زيارات مشبوهة ومرفوضة إلى دولة الإحتلال لا للتطبيع مع دولة الإحتلال

تتوسع دائرة الانهيار القومي والوطني و الديني لدى البعض في عالمنا العربي يوماً بعد يوم ،ولا تبدو عملية الانهيار الثقافي والفكري عفوية ،بل قد تكون مدفوعة من جهات خفية تستهدف تاريخ الأمة ومبادئها ومعتقداتها ومصيرها الواحد .
وتركز تلك الجهات على تغير مشاعر الأمة ومواقفها من القضية الفلسطينية والصراع مع دولة الاحتلال خدمةً للإستراتيجية الأمريكية ،التي تسعى إلى اضعاف مكونات التماسك والترابط التي تشد الأمة بعضها إلى بعض ،واعتبار فلسطين قضيتها المركزية .
إن الحملة المسعورة لبعض الأفراد أو المرتزقة من الكتاب أو الصحفيين التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام ،تأتي في سياق عبث تلك الأيدي الخفية ،وليست زيارة ما سمي بالوفد البحريني “لجمعية “هذه هي البحرين”، إلا جزء من ذلك العبث ،لكنها قد تكون الأخطر كونها أول زيارة علنية لمجموعة بهذا الحجم إلى اسرائيل تجرأت على الحديث باسم المؤسسة الرسمية في البحرين ، كما ادعى أحد أعضائها المدعو فضل الجمري “إن ملك البحرين قد حمله رسالة تعايش.”
إن المرور على مثل هذه الزيارة من قبل قوى الأمة الفاعلة دون وقفة حاسمة ومواجهة قوية ،سوف يدفع هؤلاء اللاهثين وراء مصالحهم الضيقة الى الفجور في علاقاتهم مع دولة الاحتلال ،وقد نرى مواكب الولاء للسيد الأمريكي تعبر من تل أبيب إلى واشنطن زرافات على طريق السقوط الأخلاقي ،والاستسلام وخدمة أجندة الولايات المتحدة في تمزيق المنطقة وتشتيت شعوبها وإدخالها في صراعات داخلية وبث روح الحقد والكراهية بين شعوبها بدل من وحدتها في مواجهة اعداءها وتمزيق أوطانها .
إن اختباء هؤلاء خلف شعارات التسامح والتعايش المضلل ، لن تخفى على أحد فهي ليست سوى دعوة مجانية للتعايش مع المحتل الغاصب للأرض والمقدسات
إننا ندعو إلى موقف صريح وواضح من هذه الظاهرة الخطرة ليس على القضية الفلسطينية فقط بل على مصالح امتنا العربية والإسلامية .
إننا اذ ندين زيارة هذه الزمرة المارقة من البحرين ،نؤكد على تمسكننا بقيمنا القومية وثقتنا بأمتنا العربية وشعوبنا في كافة ارجاء الوطن العربي ،أن تلفظ هؤلاء من جنباتها وتعزلهم ،وتؤكد حضورها على المستوى الشعبي وكبح جماح المتهورين أو المرتزقة أو المغررين من أبنائها ،كما وندعو جماهير شعبنا إلى عدم الانجرار وراء هذه الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي والصعود بخطابنا الايجابي الذي يؤكد على حرص شعبنا الفلسطيني على وحدة الأمة وتوجيه بوصلة النضال نحو الاحتلال ،والتأكيد على نبذ ورفض سلوك تلك الفئات بعينها التي اختارت طريق الانهيار والاستسلام لعدو الأمة .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version