رصد التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي

رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 10.12.2017 حتى 16.12.2017.

ويقدم التقرير الـ(25) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع اليهودي.

وتعرض “وفا” في تقريرها، مقالات إخبارية تحمل تحريضا وعنصرية على جميع أقطاب المجتمع الفلسطيني سواء بغزة أو الضّفة أو داخل إسرائيل، وضدّ شخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الفلسطينيّ.

الصحف التي تمّ رصدها هي: «يديعوت أحرونوت، ومعاريف، وهآرتس، وهموديع، وييتد نئمان، ويسرائيل هيوم». كما تمّ رصد صفحات لوزراء واعضاء برلمان على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، والبرامج الصباحية الأكثر شعبية على الراديو الإسرائيلي، والنشرات الإخباريّة الرئيسيّة للقنوات (الثانية، والعاشرة، والسّابعة، وكان، وقناة 20).

ويحمل هذا التقرير مقالات تحريضيّة ضد حركات مقاومة في قطاع غزة، والفلسطينيّين في الضّفة الغربيّة والدّاخل الفلسطيني، عقبَ ردود الفعل المشتعلة إثر إعلان الرئيس الأميركي ترمب القدس عاصمة لإسرائيل.

في مقالٍ في صحيفة معاريف للصحفيّ إيال لفي، حرّض فيه عضو البرلمان لفين من حزب معسكر السّلام الاسرائيليّ ضد الفلسطينيّين بصورة فظيعة ونادى بطردهم من البلاد بصورةٍ صريحة. إذ قال: “السلام هو أمل. يجب اجراء مفاوضات قاسية وعدم الرجوع لحدود 67. اذا لا يرغبون في التقدم تحت سلطة ابو مازن، ومن الواضح انها غير قادرة، ستأتي قيادة أصغر في السن، مثل تلك التي أكلت الخراء (هذا ما جاء في المقال)، جلست في السجن واستوعبت ان لا احتمال لهزيمتنا. نقدم لهم جزرة على شكل دولة، واذا لم يستكفوا، سنمزّق لهم وجوههم. أيضا انا اريد إسرائيل العظمى. قلت مرارا، اذا قاموا بخرق الاتفاقات، المرة القادمة التي سنحاربهم لن يبقوا هنا، سنودي بهم ما بعد الأردن. هكذا يجب ان نحارب. كنا جيّدون أكثر من اللازم عام 67».

لم يتوقّف التحريض على الفلسطينيين في الدّاخل الّذي ظهر في الكثير من المقالات الواردة في هذا المقال، كذلك فقد طال التحريض على السّلطة الفلسطينيّة واتهامها بصورة غير مباشرة بالمسؤوليّة عن عمليّة طعنٍ أخيرة حصلت في القدس.

ضمن تغطيةٍ لمستجدّات الأحداث في نشرة مساء الأحد بتاريخ 10.12.2017، عرضت القناة الثّانيةُ خبر عمليّة طعنٍ جرت في القدس، ونفذّها شابُّ من نابلس ضدّ أحد رجال الأمن. عقبَ عرض تفاصيل الحادثة انتقلَت المذيعة للحديثِ عن خلفيةِ منفّذ العمليّة في الاستوديو، وفي التعقيبِ حرّضَ مراسل القناة الثّانية أوهاد حامو الّذي لعبَ موقع محللٍّ سياسيٍّ في هذه النّشرة ضدّ السلطةِ الفلسطينيّة بصورةٍ غير مباشرة، إذ ذكر حامو أنّ الشّابَّ منفّذ العمليّة ينتمي لعائلةٍ تؤيّد وبصورةٍ واضحة للسّلطة الفلسطينيّة وفتح، وأنّ اخوة الشّاب منفّذ العمليّة ووالده يتبعون للأجهزة الأمنيّة في الضّفة.

وذكر أنّ هنالك عمليّات بالآونة الأخيرة تمّت على يد أشخاص ينتمون للسّلطة الفلسطينيّة. وكأنّه وبصورة غير مباشرة يحمّل السّلطة مسؤوليّة العمليّة وأنّها تضم أشخاصًا ذا ميولٍ “إرهابيّ” لا يمكنها السّيطرة عليهم.

افيغدور ليبرمان، قال في تغريدة على “تويتر”: “جمال زحالقة. عضو كنيست بدولة إسرائيل قال بالأمس؛ “علم إسرائيل هو بالنسبة لي خرقة، أنا أفضل الموت على انشاد النشيد الوطني الإسرائيلي”. عضو الكنيست زحالقة ماذا تعمل هنا؟ سافر إلى قطر وانضم إلى صديقك عزمي بشارة. إرهابيّ”.

وغرد اييليت شاكيد على “تويتر” أيضا: “الأسبوع القادم سأوزع مذكرة قانون؛ تعديل لقانون مكافحة الإرهاب، الذي يتيح احتجاز جثامين لأهداف التفاوض. موقف المستشار القضائي كان أن لا حاجة بتعديل تشريع، لكن على ضوء قرار محكمة العدل العليا سنعدل القانون. حكومة إسرائيل لن تعيد جثامين مخربين ما دامت جثامين جنودنا ومواطنينا موجودة بقبضة العدو”.

وحرّضَ مذيع القناة 20 ارئيل سيجيل وضيوفه في برنامج “الوطنيّون” ضد عضو الكنيست جمال زحالقة في تعقيبٍ منهم على تصريحاته التي قال فيها إنه: “فلسطينيّ يحمل الهويّة الزرقاء، وإنّ علم إسرائيل عبارة عن خرقة، وإنّه يفضّل الموت على أن يغنّي النشيد الوطني الإسرائيلي”.

أدّت تصريحات زحالقة لموجةٍ من الغضب والتحريض المباشر ضدّه في البرنامج، واعتبر الضيوف ومذيع البرنامج أنّ “زحالقة عبارة عن عدوّ لا يحقّ له أن يكون في البرلمان وأن يأخذ الحقوق الّتي تقدّمها دولة إسرائيل لمواطنيها”.

ونشرت قناة “كان” مقطعًا عنصريَّا تستهزئ به على ردّ الفعل العربيّ والفلسطينيّ ضد اعلان ترمب القدس عاصمة لدولة إسرائيل.

واستهجنت اوريت ردّ الفعل “المعتذِر” عن الإعلان والأحداث الّتي تحصل واعتبرت أنّ حقّ الشعب اليهودي بدولته وعاصمته القدس، وأنّهم غير ملزمين بالاعتذار تجاه من غضب من العرب.

واتّهمت العرب أن مقصدهم من الغضب هو “الإرهاب والدّم” وليس الغضب وكأنّ العرب فقط يعرفون لغة الدّم دون أي وجه حق. وأنّ رد فعلهم أيضًا معاداة للسّاميّة.

في برنامج “هذا اليوم” على القناة 20، قام المذيع بتحريف الوقائع والحقائق التي أكدها حتى الجيش الإسرائيلي ووسائل إعلام إسرائيليّة، عندما استضاف مستوطن قام بالتحريض على سكان بورين مدعيًا أنهم هاجموا بؤرته الاستيطانية، رغم أن الوقائع كانت مغايرة تمامًا والمستوطنون هم من قاموا بالاعتداء، الأمر الذي دفع بسكان بورين الدفاع عن قريتهم.

ويحمل التقرير تحريضًا واضحًا على سكان بورين ويشرعن اعتداءات المستوطنين عليهم، التي وصلت في الفترة الأخيرة حد القتل، الأمر الذي وقع في قصرة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version