المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حماس تقمع في غزة والاحتلال يعتدي بالقدس

ساعة فصلت بين منع اجهزة الاحتلال الاسرائيلي للمؤتمر الاكاديمي الرابع بحي الشيخ جراح وسط القدس، وبين منع اجهزة “حماس” لاحتفالية اكاديمية تربوية مماثلة لتكريم طلاب الثانوية العامة المتفوقين في قطاع غزة.

قمع يأتي وسط هجمة اسرائيلية، على اهلنا في قرية الخان الاحمر (البوابة الشرقية للقدس) هدفها تنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة، تترافق مع محاولات فرض ما تسمى بـ”صفقة القرن”، التي تتطلب وحدة الصف الوطني الفلسطيني لمواجهتها وافشالها.

وفي الوقت الذي تلتحم فيه القيادة مع شعبها وتفترش الأرض وتعقد اجتماعاتها على أرض الخان الأحمر على مدار الساعة، تهجم حماس وتعتدي وتقمع فعالية بسيطة لتكريم أبنائنا الناجحين في الثانوية العامة.. بطريقة تؤكد ضيق الافق وحزبية الموقف وسوء التقدير.

وكانت اجهزة “حماس”، منعت اليوم السبت، إقامة حفل لتكريم أوائل الثانوية العامة “الإنجاز” لعام 2018، في قطاع غزة، الذي تنظمه حركة فتح في مركز رشاد الشوا بمدينة غزة، وهو ما اعتبره شخصيات وطنية طعنة جديدة للوحدة الوطنية.

وقالت مسؤولة ملف الاشبال والزهرات في الهيئة القيادية العليا لحركة “فتح” في قطاع غزة نجاح عليوة، “ان دائرة الاشبال والزهرات هي المشرفة على هذا الحفل الوطني، وتم التواصل مع جهات الاختصاص للسماح لنا بعقد الحفل بيد انهم تهربوا وعندما توجهنا اليوم لقاعة الحفل للتحضير له، تم ابلاغنا بمنع عقد الحفل وان عقده يحتاج الى قرار سياسي”.

واضافت “ان الحفل هو مهرجان وطني، ومنع عقده يضرب جهود المصالحة الوطنية، وعلى حماس التراجع عن قرار منع الحفل”، مؤكدة انه سيتم تكريم الطلاب حتى لو كان من خلال التوجه الى بيوتهم واحدا تلو الاخر.

من جانبه، ندد امين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة، مسؤول جبهة النضال الشعبي في قطاع غزة محمود الزق، بقرار حماس الذي وصفه بالإجراء غير المسبوق والخطير في ظل ترقب الانظار لحوارات القاهرة الخاصة بالمصالحة التي يتوق الجميع لنجاحها.

وقال ان المنع يسجل في سجل القهر للحريات العامة، خاصة ان قضية التكريم قضية وطنية لا خلاف عليها، واستغرب سلوك حماس بل ونرفض هذا العمل المدان ونطالب حماس بالتراجع عن قراراها.

من ناحيته، قال عضو المكتب السياسي لحزب “فدا”، سعدي ابو عابد “في ظل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ما كان لحماس ان تمنع هذا الحفل الوطني وحرمان الطلاب وعائلاتهم من الفرحة، ونأسف لقرار حماس بمنع الحفل، وهو منع غير مبرر، لا سيما ان الحفل يعقد في صالة مغلقة، ولا يشكل أي خطر ونطالب حماس بالتراجع عن قرارها”.

وكانت حركة “فتح”، ادانت اليوم السبت، منع حركة “حماس” لمهرجان تكريم اوائل الطلبة في الثانوية العامة، في مدينة غزة.

واعتبرت “فتح” هذا التصرف خارجا عن الوطنية وقيم شعبنا الفلسطيني، واحباطا لفرحة ينتظرها المتفوقون بفارغ الصبر.

وجاء في بيان فتح الصادر عن مفوضية الإعلام والثقافة بالمحافظات الجنوبية، إن هذا المنع التعسفي واللاأخلاقي الذي تمارسه حركة “حماس” في مجتمعنا الفلسطيني دليل صريح وفاضح على تبنيها ثقافة التفكك والانسلاخ عن وعي وموروث شعبنا الاصيل، خاصة ان هذا المنع يأتي بعد الجهود المضنية التي تبذلها جمهورية مصر العربية، في ملف المصالحة الفلسطينية.

واضافت “ان هذا المنع غير المبرر ردا على المساعي المصرية وإحباطا لجهودها، ويتساوق مع الرغبة الاسرائيلية والاميركية في تمرير صفقة القرن، وتجسيد للانقسام كواقع بغيض، ترفضه الوطنية الفلسطينية وينبذه الوجدان الفلسطيني، ويدحضه الانتماء الخالص لكواكب الشهداء، وإفشال لقضية الاسرى، وترسيخ للأزمات المركبة والمعقدة التي يعيشها شعبنا بسبب الانقلاب الأسود الذي نفذته حماس وما زالت تدافع عنه رغم اضراره الفاحشة واخطاره المعاشة وتهديده لتقزيم القضية الفلسطينية، وقضائه على حلم الدولة وعاصمتها القدس الشريف”.

واكدت حركة “فتح” أن صبرها على ممارسات حماس وتجاوزاتها غير المقبولة مرده تفويت الفرص على تقزيم القضية الوطنية، وإفشال جر حق تقرير المصير الى مربع المحاصصة المرفوض، لكن تماديها يؤجج الواقع الملتهب والمتوتر، لذا عليها ان تتراجع عن هذه الممارسات المرفوضة والتي لا تنم عن تقاليد شعبنا، ولا أخلاقه الاصيلة، ولا يفهم من صبر فتح بأنه ضعف ورضوخ وتسليم، ولكن صبرها قوة ومن اجل نصرة وحدة الشعب الفلسطيني والحفاظ على الهوية الوطنية.

وطالبت حركة فتح، بإحداث مراجعة معمقة وشاملة في فكر حماس وفي ممارساتها وإغلاق الذرائع المدمرة التي تمنحها للكيان الصهيوني ليتخذها ويمارس من خلالها افتك الاعتداءات بحق شعبنا، كما دعت فتح، حركة حماس لإغلاق ملف الاعتقال السياسي، ووضع حد لانتهاكات حقوق الرأي والتعبير في قطاع غزة، والكف عن ممارسة الإرهاب الفكري واستغلال بيوت الله لتعبئة الناس ضد وطنيتهم، وتشكيكهم بثقافة الانتماء، واستبدالها بثقافة الكراهية والتباغض وكسر الإرادة الوطنية، لصالح الاحتلال الغاشم.

وتساءل المتحدث باسم حركة “فتح” عاطف ابو سيف، كيف يمكن لحفل لتكريم الطلبة وتقدير الانجاز والتفوق ان يشكل تهديدا لأمن احد، ام ان الابداع نفسه خطر على من يريد لهذا الانقسام ان يستمر للابد.

Exit mobile version