المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“جرزيم” في الجامعة..

بدوية السامري

يحوم الزائرون لمعرض التراث والثقافة السامري في جامعة النجاح الوطنية حول مجسم صمم لـ”جبل جرزيم” جنوبي مدينة نابلس.

مجسم يعلوه مظلة عرش سامري، تحيطه غرف عدة تروي كل واحدة منها تاريخ، ومعتقدات، وثقافة الطائفة السامرية الأصغر في العالم.

“إنها فرصة أن يقترب جرزيم هنا لنتعرف عن الطائفة عن قرب” يقول أحد الطلبة.

ويعطي المجسم فكرة لمرتادي المعرض عن مكان حج السامريين على قمة جرزيم، ومكان عيد الفسح الذي يصادف نهاية الشهر الجاري، تعلوه مظلة العرش العيد الذي تحتفل فيه الطائفة مع نهاية فصل الصيف، فمن يقف في المكان يمكنه أخذ تصور عن أعياد السامريين الدينية، حيث لا يحتفل السامريون بأعياد قومية.

وجرزيم الذي يقع جنوب نابلس بارتفاع 881 مترا عن سطح البحر، هو الركن الرابع من أركان الدين السامري، وهو قبلتهم ومهوى أفئدتهم، ويحجون اليه ثلاث مرات في العام.

وافتتح المعرض الذي نظمته جمعية الأسطورة السامرية، في قاعة الشطرنج اليوم الإثنين، والكاهن الأكبر للطائفة السامرية عبد الله واصف، ومحافظ نابلس أكرم الرجوب، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس، بحضور ممثلين عن المؤسسات المختلفة وعدد من الشخصيات والكهنة وأفراد الطائفة.

ويعتبر السامريون هم أصغر وأقدم طائفة دينية بالعالم (حوالي 800 نسمة) يعيش نصفهم على قمة جبل جرزيم في نابلس، والنصف الآخر في مدينة حولون قرب تل أبيب.

وقال دعيس خلال حفل الافتتاح، إن وزارة الأوقاف تقوم بواجبها خير قيام على ارساء قواعد الوحدة والمحبة والألفة بين سائر أتباع الديانات.

وأكد على أن الوحدة واللحمة على أرض فلسطين، فالجميع في خندق مقاومة ضد الاحتلال.

وكان ادعيس شكل لجنة من وزارة الأوقاف يوم الأحد الماضي لمتابعة شؤون الطائفة السامرية، وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها جبل جرزيم.

يقول رئيس جمعية الأسطورة يعقوب الكاهن، إن المعرض فرصة لمن يصعب عليه الصعود للجبل للتعرف عن قرب عن الطائفة من خلال المعرض، فهو يقام داخل حرم جامعة النجاح التي تضم الآلاف الذين سيحملون المعلومات لعائلاتهم.

ويشير، هي دعوة للجميع لتوضيح الفرق ومسألة الخلط بين السامريين واليهود، حيث يعتبر الخلاف الأكبر هو ايمان السامريين بقدسية جبل جرزيم، وإصرار اليهود بأن القدس هي المقدسة، اضافة الى 7 آلاف خلاف ما بين التوراة السامرية واليهودية.

ويؤمن السامريون بموسى بن عمران نبياً، والخمسة أسفار الأولى من التوراة، ولديهم عاداتهم، وتقاليدهم، وأعيادهم، ولغتهم، وطقوسهم الخاصة.

محافظ نابلس أكرم الرجوب، قال: رغم أن المعرض لأصغر طائفة على وجه الأرض، لكنها الأعمق في التاريخ، ومن خلاله تخرج بفكرة واضحة عن الطائفة السامرية.

“لا نتحدث عن تعايش بل عن نابلس التي تمثل نموذجا للعيش المشترك والوحدة الوطنية على الأرض، فحب فلسطين ومواجهة الاحتلال هو ما يوحد الجميع، أضاف الرجوب.

ويقدم بالمعرض عدد من الشبان السامريين شروحا وافية ويجيبون عن التساؤلات التي يقدمها مرتادي المعرض، الذي سيستمر حتى مساء يوم الخميس القادم.

Exit mobile version