رفضا للظلم.. وفد بريطاني يعتذر لفلسطين

صلاح الطميزي

تحمل وفد بريطاني معاناة السفر خلال رحلة استغرقت 147 يوما مشيا على الاقدام، مشوا خلالها 3300 كيلو متر، وصولا للقدس للاعتذار للشعب الفلسطيني عن معاناة عمرها 100 عام جراء وعد بلفور الذي تسبب بويلات الشعب الفلسطيني، وأعطى الحق في التملك لمن لا حق له، وأعطي اليهود الحق في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

وقال مرافق الوفد ودليله السياحي حسام جبران، إن هذا الوفد المكون من ستين شخصا جاء من لندن وصولا إلى تركيا مشيا على الأقدام، وذلك خلال 147 يوما، وقطعوا 3300 كيلو متر ليعتذروا للفلسطينيين عن الويلات التي حلت بهم جراء وعد بلفور الذي أقرته الحكومة البريطانية قبل مائة عام.

نقل جبران أسف واعتذار هذا الوفد للشعب الفلسطيني الذي تحمل معاناة هذه الرحلة التي جاءت لتعبر عن مشاركة الفلسطينيين في معاناتهم بعد تهجيرهم وملاحقتهم بدعم من الحكومة البريطانية التي ساندت هذا الوعد المشؤوم الذي سلب 75 من أراضي الفلسطينيين لصالح الأقلية اليهودية التي كانت تشكل حينها 5 بالمئة من عدد السكان الفلسطينيين.

وأوضح أن الوفد مشى على الأقدام من لندن مرورا بفرنسا وسويسرا وايطاليا واليونان وصولا إلى تركيا، ونقلوا جوا الى الأردن، ومن ثم تابع الوفد مسيره على الأقدام وصولا إلى معبر الكرامة وفلسطين، وزار الخليل، وستستمر الرحلة مدة أربعة أيام سيتم خلالها زيارة عدد من المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية، وذلك بهدف التضامن مع الشعب الفلسطيني والاطلاع على معاناته.

ورحب محافظ الخليل كامل حميد بالوفد، مشيرا إلى أن هذه الخطوة “تعبر عن صحوة الشعوب في دعم القضية الفلسطينية”، وطالب “كافة الشعوب وأحرار العالم بضرورة التعبير عن مواقفهم لدغم الفلسطينيين الذين لا يزالوا يعانون من الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي الذي سلب أملاكهم وحرياتهم”.

وأوضح حميد، أنه شكل لجنة لمرافقة هذا الوفد خلال زيارته محافظة الخليل، وتقديم الاحتياجات لهم وتعريفهم بالقرى والمخيمات الفلسطينية التي تعاني من سياسة الاحتلال العنصرية والاستيطانية.

وقال “كريس” احد المشاركين بالوفد، “نعلم بأن الشعب الفلسطيني يعاني جراء الاحتلال الإسرائيلي، إلا أننا اليوم الشهود الأحياء على فظاعة هذه المعاناة التي لم نكن نتخيلها إلى هذا الحد”.

وابدى الوفد استنكاره لسياسة الفصل العنصري التي تنتهجها حكومة الاحتلال، والبوابات الالكترونية والحواجز العسكرية، وذلك خلال زيارته بالأمس مخيم العروب، ومنطقة واد النصارى المحاذية لمستوطنة كريات أربعه المقامة على أراضي المواطنين شرق مدينة الخليل.

وطالبت الناشطة والمشاركة في الوفد جوليا كاترينا، حكومتها البريطانية بمراجعة وعدها، واعترافها بالدولة الفلسطينية، وإتاحة الفرصة للفلسطينيين بالعيش بحرية وكرامة، وإنهاء سياسة التمييز العنصري، ودعم الحريات التي تطالب فيها حركات التحرر والمؤسسات الإنسانية والحزبية في بريطانيا.

وثمن المسؤول الإعلامي للحملة الوطنية لرفع الإغلاق عن الخليل هشام الشرباتي، هذه الحملة التضامنية “التي تأتي في ظل مواصلة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الذي لا زال يعاني منذ 100 عام”، معتبرا هذه الحملة “تعبر عن رفض الشعوب لسياسة حكوماتهم التي تدعم السياسة الإسرائيلية في مواصلة احتلال فلسطين”.

وكان الشرباتي برفقة الوفد خلال زيارته البلدة القديمة من مدينة الخليل، وأشار الى استغرابهم من “الواقع المرير بعد مشاهدتهم المعاناة عبر الحواجز والبوابات الالكترونية وسياسة الإذلال والتفتيش التي تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتداء المستوطنين على الوفد وطردهم بالقوة من واد النصارى”.

وأشار إلى أن الوفد سيزور اليوم مسافر يطا بهدف الاطلاع على معاناة الفلسطينيين، ومشاهدة المستوطنات الإسرائيلية التي تتربع على قمم الجبال جنوب مدينة الخليل.

وطالب ممثلو القوى الوطنية ومؤسسات حزبية ووطنية ولجان ضد الاستيطان هذا الوفد بضرورة الضغط على الحكومة البريطانية لمراجعة سياستها الدولية بحق الشعب الفلسطيني، ودعم قيام الدولة الفلسطينية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version