الحجر والمقلاع والعروش المهزوزة

بقلم: بسام صالح

نحن الفلسطينييون نحمل وباعتزاز عروبتنا وندافع عنها هوية وارضا وايمانا بالوطن العربي الواحد من المحيط الى الخليج، ندافع عن عروبتنا ولم نتوانى يوما عن ذلك، بالرغم من خصوصية قضيتنا وهي قضيتكم ايضا شئتم ام ابيتم، ندافع عن مقدساتكم وهي مقدساتنا ايضا، فلماذا ادرتم لنا ظهوركم واتجهتم لمن احتل واستعمر ارض العرب في فلسطين؟ سؤال يقلق الفلسطيني في كل مكان ولا يجد عليه اي جواب.
سالني سائل عن مدى صحة التطبيع بين بعض الدول العربية وعدونا القومي، ولماذا هذا الانبطاح الطوعي امام رئيس امريكي، اقل ما يقال عنه انه معتوه واحمق، وتدفعون له مئأت الالاف من الميلياردات؟ بينما اخوتكم في فلسطين ومصر والسودان والاردن واليمن وغيرها من الدول العربية تكاد تموت جوعا، وان اموالكم تذهب ثمنا لاسلحة تدفعونها لمصانع الاسلحة في امريكا واوروبا فيزداد ثراءهم، وبنفس الاسلحة يقتلون وتقتلون شعوبكم ويزداد فقركم وجهلكم وتخلفكم، لماذا؟ ومضى سائلي يحرك راسه يمينا ويسارا ويديه يشيران بحركة لا لا هذا ما لا يمكن لعاقل ان يصدقه او يقبل السكوت عليه.
ابتسمت لسائلي قائلا اني لا املك جوابا يقبل به العقل او المنطق. واضفت متسائلا هل يعقل ان يكون كل ذلك لحماية عرش او كرسي الحكم لمن يجلس عليه، وهل حماية الحكم تتطلب كل هذه التكاليف الباهظة؟ على حساب الشعب المسكين؟ وعلى حساب قضية العرب المركزية؟ وهل فعلا حكامنا في خطر لانهم يحكمون بالعدل والحق؟ ويخشون من انتفاضة شعوبهم عليهم، فيلجأون للغريب لحمايتهم مقابل هذا السخاء المفرط في الثمن. ام هم لا ينتمون لهذه الامة لا من قريب ولا من بعيد؟ وتم وضعهم لتنفيذ وحماية مصالح من جندهم لهذا الغرض؟ واحاطوهم بحاشية من المستشارين والمنتفعين والسحيجة ليروجوا املاءات اسيادهم في البيت الابيض وغيره. ولم استطع اخفاء قناعاتي عن سائلي، فقلت كنا نعرف ارتباطاتهم وتعاونهم وتنسيقهم مع عدو الامة وكان ذلك يتم سرا ومن تحت الطاولة، ومعاكسا لما يعلن من تصريحات ومواقف، ولم يكن لنا خيارا سوى الصمت والتململ احتجاجا، وكما يقال في المثل الشعبي الملابس الوسخة تغسل في البيت، ولكن اليوم ما كان سرا تحت الطاولة اصبح علنا وبلا حرج، و وسائل الاعلام الحديث كشفت ما كان مستورا، من ارتباطات وتواطىء على قضية العرب المركزية قضية فلسطين. التي تكاد ان تذهب ثمنا تدفعه الامتين العربية والاسلامية مقابل ان يحافظ ملك او ولي عهد على عرشه المهزوز، والذي سيبقى مهزوزا ومتارجحا مادام هناك طفل يحمل مقلاعا وحجرا وما اكثرها في بلادي، ويلقيه على من احتل بلادي، ومادام هناك سجينا قادرا على الانتصار على السجان بصموده وعناده ومعدته الخاوية ، وجريحا او معاقا مستمرا في التظاهر والاحتجاج لتثبيت حقه في الحياة، وامرأة فلسطينية تسير بهامة مرفوعة وارادة حديدية نحو المسجد الاقصى لتؤدي الصلاة رغم جنود الاحتلال المدججين بالسلاح ومناشدة المارْة ارجعي يا حجة ممنوع بطخوكي ولم تتوقف خطواتها ثابتة تجاه الهدف فاستهدفتها طلقات المحتل الجبان.
نعم ستبقى عروشهم تهتز كلما دوت صفارات الانذار في مدن و مستعمرات الاحتلال وطالما الطائرات الورقية تصيبهم بالذعرالرهيب، وقبتهم الحديدية تعجز امام ارادة شعبنا في الحياة و لحرية . ستبقى عروشهم مهزوزة طالما هناك متضامن في هذا العالم يرفع علم فلسطين رمزا للحرية ويقف احتجاجا امام سفارات اسيادهم ليدين جرائمهم بحق شعبنا وقضيتنا.
نعم ستبقى عروشهم مهزوزة مترنحة، امام كلمات صادقة نابعة من ايمان عميق، بان الاعمار بيد الله، ومن رجل عافاه الله من وعكة صحية، قال لا صاخبة لأسيادهم وهو لا يملك سوى الايمان بالله وبعدالة قضيته وارادة شعبه التي لا تقهر، “اذا كانت القدس السبب في ادخالنا للمشفى، فها انا خارج يا قدس حتى تكوني عاصمتنا الابدية” .
هل فهمت يا صديقي، ما هو المعقول واللامعقول في ثورة المستحيل والصمود، في بلاد الثروة والفقر بلاد تملؤها التناقضات والاملاءات، ولن تدوم عروش حكام لا يملكون القرار امام ارادة الشعوب المتعطشة للحرية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version