رأي “الأهرام” المصرية: نهاية السلام وتفجر المنطقة

تبدو الإدارة الأمريكية فى لحظة فارقة غير مدركة لمدى محورية وأهمية القضية الفلسطينية، والأخطر مدى خطورة وضع «القدس»، وإمكان تفجر منطقة الشرق الأوسط بأكملها فيما لو صدقت الأنباء الخاصة باعتراف واشنطن «بالقدس» عاصمة لإسرائيل.
وبمجرد تسرب الأنباء فإن منطقة الشرق الأوسط أصبحت تغلى بالفعل، وتلقت الإدارة الأمريكية «نصائح قوية» من عدة دول عربية تحذر من خطورة لجوء واشنطن لمثل هذه «الخطوة المتسرعة» التى تستبق «الحل النهائي» ومفاوضات الأطراف المعنية، كما أن مثل هذه الخطوة سيكون من شأنها إلحاق الضرر بمصالح الولايات المتحدة فى المنطقة.
وقد حذر صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح من أن أى اعتراف أمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل سيعنى انتهاء عملية السلام فورا، وليس فقط انسحاب الولايات المتحدة كراع لهذه العملية، كما حذرت حماس الإدارة الأمريكية من القيام بهذه الخطوة، ودعت إلى تأجيج «انتفاضة القدس» كى لا تمر هذه المؤامرة.
.. ويبدو أن الإدارة الأمريكية فى ظل تأزم موقفها فى قضية «التدخل الروسي» فى انتخابات الرئاسة الأمريكية تبحث عن «خطوات وانجازات» تحدث دويا وصخبا، وبالرغم من جاذبية مثل هذه الخطوة وربما توهم البعض بأنها قد تكسب إدارة الرئيس دونالد ترامب بعض القوة فى مواجهة خصومة.فإن هذا الدوى وذلك الصخب سيكون إعلان «نهاية بل وموت عملية السلام» التى تصارع بقوة. إلا أن الأخطر سيكون دوى «موجات إرهابية» عاتية ضد المصالح الأمريكية بامتداد الشرق الأوسط وأوروبا بل وداخل أراضى الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها.
كما سوف يسهل هذا الاعتراف على جماعات الارهاب ومحور إيران أن يفجر الأوضاع ويتهم الدول الأخرى التى راهنت على السلام بأنها فرطت فى الحقوق التى لا تقبل التفريط أو التنازل.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version