مواجهة : لمن يهمه الامر ولصناع القرار والنخب السياسية الفلسطينية لماذا نقبل بدولة منزوعة السلاح ؟

بقلم: رجائي عبد الله الشطلي

لا احد ينكر ان السلاح هو من مصادر القوة لاي دولة وفي ذات الوقت السلاح الذي لا يستخدم هو عبء علي حامله وفي عالمنا المعاصر وفي ظل هذه الثورة التكنولوجية والمعلوماتية بات السلاح لا يشكل اي مصدر من مصادر الرعب والخوف للدول بل ويمكن القول في ظل عالمنا المعاصر وفي ظل هذه الثورة من التصنيع العسكري لا يعد ما نملكه من سلاح هو سلاح بالمفهوم الحديث وبالتالي لا يمكن القول او المغالاة بأننا نملك سلاحا يمكن أن نهزم به قوي الاستعمار وحتي من يزودنا بالسلاح من دول تعتبر نفسها تدعم المقاومة لا تزودنا بأسلحة متطورة كثيرة بل تعطينا أسلحة خفيفة وثقيلة غير مدمرة لانها تدرك بأن ذلك قد يؤثر علي علاقتها بالدول الاخري وفي ظل نظرية إدارة الصراع والمصلحة بالعلاقات الدولية لا يمكن لها فعل ذلك لان مصلحة الدولة أعلي من مصلحتنا كشعب فلسطيني وبالتالي لا تنتظروا أكثر واكبر من ذلك يمكن أن يقدم لنا .

علاوة علي ذلك لم يعد التسلح والسلاح ولا الحروب سمة العصر في عالمنا فالآن الحروب تدار بأشكال عدة منها الحروب بالوكالة والحروب عن بعد والحرب بالمنظمات الدولية الغير حكومية ويمكنني القول بأن الحروب الان وبالمستقبل هي حروب فكرية ايديولوجية دينية .

كل ما سبق ليس ضربا من الخيال ولا لبث الإحباط في نفوس أبنائنا ولا من أجل أن نسلم بالامر الواقع ولكن يجب ان نعي بموضوعية ما يدور حولنا ونعي حجمنا وتاثيرنا كاحد الفاعلين الدوليين حتي نستطيع أن تكون جزء من هذا العالم ونحصل علي ما نريد فمنطق القوة لم يعد قائما الان وما هو قائم منطق قوة الحجة والعقل والقانون الدولي وإن لم يكن مطبقا علي الجميع في ظل عالم يدعي العدالة ولكنه لا يطبقها .

لذا ومع إدراكنا لكل ما سبق ما المطلوب ؟ المطلوب الان تحديد أهدافنا بدقة عالية وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني عبر استراتيجية وطنية شاملة يتفق عليها الجميع وإن لم ينصاع البعض لهذا الاتفاق يتم تنفيذها بقوة علي من يعارضه لا لشيء شوي ان مصلحة الوطن والمواطن أعلي من اي مصلحة فثوابتنا معروفة وواضحة ولا احد يختلف عليها بالمطلق والكل متفق عليها لذا يجب ان يتلوها نهضة علمية معلوماتية وتكنولوجية واخلاقية ووطنية قائمة علي الحوار وقبول الاخر ننهض فيها بالإنسان الفلسطيني لنستطيع مواجهة الحروب المعلوماتية والاقتصادية والفكرية والدينية القادمة وكما سبق وذكرنا ان الحروب لم تعد بالسلاح اليوم وان بقيت آثارها موجودة حتي اللحظة وبالتالي نحن بحاجة إلي ضبط السلاح لدينا وتخزينه ان لزم الأمر إلي حين الحاجة إليه وإن يكون سلاحنا القادم هو الانسان المتعلم والتطور فكريا وأخلاقيا والذي من خلاله يمكن مواجهة اي حرب فكرية ودينية قادمة لا محالة .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version