السفير الهندي لـ”وفا”: العلاقات مع فلسطين تشهد تطورا وندعم حل الدولتين

بلال غيث الكسواني

قال سفير الهند لدى فلسطين أنيش راجن، إن بلاده تقوم بتنفيذ مشاريع تتجاوز 40 مليون دولار داخل فلسطين، والعلاقات مع فلسطين تشهد تطورا ملحوظا على مدار السنوات الماضية.

وأضاف خلال مقابلة خاصة مع “وفا”، أن الهند وفلسطين تتمتعان بعلاقات وطيدة منذ نيل الهند استقلالها في ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت من الدول الأربع عشرة التي صوتت ضد تقسيم فلسطين عام 1947، ومنذ ذلك الحين وتعزيز التعاون المشترك آخذ بالاستمرار، وممثلية الهند في فلسطين افتتحت مطلع تسعينيات القرن الماضي في غزة، ومن ثم انتقلت إلى مدينة رام الله.

وفيما يخص المشاريع الهندية التي تم استثمارها في الأرض الفلسطينية، أشار السفير الهندي إلى أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أعلن في زيارته الأولى لفلسطين في شهر شباط الماضي عن مشاريع عديدة، أكبرها كانت مشروع إقامة مستشفى متخصص في مدينة بيت ساحور، لما تفتقده محافظة بيت لحم لمستشفى يخدم الجميع، ويضم أقساما عديدة، أهمها: القلب، والعظام، والطوارئ، والأطفال، والولادة، والأمومة.

كما تطرق إلى أهمية زيارة رئيس الوزراء التي اعتبرها “تاريخية”، كونها أسهمت في توثيق العلاقات على مستوى الحكومتين والشعبين، حيث تم الاعلان حينها عن تنفيذ مشاريع لصالح فلسطين بقيمة 40 مليون دولار.

وأضاف: أن من بين المشاريع المنفذة في فلسطين “بناء مدارس في مثلث الشهداء جنوب جنين، وطمون جنوب شرق مدينة طوباس، وقد تطلق عليهما وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية اسم “مهاتما غاندي” إحياءً للذكرى 150 لمولده، ومع ازدياد عدد الطلاب سيقومون بإضافة طابق جديد للمدرسة المنوي بنائها في أبو ديس”.

وتابع: كما أعلن رئيس الوزراء خلال زيارته عن تزويد الحكومة الفلسطينية بمشروع “المطبعة الوطنية”، التي ستزود فلسطين بطابعات متطورة على مستوى العالم، وتوفر التكاليف الحكومية بتقديم جميع المستلزمات من كتب مدرسية، أو مذكرات، أو توصيات.

ومن المشاريع الأخرى التي تحدّث عنها راجن، إقامة مشروع تراثي يتعلق بتقوية العنصر النسائي في المجتمع الفلسطيني، وتطوير مهارته الحرفية، والصناعية، وتسويق منتجاته، وسيكون مركزه برام الله، وغزة.

وبارك السفير مشروع الحديقة التكنولوجيا التي نفذتها بلاده على أراضي جامعة بيرزيت بمدينة رام الله، لافتا إلى أنه تاسع ممثل للهند يخدم في فلسطين، مشيرا إلى المساعي التي بذلها من أجل توثيق العلاقات، ودفعها قدما.

كما تطرّق إلى الزيارات رفيعة المستوى التي جرت بين البلدين خلال السنوات الماضية، بالإشارة إلى زيارة الرئيس الهندي “براناب موكيرجي” إلى فلسطين في الثامن من تشرين الاول عام 2015، وزيارة مماثلة للرئيس محمود عباس إلى الهند في الرابع عشر من أيار عام 2017، وأخرى لوزير الدولة للشؤون الخارجية “سوشما سواراج” قبل نحو عامين.

وأكد موقف بلاده الداعم لحل الدولتين، والقائم على إقامة دولة فلسطينية متواصلة، ذات سيادة، وتعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، مشيرا إلى أنه رغم كل الصعوبات يجب أن نؤمن بأن هناك إمكانية لتحقيق السلام.

وقال: إن تصويت الهند لصالح القرارات الفلسطينية في الأمم المتحدة متواصل، وهي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في الوصول الى حقوقه.

وفي الحديث عن المساعي التي تبذل لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط، أكد السفير راجن، انه في حال دعيت الهند للمشاركة في هذا المؤتمر سوف تشارك، وستأخذ بعين الاعتبار ما يسعى الشعب الفلسطيني إلى تحقيقه، وستتخذ قرارات في هذا الشأن.

وعن الإنجازات التي تم تحقيقها منذ عمله في فلسطين على مدار العامين الماضيين، قال: شهدت العلاقات الفلسطينية- الهندية في مجال التبادل التجاري تطورا، ويجري تقديم 50 منحة دراسية سنويا لطلبة فلسطين، والعمل الآن جارٍ من أجل رفع عددها لتصل إلى 100 منحة سنويا، وكثير من الطلبة الذين يجري اختيارهم هم من قطاع غزة، ونحن نتواصل مع الجهات المعنية لتسهيل سفرهم عبر جمهورية مصر العربية إلى الهند.

وتابع: منذ مطلع العام الماضي نفذ برنامج تبادل شبابي بين فلسطين، والهند، حيث توجه 50 شابا وشابة من فلسطين إلى الهند، وقريبا جدا سيزور 50 شابا هنديا فلسطين، للاطلاع عن كثب على مجريات الأحداث.

وأضاف أنه يجري تقديم دورات قصيرة الأمد للعاملين الفلسطينيين في القطاعين العام والخاص في الهند، لتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات، وتبادل الخبرات بين فلسطين والهند.

واستذكر في الذكرى الـ150 “للمهاتما غاندي” نهجه في تحقيق السلام في المنطقة، معربا عن أمله في التوصل إلى سلام عادل بين الفلسطينيين والاسرائيليين

وعن العلاقات الهندية- الإسرائيلية وإمكانية تأثيرها على العلاقات مع فلسطين، استبعد ذلك، مؤكدا أن العلاقات الفلسطينية الهندية في تطور دائم خلال العقود السبعة الماضية، وهي علاقات تاريخية، وبلاده تسعى إلى تحقيق حل عادل للدولتين، وان يحدد الشعب الفلسطيني مصيره، وينال استقلاله.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version