الغربية غضب الفلسطينيين، في ثاني تصريح إشكالي يدلي به خلال شهر تقريبا.

وقال السفير ديفيد فريدمان في مقابلة مع موقع إخباري إسرائيلي بثت كاملة أمس “الدولة اليهودية لا تحتل سوى 2 في المئة من الضفة الغربية”.

ورد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظة التحرير صائب عريقات على هذه التصريحات التي كانت بثت مقتطفات منها مساء الخميس، قائلا في بيان: “يعترف المجتمع الدولي بأن اسرائيل تحتل مئة في المئة من فلسطين، بما فيها القدس الشرقية ومحيطها”. وأضاف ان تصريحات فريدمان الأخيرة “ليست فقط كاذبة ومضللة، بل تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والموقف الأميركي التاريخي ايضا”.

وأوضح عريقات “انها ليست المرة الاولى التي يستغل فيها” فريدمان منصبه للدفاع عن “سياسات الاحتلال الاسرائيلي وضمه أراضي محتلة وجعلها شرعية”.

بدورها أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. حنان عشراوي أنه لا يحق للسفير الأميركي أن يفرض روايات مغلوطة لا علاقة لها بالواقع على شعب يرزح تحت نير احتلال ظالم منذ نصف قرن، فالاحتلال ما زال قائما والمستوطنات الاستعمارية بموجب القانون الدولي تشكل جريمة حرب؛ وهذه حقائق موجودة لا يمكن التشكيك بها او انكارها.

وقال فريدمان في مقابلته حول حل الدولتين “في إطار الرأي المنطقي: أنا أعتقد أن مفهوم حل الدولتين فقد مغزاه (…) وقد اختلف كثيرون حول مفهوم الدولتين، وحسب رأيي، لن يكون هو المفهوم الذي يجتمع حوله الجميع”.

وأثار فريدمان مطلع أيلول ضجة عندما اشار خلال مقابلة مع صحيفة “جروزالم بوست” الى “الاحتلال المزعوم”. وقال مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس حينها ان تعليق السفير فريدمان “لا يمثل تحولا في السياسة الأميركية”.

وهذه المرة ايضا تنصلت الخارجية الأميركية من تصريحاته وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناويرت للصحفيين في واشنطن الخميس: ان “تعليقاته ينبغي ألا تفسر كطريقة للحكم مسبقا على نتائج أي مفاوضات ستجريها الولايات المتحدة بين اسرائيل والفلسطينيين”. وقالت “يجب عدم تفسيرها على أنها تغيير في السياسة الأميركية”.

وتبذل إدارة ترامب جهودا لاعادة اطلاق مفاوضات السلام. وقال فريدمان: “ان الرئيس ترامب ما زال ملتزما باتفاق سلام، ولكنه لم يحدد موعدا نهائيا. نحاول تنفيذ الأمور بصورة صحيحة لا سريعة”. واضاف “هناك تقدم ملموس في المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة بتوجيهات من الرئيس ترامب، وان تفاصيل مقترح اتفاق جديد حول تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين، سيعلن في الأشهر القريبة المقبلة”.

في المقابل، اعتبر ممثل ما يسمى مجلس “يشع” الاستيطاني، الجمعية الرئيسية للمستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة عوديد رفيفي انه يجب “تهنئة” فريدمان لأنه “وصف بالوقائع حقيقة” الوضع في الضفة الغربية، حسب قوله.

وزعم رفيفي في بيان ان المستوطنات والطرقات الاسرائيلية تحتل بالاجمال أقل من 2% من مساحة الضفة موضحا ان “المجتمع الدولي يبتلع منذ عقود الدعاية الفلسطينية دون التحقق من الحقيقة ميدانيا” حسب تعبيره.

ولفت المسؤولون الفلسطينيون أمس الى ان فريدمان واصل منذ أيار زيارة المستوطنات مخالفا سلوك سابقيه الذين لم يفعلوا ذلك الا استثنائيا. وكان فريدمان أكد لفرانس برس في السابق انه لم يفعل ذلك في أي وقت بصفة “رسمية”.

Exit mobile version