من ينقذ اهالي برج البراجنة من شبكة الموت الكهربائية

فجع مخيم برج البراجنة بوفاة 48 شابا وطفلا على مدى السنوات الـ28 الماضية ، جراء الاهمال لشبكة الكهرباء وعدم تنظيمها وتأهيلها وعدم الاكتراث لحياة اهالي المخيم المهددة نتيجة ذلك دونما تدخل فعلي لازالة الاسباب المؤدية لذلك .

وبصدد ذلك قالت والدة الطفل احمد اسماعيل يعقوب”15 عاما” قضى صعقا بمنطقة حي الوزان في المخيم ، “خرج ابني احمد من البيت حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا ليلعب مع رفاقة ، وبعد ساعة من خروجه اتاني خبر وفاته بصعقة كهربائية ” بهذه الكلمات حاولت لبنى ديراوي ان تروي حادثة وفات ابنها احمد يعقوب ابن الـ15 ربيعا، وتابعت الديرواي وبصوت متحشرج وعينيين دامعتين “تكهرب احمد بسلك كهربا وفي معلق جنبو ماسورة مي الشرب” . ولن يكون ابني الضحية الاخيرة اذا بقيت شبكة الكهرباء بهذا الحال
وحملت الام المفجوعة مسؤولية موت ابنها واي ضحية جديدة لكافة المعنيين بشؤون المخيم .
لايكفي مخيم برج البراجنة ما يعانيه من اكتطاظ سكاني ،وضيق الازقة، وتلاصق البيوت ، وشح مياه الشرب فضلا عن تفشي البطالة والفقر لتتفاقم مشكلة شبكة الكهرباء في المخيم تهديدا وخطرا داهما في اية لحظة، والتي ذهب ضحيتها 40 ضحية. ولفتت جنان الشافعي عضو اتحاد المرأة الفلسطينية في مخيم برج البراجنة الى “أنه وخلال السنوات الماضية ونتيجة الاهمال والفوضى ،وتردي شبكة الكهرباء وتداخلها مع شبكة المياه خسر المخيم 48 ضحية من ابنائه بالكهرباء ، والتهمت النيران عددا من المنازل نتيجة ماس كهربائي” وفقدت عشرات العائلات احد افراد عائلاتها بالكهرباء ايضا.
تستذكر ليندا الاسعد زوجة الضحية احمد نجيب الملقب بـ”الحصان” احد ضحايا الشبكة اللعينة الحادثة بحزن شديد قائلة” لقد فقدت زوجي المعيل لعائلتي المكونة من ثلات اشخاص ، انا وابنتاي، لقد صعقته الكهرباء وهو يحاول اصلاح سلك الكهرباء الذي يوصل الكهرباء من ” علبة الكهرباء” في اول الزاروب الى المنزل، لامست يده احد الاسلاك الممدودة الى جانب العلبة حيث كان انبوب المياة الممدود فوق العلبة تتسرب منه نقاط ماء نتيجة ثقب فيه فامسكته الكهرباء وتوفي ، تركني وحيدة احاول تأمين معيشة عائلتي ”
وتتابع الزوجة الاسعد بعنيين دامعتين وصوت متهدج لم يمض وقت طويل على وفاة زوجي حتى اصبت بعدة جلطات وكان نتيجتها انني اصبت بشلل نصفي ، وسدت كافة السبل في وجهي الا من بصيص امل بسيط عبر منحي مساعدة شهرية من صندوق الرئيس محمود عباس ” التكافل الاسري” وقيمتها 75 الف ليرة لبنانية الا أنها توقفت منذة عدة اشهر ، وانا اليوم لا اجد ما اسد به رمق عائلتي”.
في كل بيت ولكل عائلة في المخيم قصة مؤلمة مع الكهرباء، واشارت عضو اتحاد المرأة الفلسطينية في المخيم تمام البيتم الى اول ضحية بالكهرباء في المخيم كانت منذ حوالي 26 عاما ، هو الطفل وليد خالد فاعور ” 10 سنوات” والذي توفي نتيجة صعقة كهربائية بأحد الاسلاك المتدلية الى جانب علبة الكهرباء المتهالكة من القدم والصدأ نتيجة الرطوبة التي وصلتها من الجدار المثبتة عليه .
وتتابع البيتم فيما اصعب منظر رايته في حياتي الطفل الفلسطيني السوري الذي توفي متكهربا وهو يلعب مع رفاقه منذ اسابيع، حيث التقطته الكهرباء ورمته ارضا فحسبه رفاقه يمازحهم فاخذوا ينادونه فلما ادركوا انه لا يجيب ولا يتحرك ذعروا وهرع المارة لنجدته فلم يستطيعوا تخليصه.

لايبدو بوادر حل جذري لهذه المشكلة، فهي التي حصدت الضحايا دون تدخل جدي لوقف ذلك ، نجية عبد الرحيم” ام غالب الجمل” عجوز في منتصف العقد السابع لها حكاية فاجعة، فقدت زوجها منذ اكثر من 25 عاما ، بصعقة كهربائية عندما كان يتفقد السلك الذي يغذي منزله بالكهرباء حسب ام غالب وبذلك تكون فقدت معيلها ، وهي تسكن اليوم مع ابنها الخمسيني احمد الجمل” من ذوي الاحتياجات الخاصة” في منزل مكون من غرفة واحدة ، غرفة لا تحتوي على شيئ من مقومات الحياة ، تعرض فيها احذية مستعملة للبيع علها تجد بعض ما يقوتها ويسد رمقها ، في ظل ازدياد معاناتها مع الامراض المزمنة والتي لا تجد ثمن شراء ادويتها فسلمت امرها لله وتوقفت عن اخذ الادوية مما زاد حالتها الصحية سواء.

خطر الكهرباء وشبكتها يؤرق حياة ابناء المخيم وتتعالى صرخات الاحتجاج والاستغاثة من ابنائه ، حيث توجهت ايمان الخطيب عضو اللجنة الشعبية لمخيم برج البراجنة بمطالبة المؤسسات الدولية، وكافة الجهات المعنية بالتدخل الفوري من اجل وقف الخطر الذي يتهدد ابناء المخيم، نتيجة تردي وقدم شبكة الكهرباء، وعدم تنظيمها وتداخلها وقربها من شبكة المياه، فمن غير الجائز الاستهتار بحياة الناس.
ولفتت الخطيب الى عشرات البيوت التي احترقت نتيجة ماس كهربائي بين الاسلاك الممدودة على جدرانها او فوق نوافذها بطريقة عشوائية ،او نتيجة تسرب المياه المثبتة الى جانب شبكة الكهرباء ، ومن هذه البيوت منزل عبد الحميد الشرع ، ومنزل فادي حليمة ، ومنزل معلا النيص، ومنزل ليلى العايدي ..

تشكل شبكة الكهرباء في مخيم برج البراجنة هاجسا يقض مضاجع اهله وساكنيه، وكل ما يتم العمل عليه من بعض اعمال اعادة التأهيل ما هو الا عملي تجميلي وترقيعي لا يرقى الى مستوى ازالة الخطر المتربص بالمارة في الازقة والطرقات ، ويرى اهالي المخيم انه لابد من اعادة تاهيل شاملة لشبكة الكهرباء والمياه في المخيم تزيل كابوس الخطر الكهربائي وتعيد لهم بعضا من حياتهم الإنسانية.
تقرير
#عصام_الحلبي _

كيان كنعان
امل ابو خرج

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version