مصادقة سياسية قوية للأونروا في الاجتماع الوزاري الاستثنائي المنعقد لردم عجز غير مسبوق

تم الإعراب عن دعم سياسي قوي للأونروا ولمهام ولايتها وللخدمات الحساسة التي تقدمها للاجئي فلسطين وذلك خلال المؤتمر الوزاري المنعقد في ررما اليوم تحت عنوان “المحافظة على الكرامة والمشاركة بالمسؤولية: الحشد من أجل عمل جماعي للأونروا”. وشهد المؤتمر تعهدات إضافية للأونروا بلغت قيمتها 100 مليون دولار من قبل المانحين وذلك كجزء من جهد دولي لمعالجة العجز التمويلي للأونروا ولإدامة خدماتها “الحيوية” في منطقة غير مستقرة.

وقد انعقد الاجتماع برئاسة مشتركة لمصر والأردن والسويد؛ ولإظهار الالتزام العالمي تجاه الأونروا وتجاه لاجئي فلسطين، حضر المؤتمر كبار الموظفين من أكثر من سبعين بلدا إلى جانب المنظمات الدولية التي تتشارك مع الأونروا. واشتمل الحضور على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية فيدريكا موغيريني.

وهدف الاجتماع إلى ضمان القيام بعمل جماعي للدول الأعضاء لتوفير تمويل كاف وقابل للتنبؤ ومستدام للأونروا وذلك عبر تفعيل حراك جماعي لبناء تحالفات تمويلية جديدة والتغلب على العجز المالي غير المسبوق للوكالة والذي تبلغ قيمته 446 مليون دولار.

ومرددا صوت العديدين من المشاركين في اجتماع اليوم، قال أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني بأن بلاده، والتي تستضيف أكثر من مليوني لاجئ من فلسطين، تؤمن بأن سداد عجز الأونروا مسألة ملحة مشيرا إلى أن “الأونروا بحاجة لأن تقدم خدمات حيوية للاجئين الفلسطينيين، وإن هذه مسؤولية دولية سياسية وقانونية وأخلاقية وإنسانية”.

بدورها، حثت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت والستروم المانحين التقليديين وغير التقليديين على الاجتماع سويا نظرا لأهمية الموضوع. وقالت والستروم: “لقد شهدنا كيف أن الأونروا وعملها الإنساني الحيوي قد تعرضا للخطر مرة أخرى بسبب التمويل غير الكافي. وقد رأينا كيف أن بعض البلدان تتحمل مسؤولية مالية كبرى تجاه المنظمة في حين أن بلدانا أخرى لا تفعل ذلك. إننا مجتمعون هنا لأن هذه منظمة تعد شريان الحياة للملايين من اللاجئين الفلسطينيين”.

من جهته، قال سامح شكري وزير الخارجية المصري للوفود بأن خدمات الأونروا الطارئة وخدماتها في مجال التنمية البشرية تعد حيوية من أجل كرامة أكثر من خمسة ملايين شخص. وشدد شكري على ضرورة المحافظة على كرامة ووضع اللاجئين، مثلما دعا كافة الأطراف المعنية إلى الانصياع للقرارات الدولية التي تهدف إلى حل مشكلة اللاجئين”.

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالدور الذي لا غنى عنه للأونروا بالقول: “من خلال الإبقاء على نصف مليون طفل في المدرسة والمحافظة على تمتع الملايين من الأشخاص بالصحة والعافية، فإن الأونروا تساهم في الاستقرار في الأراضي الفلسطينية المحتلة علاوة على الأردن ولبنان – وهي قد قامت بجهود استثنائية من أجل دعم الفلسطينيين الذين عانوا نتيجة المأساة في سوريا”. وأضاف غوتيريس قائلا: “إن الأونروا مصدر قوة للمجتمع الدولي وينبغي علينا حمايتها ودعمها. واسمحوا لي أن أعيد على مسامعكم شعار حملة الأونروا لجمع التبرعات: إن الكرامة لا تقدر بثمن”.

وحد المفوض العام للأونروا بيير كرينبول الخطوات التي ستلي مؤتمر روما بالقول: “سنقوم الآن بالبناء على الزخم الذي تم خلقه هنا في روما وسنقوم باتخاذ الإجراءات والمبادرات اللازمة من أجل إغلاق بقية العجز المالي. وليس هنالك من شك لدي بأنه سيكون علينا أن نعمل جاهدين يوميا وحتى نهاية العام من أجل تحقيق النتيجة التي نسعى وراءها. وسنقوم بفعل ذلك بأقصى قدر من التصميم وسنقوم بتقديم مساهمتنا الخاصة”. واختتم المفوض العام حديثه قائلا: “وسأرفع إلى الأمين العام في منتصف شهر أيار تقريرا بشان التقدم الذي تم إحرازه. إن لاجئي فلسطين يستحقون حشدنا الجماعي”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version