قطر استجابت للمبادرة الأمريكية لغزة والقطاع ليست ملكاً لحماس

كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، عن وجود مبادرة أمريكية، تستهدف قطاع غزة بذريعة تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع، لافتاً إلى أن أطرافاً عربية استجابت لهذه المبادرة.

وقال مجدلاني، في تصريح خاص لـ “دنيا الوطن”: إن قطر استجابت للمبادرة الأمريكية لاعتبارات معروفة وملموسة ومحددة، مشيراً إلى أن الدور القطري في الملف الفلسطيني يتسبب بأزمة كبيرة.

وهاجم مجدلاني الدوحة بقوله: “قطر تحاول الحفاظ على وجودها في المنطقة، وخاصة فلسطين، موضوع غزة سياسي وليس إغاثي، كما أن سبب مأساة غزة الحصار الإسرائيلي”، منوهاً إلى أن ذلك تفاقم بعد الانقسام الفلسطيني عام 2007.

وتابع: “من الغريب أنه بعد 12 سنة يكتشف الأمريكان والإسرائيليون، أن هناك أزمة إنسانية في قطاع غزة، وما يجري هو استخدام أزمة غزة الإنسانية؛ لفصلها عن الضفة الغربية، وإنشاء كيان سياسي في القطاع، تحت عنوان الدولة الفلسطينية للتخلص من حل الدولتين”.

وأكمل: “هذا الموضوع بحاجة لتفكير شديد من قبل قيادة حركة حماس، ونحذرهم من التساوق والتعامل والتعاطي مع هذا الموضوع بذريعة أننا نقبل بأي صفقة لرفع الحصار عن قطاع غزة، فغزة ليست لحماس، فقطاع غزة للشعب الفلسطيني والمطابقة بين حماس وغزة وغزة وحماس أمر غير مقبول”.

وأشار مجدلاني، إلى أن حركة حماس لا تملك الحق المطلق للحديث باسم غزة، محذراً من أي حل أو أي صفقة تكرس حكم حماس الانفصالي لقطاع غزة برعاية أمريكية، مشدداً على أن ذلك ضرب للمشروع الوطني الفلسطيني.

وفي سياق ذي صلة، قال مجدلاني: إن اللجنة العليا الخاصة بأزمات قطاع غزة، أنهت مهامها ووضعت توصياتها، مشيراً إلى أنه من المنتظر المصادقة على تلك التوصيات في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المقبل.

وقال مجدلاني: “لن نتحدث عن تلك التوصيات إلا بعد إقرارها؛ إلا أنها عالجت كافة مواضيع قطاع غزة، وخاصة ما يتعلق بملف رواتب الموظفين الحكوميين، كما أنه سيكون هناك أمور إيجابية في هذا السياق”.

وفيما يتعلق بما جرى تداوله حول عرض أمريكي للقاء الرئيس محمود عباس بالوفد الأمريكي الذي أجرى جولة في الشرق الأوسط، قال مجدلاني: “لم يُعرض علينا أي لقاءات مع مبعوثي ترامب، وما جرى تداوله في الإعلام ليس دقيقاً والفريق الصهيوني الأمريكي الذي يدور في الشرق الأوسط من أجل تمرير عملية التصفية للقضية الفلسطينية، وجولته العربية كانت محاولة للوصول إلى حل إقليمي بدلاً من الشراكة الفلسطينية، وهذا يمثل التفافاً على القيادة الفلسطينية”.

وأوضح مجدلاني، أن هذه المحاولات جوبهت بالرفض من كل العواصم العربية، مشدداً على أنه لا يمكن لأي حل سياسي بالمنطقة، أن يمر دون ضمان القدس عاصمة لدولة فلسطين، وأن هذا هو الحل المتفق عليه عربياً.

وأضاف: “كان هناك سوء تقديم من هذا الفريق للموقف الفلسطيني والرئيس محمود عباس والأشقاء العرب، اعتقدوا أنه من الممكن دفع الأشقاء العرب للانخراض في التسوية السياسية للقضية الفلسطينية”.

واستطرد: “سقف التوقعات الأمريكية انخفض، وتقديرنا من البداية أن هذه الفريق يعلم أنه بدون المشاركة الفلسطينية لن يمرر أي عملية سلام، هم حريصون على إبقاء مناخات السلام في المنطقة، لكن بدون عملية سلام من أجل الحفاظ على الاحتكار الأمريكي للعملية السياسية، والاحتفاظ بالرعاية الأمريكية المنفردة والمطابقة للرؤية الإسرائيلية، ولقطع الطريق على أي جهة أخرى ولأي محاولات دولية للاستجابة للمبادرة الفلسطينية للسلام على قاعدة مؤتمر دولي للسلام”.

وقال: “الولايات المتحدة تسعى لإعطاء الفرصة لإسرائيل وحكومة الاحتلال؛ لتوفير سقف سياسي ودبلوماسي للمضي قدماً في تصبيق الحل السياسي أحادي الجانب، اعتماداً على توسيع الاستيطان، وتهويد القدس، وفرض الوقائع المادية على الأرض التي تجعل من حل الدولتين غير ممكن واقعياً وفعلياً”.

دنيا الوطن – أحمد جلال

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version