المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

ساعتان للفلسطينيين في معبر بيسان

الحارث الحصني

قبل معبر بيسان التجاري الفاصل بين أراضي الفلسطينيين بالأغوار، ومناطق بيسان بالداخل المحتل، بمئة متر تقريبا، توجد لوحة حديدية كُتب عليها “المرور للسيارات الفلسطينية ممنوع بتاتا”.

لكن، يستثنى من ذلك شاحنات الفلسطينيين التي تنقل الخضراوات من مناطق الأغوار الشمالية، لتجار فلسطينيين من الداخل.

ومعبر بيسان التجاري، هو أحد المعابر التي أقامتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في عدة نقاط فاصلة بين أراضي الضفة الغربية والداخل المحتل، وقد أسس له قبل 13 عاما.

وتشتهر مناطق الأغوار الشمالية، بالزراعة المروية، التي تعد واحدة من أعمدة الاقتصاد الفلسطيني في منطقة تشتهر بوفرة المياه الجوفية.

وبالرغم من أن الشاحنات التي تنقل الخضراوات، استثنيت من التحذير المكتوب، إلا أنه خُصص لها فقط ساعتان من يوم الأحد من كل أسبوع للعبور.

ويقول محمد فقها وهو أحد المزارعين والتجار إن “المفروض أن يكون معبرا تجاريا، لكنه وُجد للتضييق.

وبالنسبة للفلسطينيين فإن موسمهم الزراعي يشتد ساعده خلال الأشهر الثلاثة الأولى من كل عام (كانون الثاني، وشباط، وآذار).

“معبر يبعد فقط نصف كيلو متر عن مزارعنا يجب أن يكون نعمة لنا لا نقمة علينا”، يضيف فقها.

بينما قال المزارع ضرار صوافطة، إن “الأغوار سلة فلسطين الغذائية.. الكل يعرف ذلك، ووجود المعبر ضروري لنا لتسويق الخضراوات في الداخل المحتل”.

وفي مشهد من أحد سفوح الهضاب القريبة من قرية كردلة، يطغى اللون الأخضر على مساحات شاسعة، لأراض زرعها الفلسطينيون بالخضراوات المروية، وأخرى لعشرات البيوت البلاستيكية.

وفي مشهد مشابه له، يلاحظ أيضا قطع خضراء زرعها مستوطنون بأنواع من أشجار الفاكهة.

“المستوطنون ينقلون الفاكهة، والمحاصيل الزراعية على مدار اليوم، نحن يسمح لنا فقط ساعتين من يوم الأحد من 11-1″، يقول فقها.

وعند اللافتة الحديدية التي تشير لمنع دخول المركبات الفلسطينية بشكل قطعي، دخلت بعض المركبات الفلسطينية من خلال طريق ترابية، إلى أراضيهم الزراعية.

وقال صوافطة، “لا يكفينا التضييق بتزويد المياه والاستيلاء(..)، أيضا يخنقونا بالمعبر”.

ويضطر الفلسطينيون في هذه الحالات إلى قصد معابر أخرى لنقل محاصيلهم الزراعية للداخل.

ويقول المزارع فقها “يأتي التجار لأخذ الخضراوات، لكن ماذا لو كان الأمر في يوم غير يوم الأحد، سيضطر التجار لنقلها عبر معبر الجلمة بالقرب من جنين، ونقلها عبر معابر بعيدة سيجبر التجار على التقليل من سعرها مقابل النقل عبر طرق طويلة”.

ويؤثر التنوع في استخدام المعابر لنقل الخضراوات، بشكل سلبي في العلاقات بين التجار الفلسطينيين من الأغوار والداخل.

ويوضح فقها، الذي يزرع أكثر من 600 دونم، “بالنسبة للتاجر الذي يستقبل خضرواتنا، يفضل أن يستخدم معبر الجلمة مثلا لخمسة أيام متواصلة على أن يتشتت بين معبرين”.

ويضيف فقها، وهو عضو في جمعية زراعية بالأغوار، “كان هناك اتفاق بين الارتباط الفلسطيني والجانب الإسرائيلي أن يُفتح المعبر 3 أيام، وبعدها يفتح لأسبوع، لكن لم يتم ذلك”.

واقفا قبالة المعبر المذكور، قال صوافطة، “نحتاج المعبر هذه الأيام بشكل يومي(…)، نحن في منطقة تنتج كافة أنواع الخضراوات في مثل هذا الوقت من العام”.

وفي نهابة إعداد هذا الموضوع، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة على المعبر، طاقمي وكالة “وفا”، و”تلفزيون فلسطين”، لفترة اقتربت من الساعة قبل الإفراج عنهم.

Exit mobile version