المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مذبحة الروضة.. رسالة إرهاب دموية لمصر والعرب

بقلم: موفق مطر

تفجير مسجد الروضة في العريش، نحسبها رسالة من قوى اقليمية الى الجامعة العربية عموما والقاهرة خصوصا خطت بدماء مئات الأبرياء في يوم مبارك وساعة عبادة.
همجية، جريمة ضد الانسانية، وعنصرية مذهبية غير مسبوقة، وهذا اقل ما يمكن ان يقال في منفذي ومخططي وداعمي الارهاب الدولي الذي تجري تنميته في اوكار الظلاميين الدواعش والاخوان المسلمين بين ثنايا ارض مصر العربية.
الجريمة الهمجية بمسجد الروضة في العريش وابادة عائلات بأكملها تذكرنا بجريمة ابادة عائلات فلسطينية في الحرب الأخيرة 2014 على قطاع غزة، ما يعني ان الجريمة قامت على أساس عنصري، هدفها ارهاب مصر الدولة، واخضاعها واجبار الشعب على التسليم ورفع الراية البيضاء، واللجوء كرها الى معسكر الانحطاط الفكري، والسلوك الهمجي، وتسييد نزعة الصراع بين الطوائف والمذاهب والقوى السياسية، فتكون الأولوية لعملية سفك الدماء وإحلالها مكان مبدأ وعقيدة السلم الأهلي والمحبة والاخاء بين ابناء الشعب الواحد.. ذلك ان الجماعات المولودة من زواج التطرف والعنصرية لا تردعها قوانين او تعاليم دينية او اخلاقيات انسانية عن ارتكاب الفظائع ضد الانسانية، عند ادراكها لخطر يهدد وجودها، او قد تشعر انها باتت في موضع الاستهداف.
إن قتل انسان بغير حق كقتل الناس جميعا فكيف ونحن نتحدث عن ابادة عائلات بأكملها حيث ارتقت ارواح الآباء والأبناء والأحفاد في ضربة واحدة، وعن ابادة ما نسبته ربع سكان قرية الروضة الآمنة في العريش شمال سيناء، لذا فإننا ورغم فظاعة وهول ما حدث باعتبار الجريمة غير مسبوقة من حيث عدد الضحايا وأسلوب التنفيذ، فإن توقيتها هو ما يدفعنا لقراءة أهدافها وابعادها في سياق حملة الارهاب الدولية المبرمجة على مصر، ولكن خارج مسار جرائم الجماعات الارهابية المعروفة في مصر، التي لا نستبعد ان تكون احداها المنفذ ولكن بإيعاز وثمن مدفوع من قوى اقليمية معنية بدفع مصر العربية للخروج منكسرة من عمقها القومي، وتنحيتها عن مكانتها المحورية وفاعليتها في القضية الفلسطينية عموما، وملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية تحديدا، لكن الفترة الزمنية الفاصلة بين بيان الجامعة العربية الأخير الذي اغضب طهران التي فهمت ان اعتبار دول عربية وازنة لحزب الله اللبناني ارهابيا بمثابة اولى الهجمات الرسمية العربية تمهيدا لحملة اكبر وأشمل قد تأخذ ابعادا تتجاوز البيانات والقرارات، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار تصاعد الحملة الاعلامية الأميركية والأوروبية عليها، وهذا ما يجعلنا نعتقد أن الرسالة الدموية الى مصر قد تم ايصالها بالبريد السريع عبر جماعات الارهاب العاملة تحت يافطة مصطلحات وأسماء اسلامية لم تعد خافية مظلة الحماية التي تمتعت بها سرا رغم الصراع المذهبي الظاهر.
ربما تتعرض المملكة العربية السعودية– لا سمح الله– لهجمة دموية مماثلة، لمنعها من حشد جبهة عربية مساندة، وربما تتعرض دول عربية اخرى تقف مع الرياض في المواجهة المصيرية التي تخوضها، وقد تكون القوى في الجبهة المضادة قد ضربت في خاصرة مصر، لكن روح العمل العربي المشترك لدى الدول العربية نعتقد أنه الهدف الأكبر من مذبحة مسجد الروضة.
ما نعرفه وندركه أن قوى اقليمية في المنطقة على رأسها دولة الاحتلال “اسرائيل” معنية بانكسار مصر، وإجبارها على التراجع، والتقوقع، فمصر العربية القوية، الفاعلة والمؤثرة في إنهاء الصراعات الدموية في اقطار عربية، يعني بالتأكيد ازاحة ما أمكن من قوة التأثير المباشرة وغير المباشرة الاسرائيلي والايراني على القضايا في اقطار عربية كسوريا ولبنان وفلسطين، أو كبح جماح تمددهما على الأقل، لكن الذي في حكم المؤكد والثابت لنا ان مصر العربية لايمكن الا ان تكون في موقعي الدماغ والقلب للأمة العربية.

Exit mobile version