المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

صيف ساخن يواجه اسرائيل في إسبانيا بلد 85 مليون سائح

بقلم: د.مازن فارس

أكبر ثلاث مدن إسبانيّة تُقرّر مقاطعة إسرائيل تضامنًا مع فلسطين وتُطالب بفرض الحظر العسكريّ الشامل عليها
قالت حركة مقاطعة إسرائيل العالميّة (BDS) إنّ مجموعة من المدن الكبرى في إسبانيا تتصدرها العاصمة الاسبانية مدريد وعاصمة اقليم كتالونيا برشلونا وبلنسيا عاصمة اقليم بلنسيا عن دعمها القويّ لحقوق الشعب الفلسطينيّ، وأدانت جميعًا قرار رئيس الولايات المُتحدّة دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس، واستنكرت المجزرة الإسرائيليّة الأخيرة في غزّة.
وفي تقريرٍ رسميّ صادر عن الحركة حول انجازاتها، أوضحت أنّ مجلس بلدية العاصمة الإسبانيّة، مدريد، دان استخدام قوات الاحتلال الإسرائيليّ العشوائي وغير المتناسب للقوة ضدّ المدنيين الفلسطينيين، كما دعا في قراره لإنهاء الحصار غير الشرعيّ الذي تفرضه على أكثر من مليوني فلسطيني في غزّة.
وفي برشلونا، أضاف التقرير، أيدّت ثاني أكبر مدينة في الدولة الإسبانية النداء الفلسطيني لوقف تسليح إسرائيل، وصوت مجلس بلدية برشلونا بأغلبيةٍ ساحقةٍ على فرض حظرٍ عسكريٍّ شاملٍ على الدولة العبريّة، وحثّ الحكومة الإسبانية على ضمان تنفيذه.
أما فالنسيا، لفت التقرير، فهي الآن أكبر مدينة في العالم تصوت لتصبح منطقة حرّة من الفصل العنصريّ (الأبارتهايد) الإسرائيلي، وتدعم حركة المقاطعة (BDS) من أجل الحقوق الفلسطينية بشكلٍ صريحٍ، مع عشرات المدن في إسبانيا والعالم.
وأشار التقرير أيضًا إلى أنّ مجلس مدينة بنبلونة “بامبلونا” أصدر قراراً يدعم حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم ويدعو الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبيّ إلى فرض عقوبات على إسرائيل وقطع العلاقات الدبلوماسيّة معها. كما أعرب عن تضامنه مع المتظاهرين الفلسطينيين السلميين المشاركين في مسيرة العودة الكبرى في غزة، وأدان بشدّة الجيش الإسرائيلي لقتله أكثر من مائة فلسطيني وجرح الآلاف.
هذا وطالبت مدينتا تيراسا وبادالونا، ثالث ورابع أكبر مدن إقليم كاتالونيا، الحكومة الإسبانية بالتوقف عن تسليح إسرائيل في ضوء مذبحتها الأخيرة بحقّ الفلسطينيين في غزة والانتهاكات التي طال أمدها لحقوق الإنسان في فلسطين. وحثوا البلدان الأخرى في الاتحاد الأوروبيّ وخارجها على فرض حظرٍ عسكريٍّ على إسرائيل ووقف المعاملة التفضيلية معها، كما جاء في تقرير حركة المقاطعة العالميّة (BDS).
من جهتها قالت منسقة الحملات الدوليّة في اللجنة الوطنيّة الفلسطينيّة لمقاطعة إسرائيل آنا سانشيز: عندما تفشل الحكومات المركزيّة في حماية حقوق الإنسان، يقع على عاتق المجالس البلدية للمدن مسؤولية كبيرة، ولديها الفرصة للقيام بدور تاريخي إلى جانب العدالة، على حدّ قولها.
وتابعت قائلةً: أظهرت كل من برشلونة وفالنسيا وبامبلونا وبادالونا وتيراسا كيف يمكن للمواطنين إقناع وتحريك مدنهم ومجالسها من أجل دعم الكفاح الفلسطينيّ في سبيل الحرية والكرامة بشكلٍ فعّالٍ. وشدّدّت على أنّ اللجنة واثقة بأنّ عدد المدن التي ستُعارض الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان سيستمر في النمو عبر أوروبا وخارجها، وسيلعب دورًا حاسمًا في عزل وإنهاء نظام الاستعمار والفصل العنصريّ الإسرائيليّ.
يُذكر أنّ مدنًا أصغر تلعب دورًا أيضًا، حيث أعلنت مدينة تريبوجينا وهي بلدة صغيرة في الأندلس عن نفسها كـ”منطقة حرة من الأبارتهايد الإسرائيلي في أيار (مايو) الماضي، كما مررت مدينة سولت في إقليم كاتالونيا اقتراحًا يؤيد فرض الحظر العسكري على إسرائيل، ومن المتوقع أنْ تقوم المزيد من المدن بانتهاج المُقاطعة ضدّ إسرائيل.
ومن الجدير بالذكر أنّ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كان قد أقر في جلسته الأخيرة قرارًا يطالب دول العالم بـ”ضمان عدم تورط السلطات العامة والكيانات الخاصة في السلوك غير القانوني دوليًا، بما في ذلك توفير الأسلحة للمستخدمين النهائيين المعروفين بارتكابهم انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي و/أو قانون حقوق الإنسان أوْ المحتمل قيامهم بذلك، وهذا يفتح الباب امميًا للدعوة لفرض حظرٍ عسكريٍّ على إسرائيل كما فرض على نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا من قبل.
ويُشار إلى أنّ إسرائيل، باتت تعتبر حركة المُقاطعة تهديدًا إستراتيجيًا على أمنها القوميّ.

Exit mobile version