“عصام كامل”

بقلم: عيسى عبد الحفيظ

السفير الدكتور عصام كامل عبد الرحمن السالم مواليد قرية كفر زيباد قضاء طولكرم بتاريخ 10/6/1938. أنهى دراسته في قريته والثانوية في مدرسة الصلاحية بنابلس.
بعد انتهاء دراسته الثانوية ذهب إلى الأردن ومنها إلى الكويت أين عمل أستاذاً ومنها إلى إسبانيا لإكمال دراسته الجامعية بعد أن استطاع توفير مبلغ من المال، وفي جامعة مدريد درس الاقتصاد والعلوم السياسية وتابع دراسته العليا ليحصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي.
برز دوره كناشط في الاتحاد العام لطلبة فلسطين واستطاع أن يكون شبكة علاقات مهمة مع الأوساط السياسية الإسبانية.
تم تعيينه ممثلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال عمله في جامعة الدول العربية منذ عام 1974 وحتى عام 1975، ثم تم تعييه ممثلاً لمنظمة التحرير في العاصمة الكوبية هافانا ومنها انتقل إلى المانيا الديمقراطية كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1980 وحتى عام 1990 وبعدها عاد إلى إسبانيا كسفير لدولة فلسطين 1990-1993.
كان القدر بالمرصاد فقبل عدة أيام من توقيع اتفاق أوسلو انتقل إلى رحمته تعالى.
استطاع أن يبني شبكة علاقات مميزة مع شخصيات هامة في إسبانيا استثمرها لصالح قضية شعبه الفلسطيني وكان دبلوماسياً واعياً وعلى قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.
جندي مجهول رسخ حياته كلها لصالح قضية شعبه ومنحها كل ما يملك من جهد وعمل دؤوب وعندما كان في وفد فلسطين في الأمم المتحدة ناضل إلى جانب زملائه على مدار سنوات لإيصال صوت قضيته العادلة إلى العالم أجمع.
كان بيته في مدريد خلية عمل لوفد فلسطين الذي كان متواجداً هناك لكن لم يسمح له في البداية بالمشاركة بشكل مباشرة في مفاوضات مدريد.
متزوج وله خمسة أولاد وهو أول مسؤول فلسطيني في المنفى يدفن في فلسطين وفي مسقط رأسه تحديداً كفر زيباد.
ابن قضية، ناشط دبلوماسي، وأستاذ في السياسة الدولية، لم يكن يمضي شهر دون أن يحيي نشاطاً حتى أصبح بحق رسول القضية في إسبانيا.
كما كان يكتب مقالات حول القضية في صحيفة البايس وهي أكبر الصحف في إسبانيا وأكثرها انتشاراً.
شارك الآلاف في جنازته في كفر زيباد وهم يرفعون أعلام فلسطين تلك هي سنة الحياة فكثيرون يقدمون ولا يهملهم القدر أن يفرحوا بالنصر، وكثير يوشكون على الوصول لكن الموت يتخطفهم في المتر الأخير، والبعض يصل إلى النهاية ليحتفي مع الرفاق الذين عايشهم في سنوات الجمر بالنصر.
لم يكتب للدكتور عصام كامل أن تتم فرحته، ولم تتحقق أمنيته عندما قال لأصدقائه حين بدأت مفاوضات مدريد ” العام القادم في القدس”.
وصلنا إلى الوطن أو إلى الجزء المتاح منه على حد تعبير الشاعر الراحل أحمد دحبور، لكن عصام كامل وصل ملفوفاً بعلم فلسطين ليوارى الثرى في قريته التي طالما حلم بالعودة إليها.
وكما قال شاعرنا الخالد محمود درويش لا يصل الحبيب إلى الحبيب إلا شهيداً أو شريداً.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه، إنا لله وإنا إليه راجعون.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version