المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

بسبب التيار البردويلي المصالحة على كف عفريت

بقلم: الكاتب المحامي زيد الايوبي

تنفس شعبنا الصعداء عندما تم التوقيع على اتفاق المصالحة برعاية مصرية مباركة في القاهرة بتاريخ 12/10/2017 حيث اتفق ممثلوا فتح وحماس على الولوج في عملية اعادة الوحدة بين شقي الوطن وفق برنامج توافقي على كل التفاصيل الخلافية وتم تحديد موعد 21/11/2017 للاتفاق النهائي بحضور كل فصائل العمل الوطني على ان يكون الاول من ديسمبر القادم هو اخر موعد لتكريس تمكين حكومة الوفاق الوطني لكل مناحي العمل الحكومي في غزة بما فيها الجانب الامني والمعابر .
بعد اجتماع 21/11 خرج علينا صلاح البردويل عضو الوفد الحمساوي الى القاهرة بتصريحات لم استغربها تؤكد عدم نضوج فكرة الوفاق الوطني لدى قيادات حماس بما فيهم اعضاء وفدها الى اجتماعات المصالحة في القاهرة فماذا يعني قول البردويل هناك معيقات وخرجنا باتفاق بلا معنى وغير قابل للتطبيق وتحميل الغير حمساوي مسؤولية فشل الحوارات وكل ذلك يأتي بعد خروجه بدقيقة من اجتماع المصالحة .
في ذات السياق سمعنا تصريحات الزهار وأحمد بحر ورئيس نقابة الموظفين في غزة وغيرهم كثيرون يحاولون التملص من استحقاق الوفاق الوطني ولا نستطيع ان نفهم ما هي المصلحة التي ستحققها لشعبنا حركة حماس اذا افشلت اجراءات تكريس المصالحة الوطنية هذه المرة .
بالامس تابعت ماذا قال عضو وفد فتح الى القاهرة الاخ حسين الشيخ ابا جهاد على شاشة تلفزيون فلسطين حول موضوع تمكين الحكومة واتاحة المجال لها لمزاولة صلاحياتها الدستورية في غزة المسيطر عليها من قبل حماس وحجم المعيقات التي تضعها حماس في وجه هذه الحكومة وأيضا لم استغرب ما قاله الشيخ فهذه حماس التي عرفناها وهذا ديدنها في افشال كل مشروع يوحد شعبنا وينهي معاناته .
في اي دولة في العالم يجب على الحكومة ان تمارس مهامها كاملة على كامل تراب الوطن وللاسف في غزة يراد لهذه الحكومة برغم مسيرة المصالحة ان تكون اسم بلا معنى ولا مضمون بفعل القدرة الحمساوية هناك ، فالحكومة لا زالت لم تتمكن من كل صلاحياتها بل ان حجم الصلاحيات المسلمة لها لا تتجاوز الخمسة بالمائة من جل اختصاصاتها والباقي لا يزال رهن سيطرة حماس التي اعلنت انها حلت لجنتها الادارية التي اخترعها السنوار لكنها ابقت لجنتها السنوارية في الظل تحكم وترسم وتقرر وما على الدكتور رامي الحمد الله الا ان ينفق على حماس وقادتها ومؤسساتها وحكومته يجب ان تبقى حبرا على ورق اما الواقع فهو للجنة الادارية الظلية التي يراد لها ان تكون حكومة فوق الحكومة الوفاقية .
ان حالة التهرب من استحقاقات المصالحة التي تمارسها حماس من خلال ممارستها على ارض الواقع يدل بشكل قاطع ان هذه الحركة لا تعمل لحفظ وصون كرامة شعبنا وان لها اهدافها واجنداتها البعيدة كل البعد عن الهم الوطني لكن هذه المرة غير المرات التي سبقتها فهنا مصر بقوتها وعظمتها هي التي تشرف على تكريس المصالحة الوطنية ولم يخلق بعد من يستطيع اللعب مع ام الدنيا يا حماس .
ان الظرف الاقليمي والتطورات على المستوى الدولي تجعل من كل وطني يفكر في وحدة شعبنا مهما كلف الثمن ومهما بلغت التنازلات لكن ماذا نفعل اذا كانت اجندة حماس غير اجندتنا؟؟؟ بل ومرتبطة بأجندات اخرى اقليمية لا يهمها ما يحصل لشعبنا ولا يعنيها المعاناة الصعبة لاهلنا في غزة المهم ان تلبي حماس مطالب ومطامح ممولها الاقليمي وليذهب شعبنا الى الجحيم هذا هو فكر حماس البردويلي وهذا هو دور حماس الوظيفي في غزة بأن تنفذ أجندة سوداء لا ترتبط بمصلحتنا العليا بأي شكل من الاشكال .
بكل الاحوال بالنسبة لفتح فإن قطار المصالح انطلق والعاصفة مستعدة لتقديم كل ما يلزم لإنجاح المصالحة على اساس الشراكة الوطنية تحت شعار سلطة واحدة وسلاح واحد وقرار السلم والحرب بيد الاجماع الوطني وهذا هو ما تقوم عليه كل دول العالم ولم نأتي بإختراع جديد اسمه السلطة الواحدة اما اذا بقي الحال الحمساوي على ما هو عليه بذات القناعات والتوجهات الانفصالية المتسترة خلف شعارات السنوار الرومانسية فأنني أستطيع ان اقول ان المصالحة على كف عفريت بسب التيار البردويلي لكن التاريخ لن ينسى وشعبنا لن يرحم كل من يسعى لإجهاض الجهد المصري المبذول لإنهاء السنوات العجاف من الانقسام الاسود وعلى حماس ان تتحمل المسؤولية أمام الله وأمام شعبنا المكلوم في غزة عن مراهقتها السياسية ومغامرتها بوحدة شعبنا ويا بردويل نقطنا بسكوتك وخلي هالمركب ساير.

Exit mobile version