لا تصدقوا السنوار ..

بقلم: الكاتب المحامي زيد الايوبي ..

خلال الشهرين الماضيين برع يحيى السنوار قائد حماس في غزة في اخراج تصريحاته الرومانسية ليدغدغ عواطف الناس في غزة والضفة من خلال شعارات عاطفية جوفاء فتارة يهدد بجز عنق من يعيق المصالحة وتارة يؤكد على ان قافلة المصالحة ماضية في طريقها وتارة يقول ان سلاح حماس سوف يكون في منظمة التحرير واخيرا قال ان الضيف يدعم المصالحة .
عند التنقيب في هذه التصريحات السنوارية سنلاحظ ان ابو ابراهيم يخاطب ابناء حماس اكثر من ابناء الشعب الفلسطيني عموما وكأنه يتنيء من خلال تغريداته الوردية بوجود خلافات داخلية كبيرة تعتري تيارات حماسه التي ذهبت باتجاه المصالحة مرغمة وغير راضية .
الغريب في الموضوع ان عاطفيين من فتح يسوقون للسنوار وتصريحاته دون ان يتذكروا ان حماس بكل مكوناتها وقياداتها وعناصرها هي حركة عقائدية ولديها طموح بان تكون بديلا لمنظمة التحرير فما الذي حدث لدى السنوار وحماسه فجأة ليصبحوا جميعا دعاة صلح واخوة وتسامح ؟؟؟واين كان السنوار منذ العام 2011 ؟؟هل كان نائما ام غافيا طوال هذه الفترة التي لم نسمع له صوتا فيها ؟؟هل ذهبت السكرة واتت الفكرة كما تقول جدتي رحمها الله…
بكل الاحوال لا يخفى على احد ان ما عرفناه عن حماس وخبرناه فيها طوال العقود الماضية يؤكد انها حركة لا تعترف بالاخر ولا تؤمن بالشراكة السياسية مع احد فالجميع بنظرها خونة وكفرة وهم الملائكة الوحيدون على هذه الارض ، لكني مؤمن بان حماس الان تمارس التقية الشرعية فهم يظهرون من خلال سنوارهم خلاف ما يبطنون كيف لا وهم في خانة يك لا اول لها من اخر ، يريدون ان يخرجون من مآزقهم المالية والسياسية والامنية والشعبية والان هم يلعبون على عامل الوقت للحفاظ على حالهم بعد ان اضحت حركتهم تتآكل من الداخل وبرزت تقسيماتهم بين حماس غزة وحماس ضفة وحماس الخارج كما ان انحسار الدعم الاقليمي لهم خصوصا بعد ازمة قطر مع جوارها عدا عن فقدان ايران للثقة بهم بعد موقفهم من الازمة السورية بالاضافة تراجع المد الاخواني في الوطن العربي كلها عوامل موضوعية جعلت حماس وسنوارها يمارسون تقية سوداء لا تمت بصلة لقناعاتهم الحقيقية وبالتالي الذهاب مرغمين باتجاه المصالحة علهم يحافظون حماسهم التي فقدت حاضنتها الشعبية بعد ان عاش الغزيون حكم الحديد والنار في ظل حكمهم.
بكل الاحوال اليوم رفض وكيل وزارة البيئة الحمساوي تسليم الاخت الوزيرة عدالة الاتيرة مهام عملها وهذا لوحده دليل قاطع على ان حماس لا زالت غير ناضجة لفكرة المصالحة عدا عن ان الشهر القادم سيشهد اجتماع هام وخطير للغاية بين فتح وحماس في القاهرة حيث سيناقش الطرفان ملفات عميقة وحساسة جدا عندها سنعرف اذا ما كانت تصريحات السنوار الوردية تعبر عن قناعات حقيقية ام انها رومنسيات للاستهلاك الاعلامي وتضليل الجمهور.
اقول في النهاية لاخوتي الفتحاويين الاشاوس لا تصدقوا السنوار ولا تسوقوا لاشعاره العذرية عن المصالحة حتى نتبين الرشد من الغي فلا يجب ان نغرق في بحر التصريحات لاننا نريد ترجمة الاقوال السنوارية الى افعال ولا زال ابو ابراهيم يبحر فينا في بحر الاشعار ولا افعال تذكر على الارض ..لذلك اقول مرة اخرى لا تصدقوا السنوار ولا تتسرعوا في الحكم كلثومياته وانتظروا ما تكشفه الايام القادمة .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version