المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

العوض: يدعو المجلس الوطني الفلسطيني لتجاوز المرحلة السابقة وتشكيل مجلس تأسيسي لدولة فلسطين وعاصمتها القدس

دعا وليد العوض عضو المجلس الوطني الفلسطيني الى ضرورة ان يعتمد المجلس الوطني في اجتماعه القادم تشكيل مجلس تأسيسي لدولة فلسطين يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها الاساسي تجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وبما يتجاوز المرحلة السابقة وما حكمها من اتفاقات والتزمات غير مقبولة تسعى دولة الاحتلال وحلفائها لحصر نضال شعبنا في إطارها الضيق وسقفها المنخفض ،واشار العوض في تصريح صحفي ان التحضيرات متواصلة لضمان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بدورة عادية في الثلاثين من نيسان الجاري موضحا أن هذا المجلس لن يكون عاديا حتى وإن تم عقده كدورة عادية بعد ان اصطدمت كافة الرغبات والأماني والمساعي التي بذلت لإنهاء الانقسام وفتح الطريق لان يكون مجلسا توحيديا بمشاركة الجميع، خاصة وانه يعقد في ظل ظروف سياسية معقدة تتصاعد فيها حدة المؤامرة التي تستهدف تصفية المشروع الوطني الفلسطيني وفقا لما تسعى إدارة ترامب وما بات معروفا بصفقة ترامب التي بدأها بإعلانه الباطل بشأن القدس وتبعها بسعيه لتصفية قضية اللاجئين
وأوضح العوض ان خطة ترامب هذه يسعى لتمريرها عبر محورين اساسيين الاول يتمثل في تكريس الانقسام وتحويله الى انفصال تام والثاني عبر تبديد التمثيل الموحد لشعبنا التي عبرت عنه وما تزال منظمة التحرير الفلسطينية،
واستطرد العوض ان هذه المخاطر تتطلب مواجهتها باستراتيجية وطنية يقرها المجلس الوطني الفلسطيني تتمثل اولا: في اجراء مراجعة سياسية شاملة واعتماد استراتيجية سياسية جديدة تنطلق من تقييم موضوعي لمسيرة امتدت منذ انطلاق مسيرة التسوية وما آلت إليه من نتائج مؤلمة ما زالت اثارها مستمرة حتى يومنا هذا،
وقال العوض أن أي تقييم موضوعي سيخلص إلى نتيجة واحدة بان الطريق الذي تم سلوكه منذ عقدين ونيف لم يقودنا إلى تحقيق الهدف المنشود الذي اتفق عليه بشكل جماعي ويتمثل بالخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين طبقا للقرار 194،
وشدد العوض إن استخلاص كهذا يجب أن يقودنا لطريق أخر رسمت معالمه الروح الكفاحية التي عبر عنها شعبنا في أكثر من محطة في مواجهة خطة ترامب وبلغت ذروتها في مسيرة يوم الارض والعودة في قطاع غزة وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في مشهد بطولي كشف بكل وضوح انه بإمكان شعبنا ان يحدث توازنا في ميزان القوى فيما لو أحسن التعامل معه بالوجهة الصحيحة من خلال تعزيز المقاومة الشعبية وتطويرها بتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية فيها بما يضمن تطويرها نحو انتفاضة الحرية والاستقلال، وباعتماد تحالفات جديدة مع الدول التي تعاني من الاحتلال الاسرائيلي وتستند الى تحالفات أوسع مركزها روسيا والصين واصدقاء شعبنا في العالم
وأضاف العوض أن النجاحات الهامة على الصعيد السياسي والدبلوماسي ترسم معالم أيضا معالم هذا الطريق “طريق الاستراتيجية الجديدة المستندة لتنامي واتساع حملات التضامن الدولي مع قضية شعبنا وحقوقه العادلة الأمر الذي يتجلى بالاعتراف بدولة فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة أواخر عام 2012 ومن ثم تتابع عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين من مختلف دول العالم ، هذا التضامن الذي يتسع بشكل متزايد حتى في مواجهة اعلان ترامب بشأن القدس واتخاذ العديد من القرارات في العديد من المحافل الرسمية والبرلمانية بإدانة الاحتلال وممارساته العدوانية .
وأكد العوض إن استراتيجية كهذه يمكن أن تنجح فيما لو تمكن المجلس الوطني الفلسطيني أيضا خلال عملية التحضير لانعقاده قريبا من وضع مقاربة جديدة للتعامل مع ملف الانقسام السياسي الذي يعصف بالساحة الفلسطينية و ذلك بتحييد قضايا الناس عن دائرة الخلاف السياسي وتلبية واحتياجاتها كافة وتعزيز صمودها باعتبارها القاعدة الاجتماعية الفاعلة التي ستفشل صفقة القرن وتؤكد في نفس الوقت على وحدة شعبنا الفلسطيني ومشروعه الوطني وتمثيلية السياسي الموحد،
وأوضح العوض أن بإمكان المجلس الوطني والذي يعتبر مظلة الشرعية بل ومظلة كل الشرعيات أن يحدد معالم واضحة لخارطة طريق لإنهاء مبررات الانقسام سياسيا بتشكيل مجلس تأسيسي لدولة فلسطين يتكون من أعضاء المجلس المركزي الذين سينتخبهم المجلس الوطني ومن أعضاء المجلس التشريعي الحاليين الذين هم بطبيعة الحال أعضاء في المجلس الوطني وأن يتولى هذا المجلس دور برلمان الدولة خلال مرحلة انتقالية بما في ذلك تشكيل حكومة تتولى كافة مهامها بما لا تزيد عن عام يتم خلاله معالجة وحل كافة التعقيدات القائمة وتصويب مجمل تركيبة النظام السياسي الفلسطيني وإعادة تحديثه بما طرأ عليه من تطورات .
وأضاف العوض إن قرار كهذا لو تم التوافق عليه سيمكن شعبنا الخروج من عنق الزجاجة إلى مجال أرحب يدرك العالم فيه أننا وقبل أن نطالبه بالتعامل معنا كدولة اننا نتعامل مع أنفسنا كذلك أيضا، وأن مفهومنا للسلطة القائمة وتمسكنا به لا قيمة له إذا لم تفضي هذه السلطة للدولة المنشودة.
واضاف العوض ان المهام الاخرى التي يجب ان يتولاها المجلس الوطني تتمثل بترتيب الوضع الداخلي للمنظمة وفقا للنظام وفي مقدمة ذلك انتخاب اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي وهيئة مكتب رئاسة المجلس ومجلس إدارة الصندوق القومي ووضع تصور متكامل لتطوير مؤسساتها وتفعيل دورها بما يمكنها من تعزيز مكانتها كممثل شرعي وحيد لشعبنا الفلسطيني واستعادة دورها كقائد للنضال الوطني التحرري لشعبنا وهي المهمة التي أنشأت المنظمة لتحقيقها ولم تستكمل بعد، وختم العوض إن هذه المهمات الكبرى الماثلة امام المجلس الوطني الفلسطيني تتطلب بذل كل جهد مخلص يضمن اعادة الأمور الى نصابها وتعيد للمنظمة مكانتها ودورها بما يمكنها من قيادة شعبنا الفلسطيني نحو تحقيق أهدافه في مرحلة تمثل واحدة من اخطر واهم المراحل في تاريخ شعبنا وقضيتنا. ٢-٤-

Exit mobile version