فتح تدعو الفصائل للمشاركة في الحكومة الجديدة

بقلم: منير الجاغوب*

من يعرف فتح جيداً يدرك أنها استمدت شرعيتها من قدرتها الفائقة على التصدي للمهمات الصعبة. هكذا عملت فتح منذ انطلاقتها، لم تبحث يوماً عن الحلول السهلة، ولم تسلك درب السلامة بديلاً عن قيادة الشعب في الطرق الوعرة.
فتح اختارت التصدي لجيوش موشيه دايان الخارجة من انتصار سهل وسريع على جيوش الجوار، فكانت معركة الكرامة.
لم تنظر فتح إلى موازين القوى عندما جاء شارون بجيوشه حتى مشارف بيروت، وبدلاً من الإختباء في الأنفاق المظلمة اختارت فتح وقيادتها أن تبني المتاريس وتدافع عن شرف أمة بأكملها.
وعندما عادت فتح إلى حضن الوطن وبدأت بحفر صخر الدولة بأظافرها لم تتردد في مواجهة شارون مرة أخرى، ولكن هذه المرة من مشارف القدس، فكانت انتفاضة الأقصى.
واليوم ونحن نتقن فنّ التصدي لسياسة ترامب وصفقته التي لا يجرؤ على إعلان تفاصيلها، اليوم تقف فتح بكل ثقلها وتاريخها وتقول: مهمتنا في فتح هي إعادة صياغة المرحلة برمتها، ولا ظهير لنا الآن غير شعبنا وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية- أخوة الدرب الطويل ورفاق اللحظات الصعبة وشركاء الإنجازات الوطنية وأولها إعادة فلسطين وقضيتها إلى مقدمة أولويات العالم كقضية سياسية لشعب مكافح لم يهزمه المشروع الصهيوني بكل ما يملكه من قوة ونفوذ ودعم هائل من إمبراطوريات الشر في العصر الحديث.
فتح تدعو فصائل م.ت.ف والمستقلّين من شعبنا إلى تشكيل حكومة الصمود في وجه صفقة القرن بما تعنيه من تكريس للإحتلال والإستيطان الإسرائيلي، وبما نشاهده من محاولات تمرير مخطط فصل غزة عن الوطن وتساوق قوى الإنقلاب مع هذا المخطط.
فتح تعمل على إعادة بلورة أدوات النضال، لكن هدفنا لم يتبدّل: إنهاء الإحتلال وإنجاز حق العودة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس المحتلة.

*رئيس المكتب الاعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة “فتح”

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version